"ماغال طوبى" - ملايين "المريدين" في السنغال يحيون ذكرى مؤسس الجماعة
ملايين من أتباع جماعة "المريدين" يتوجهون سنويا إلى مدينة طوبى السنغالية، لإحياء ذكرى نفي الاستعمار الفرنسي لمؤسس الجماعة. وتعتبر طوبى في غرب أفريقيا "مكة الصغيرة"، بل أن عدد من يشدون الرحال إليها يفوق عدد قاصدي مكة للحج.
أربعة ملايين مريد في "يوم التعظيم"
أتباع جماعة "المريدين" الصوفية أثناء موسم "ماغال طوبى" (يوم التعظيم) السنوي في مدينة طوبى السنغالية. في هذا الموسم يحضر لطوبى أحيانا أربعة ملايين مسلم، وللمقارنة فان الحج إلى مكة يشارك فيه سنويا 2,5 مليون حاج فقط. ويمثل "ماغال طوبى" ذكرى إحياء نفي المستعمر الفرنسي لمؤسس الجماعة الشيخ أمادو بامبا مباكي خارج السنغال نهاية القرن الـ19.
الاستعدادات الأخيرة
قبل أن يُسمح للمؤمنين بدخول المسجد الكبير في طوبى، يقوم أعضاء جماعة المريدين بتنظيف أرض المسجد جماعة. وأتباع طريقة أو جماعة "المريدون" الصوفية هم بالملايين ويوجدون بالأخص في السنغال، وللجماعة تأثير اقتصادي واجتماعي في غامبيا أيضا.
طوابير انتظار طويلة
تقع الزاوية المريدية في وسط السنغال وبها ضريح مؤسس الجماعة والمسجد الكبير، الذي تتكون أمامه طوابير طويلة، وتحصل ازدحامات وتقع وفيات أثناء موسم "ماغال طوبى" الذي يستمر يومين. ففي عام 2016 توفي حسب أرقام رسمية 16 شخصا على الأقل أثناء حوادث في الشوارع وأصيب 600 شخص آخرون بجروح.
تضاعف حجم التجارة
أشخاص على أرصفة الشوارع يقدمون القهوة إلى زوار الزاوية المريدية. فـ"ماغال طوبى" يعتبر موسما اقتصاديا هاما في السنغال، التي يسكنها 18 مليون نسمة: فالطلب على وسائل النقل والمواد الغذائية وبطاقات الهواتف المحمولة والالبسة يرفع حجم التجارة الداخلية حتى ثلاثة أضعاف.
أخذ وعطاء
هذا الرجل من طائفة "باي فال"، يمسك طبقا لجمع التبرعات خلال التواجد في طوبى، حيث يتم تقليديا توزيع مواد غذائية بالمجان. وهذه الطائفة تهتم كثيرا بإطعام الفقراء وخدمتهم.
نجوم المشهد الديني
زوار للزاوية المريدية يتأملون في لافتات تحمل صور شخصيات دينية مبجلة. ومن لم يتمكن من الاستماع عن قرب لخطابات الزعماء الدينيين، فإمكانه متابعة الفعالية عن طريق البث المباشر عبر الإنترنت.
دولة داخل الدولة
نساء زائرات يغادرن المسجد الكبير في طوبى. مدينة طوبى داخل السنغال، البلد الديمقراطي، هي بمثابة دولة داخل الدولة. فهناك يسود قانون الخلفاء، أي خلفاء مؤسس الطريقة المريدية. هذا القانون يعتمد على الشريعة الإسلامية، والآن هو عهد الخليفة الثامن المسمى سيريجني مونتقى مباكي.
رمز المدينة
المسجد الكبير في طوبى يُعد واحدا من أكبر المساجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وهو المركز الديني للمدينة. وترتفع مأذنته، التي تعد رمز المدينة، 86 مترا في عنان السماء، وهذا يجعلها أعلى بناية في طوبى.
إحياء ذكرى مؤسس جماعة المريدين
الشيخ أمادو بامبا مباكي ( 1853 ـ 1927 )، مؤسس الطريقة المريدية أو جماعة المريدين، وهو جد الخليفة الحالي، كان بمثابة شوكة في أعين المستعمر الفرنسي فتم نفيه في المرة الأولى إلى الغابون، حيث مكث فيها سبع سنوات، ثم عاد إلى طوبى، وتم نفيه مرة أخرى إلى موريتانيا وبقي بها نحو أربع سنوات قبل أن يعود لطوبى. وتحكى إلى يومنا هذا الكثير من الأساطير حول شخصيته وسيرته.
أعمال تشبه شعائر الحج
حاول مؤسس الجماعة بناء مسجد كبير في طوبى، بيد أن حجر الأساس لم يوضع إلا بعد وفاته بخمس سنوات. واستمرت عملية البناء ثلاثة عقود تقريبا، حيث افتتح المسجد رسميا في عهد الرئيس الكاثوليكي سانغور عام 1963. وخلال الموسم السنوي يقوم رواد طوبى من المريدين بأفعال تشبه شعائر الحج ولذلك يطلقون أحيانا عبارة "يوم الحج" على "مغال طوبى". إعداد: رينيه فيلبرانت/م.أ.م/ ص.ش