"ماساكتاش".. هل ستقي الصافرة المغربيات شر التحرش؟
٦ نوفمبر ٢٠١٨"إلا ضسر صفري"، أي "إذا لم يحترمك، صفّري"، هذا هو الشعار الذي اختارته نساء مغربيات للتبليغ عن المتحرشين بهن في البلد. الحركة التي عُرفت باسم "ماسكتاش" أي "لن أسكت" تدعو النساء والرجال للانضمام إلى حملتها والخروج -يوم السبت (10 نوفمبر/ تشرين الثاني)- إلى شوارع مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش المغربية، بهدف محاربة الصمت وإسماع صوت المرأة. وسيتم توزيع صافرات على النساء ليستعملنها عند التعرض لاعتداء لفظي أو سلوكي في الشارع والفضاء العام.
الحركة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت صفحات على "فيسبوك" و"تويتر" بمطالبة النساء والرجال بـ"فضح العنف وثقافة الاغتصاب التي تمارس على المرأة المغربية". DW عربية تحدثت إلى منظمات الحملة داخل المغرب وخارجه.
البداية مع "خديجة"
"الفكرة بدأت مع قضية "خديجة"، الفتاة المغتصبة التي تجاوز صدى قصتها المغرب ووصلت إلى العالم". هكذا بدأت حركة "ماسكتاش" لدى مارية كريم وصديقتها. مع "فتاة الوشم" استطاعت مارية كريم وصديقتها التقرب من المجتمع الذي يلوم ضحايا العنف، دون لوم المعتدي، حسب ما روته لـDWعربية. وهكذا توسعت الحركة وانضم إليها أشخاص آخرون يجمعهم هدف واحد هو: تغيير واقع النساء بالبلد. وهكذا نظموا حملات متعددة بدأت مع خديجة. ومرت بالدعودة لإيقاف بث أغاني المغني المغربي سعد لمجرد المتهم بقضية التحرش، وصولا إلى تنظيم هذه الحملة.
المتحدثة ذكرت أن الحركة بدأت عملها عبر موقع "تويتر" لتنتقل إلى "فيسبوك"، وأن الهدف من الحملة هو تسليط الضوء على عدم احترام جسد المرأة في الفضاء العمومي وشخصيتها.
"الخروج إلى الشارع ومد كل امرأة بـ"صافرة" قد تقيها شر التحرش والاغتصاب والعنف الذي تتعرض له بشكل يومي"، تقول مارية كريم.
"مي تو" المغربية
حملة "إذا لم يحترمك، صفري" لاقت تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تقتصر على النساء المتواجدات بالمغرب، بل انضمت إليهن أخريات من مصر وأمريكا وأوروبا. سمية المربوح انضمت إليهن وقالت إنها "لن تسكت"، في حديثها لـ DWعربية. سمية، مغربية تتواجد بفرنسا حاليا، لكنها تؤكد أنها "تساعد" منظمي الحملة من موقعها، وتصرح: "سأخرج للشارع هنا في فرنسا، لأصفّر من أجل نساء المغرب ومن أجل نساء العالم".
المتحدثتان أكدتا في حديثهما أن الحملة تحسيسية، وأنها تدعو السلطات إلى تفعيل القوانين على أرض الواقع، كما يشرن إلى أن التحرش والعنف والاغتصاب قضايا عالمية لا تسلم منها أي امرأة في العالم، وأنهن بهذه الحملة يقلن: "كفى، ولن نسكت على انتهاك حقوقنا".
يُذكر أن الحركة تطالب بالعمل بمقتضيات القانون الجنائي المغربي، والذي من بين ما نص عليه في المادة رقم 503-1-1، على أنه: "يعتبر مرتكباً لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة مالية من 2000 إلى 10.000 درهم أو بإحدى العقوبتين كل من أمعن في مضايقة الغير في عدد من الحالات".