باريس تقدم نفسها "كقوة توازن" في الخليج وبائع بديل للأسلحة
٣ ديسمبر ٢٠٢١يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة خليجية الجمعة (الثالث من ديسمبر/كانون أول 2021) حيث تسعى فرنسا إلى طرح نفسها كـ "قوة توازن" في مواجهة أزمات الشرق الأوسط والحصول على عقود جديدة خاصة طائرات رافال في الإمارات.
وسيلتقي الرئيس الفرنسي مع كل من ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جولة سريعة لمدة يومين. ويصل ماكرون الجمعة إلى دبي قبل أن يتوجه إلى قطر مساء الجمعة ومن ثم السبت إلى مدينة جدة في السعودية.
صفقات الرافال
وقال مصدران لرويترز إن أبوظبي قد تشتري نحو 60 طائرة رافال مقاتلة، والتي ستحل مكان 60 طائرة "ميراج 2000" حصلت عليها الدولة الخليجية في نهاية التسعينات. وقد تكون هذه أكبر صفقة لتلك الطائرة التي تصنعها شركة داسو، وتأتي بعد صفقات مع اليونان ومصر وكرواتيا هذا العام.
وسيعد الاتفاق إشارة على عدم صبر الإمارات مع تردد الكونغرس الأمريكي في إقرار اتفاق مقاتلات إف-35 وسط قلق بشأن علاقات الدولة الخليجية العربية مع الصين، بما في ذلك انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس لشركة هواوي الصينية في الدولة الخليجية العربية.
وأقام الرئيس الفرنسي علاقة جيدة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتتدفق الاستثمارات بين البلدين. ولباريس قاعدة عسكرية دائمة في عاصمة الإمارات.
وأكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش في وقت سابق أنه في مواجهة الأزمات الإقليمية فإن "البلدان مثل فرنسا لديها دور للقيام به"، موضحاً "مواقفنا متقاربة جداً" حول القضايا الاستراتيجية، وعليه فإنه سيتم "توقيع العديد من العقود" الجمعة في دبي دون الكشف عن مضمونها.
وتأتي الإمارات في المرتبة الخامسة من بين الزبائن الأكثر أهمية للصناعات الدفاعية الفرنسية في الفترة بين 2011-2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4.7 مليارات يورو، بحسب تقرير تم تقديمه للبرلمان حول صادرات الأسلحة الفرنسية.
وكانت قطر اشترت 36 طائرة مقاتلة رافال بينما قامت مصر بشراء 24 طائرة في عام 2015 و30 طائرة في عام 2021.
ويرافق ماكرون وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال ومسؤولي شركات "إيرباص" و"ثاليس" و"اير ليكيد" و"اي دي أف".
فرنسا تبحث عن مكان في الخليج
يتوجه ماكرون بعد الإمارات إلى قطر للقاء الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أن ينتقل السبت إلى جدة في المملكة العربية السعودية لعقد "لقاء معمق" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب الإليزيه.
وسيكون ماكرون من أوائل المسؤولين الغربيين الذين يلتقون ولي العهد السعودية منذ الأزمة الدبلوماسية التي أعقبت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن "المملكة لاعب رئيسي في المنطقة" موضحة "لا يمكننا تخيل أن تكون لدينا سياسة طموحة (في الشرق الأوسط) دون حوار معمق" مع المملكة، الاقتصاد الرئيسي في المنطقة والعضو في مجموعة العشرين.
وسيتم خلال الجولة الخليجية لماكرون بحث القضايا الاستراتيجية الأساسية في المنطقة مثل مكافحة الإرهاب والتطرف وأزمة لبنان والانتخابات في ليبيا والنووي الإيراني وغيرها.
وأكد الإيليزيه أن ماكرون "يواصل التزامه" منذ بدء ولايته الرئاسية في عام 2017، الذي يهدف إلى "المساهمة في استقرار" المنطقة الممتدة من "المتوسط حتى الخليج".
ويوضح أحد مستشاري الرئيس الفرنسي أن بلاده تقدم نفسها "كقوة توازن من خلال تعزيز الحوار مع وبين مختلف الفاعلين" في المنطقة و"كشريك أساسي وموثوق". ولكن على الرغم من كافة الجهود المبذولة، لم يحصل ماكرون على النتائج المرجوة خاصة في لبنان وليبيا.
تأتي الزيارة في وقت أبدت فيه دول الخليج العربية شكوكاً بشأن تركيز الولايات المتحدة على المنطقة على الرغم من سعيها لشراء المزيد من الأسلحة من حليفها الأمني الرئيسي.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز)