ماس يسعى لاستيضاح مستقبل مهمة مكافحة داعش في العراق
١٣ يناير ٢٠٢٠كان البرلمان العراقي طالب بسحب القوات الأجنبية عقب اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية في بغداد. ووصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس صباح اليوم (الاثنين 13 يناير/ كانون الثاني 2020) إلى العاصمة الأردنية عمان، لإجراء محادثات مع نظيرة الأردني أيمن الصفدي. وأجرى ماس مساء أمس الأحد في باريس محادثات حول الاتفاق النووي مع إيران المهدد بالفشل.
وبحث ماس مع نظيره الفرنسي جان-إيف لودريان والبريطاني دومينيك راب ومفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل سبل الحيلولة دون انسحاب إيران من الاتفاق. واتفق المسؤولون الأربعة على عدم إعلان نتائج محادثاتهم في الوقت الراهن. وقال ماس قبل سفره من برلين: "خطر الحرب المباشر في الشرق الأدنى والأوسط يبدو مُتجنبا، لكن التوترات الموجودة هناك ستستمر في مرافقتنا".
وتسعى الحكومة الألمانية إلى إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران مع إيران الذي تم إبرامه عام 2015 بغرض الحيلولة دون تطوير طهران أسلحة نووية. وأعلنت طهران مؤخرا أنها لن تلتزم بآخر قيود متبقية في الاتفاق عقب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه. تجدر الإشارة إلى أن الأردن يعتبر حليفا مهما في مكافحة تنظيم داعش.
واستقبل الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري، من بينهم نحو 650 ألف لاجئ مسجلين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقبل عودته إلى برلين يعتزم ماس تفقد جنود بلاده في قاعدة الأزرق الجوية (على بعد نحو 90 كيلومترا شرقي عمان). ولا تقوم حاليا طائرات الاستطلاع الألمانية في القاعدة بطلعات فوق سورية والعراق، بسبب غموض الأوضاع عقب مطالبة البرلمان العراق بانسحاب كافة القوات الأجنبية. كما تم تعليق مهمات ألمانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتدريب القوات العراقية.
تجدر الإشارة إلى أن مهمة الطائرات الاستطلاعية وطائرة التزود بالوقود التي يتولاها الجيش الألماني انطلاقا من قاعدة الأزرق الأردنية لمكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق سينتهي تفويضها من البرلمان الألماني في آذار/مارس المقبل. ومن المنتظر أن تتولى هذه المهمة دولة أخرى من الناتو، بناء على رغبة الحزب الاشتراكي الديمقراطي على وجه الخصوص، الحزب الذي ينتمي إليه الوزير ماس، الشريك في الائتلاف الحاكم. ومن المنتظر أن يبحث مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الألمانية خلال محادثات في أربيل وبغداد ما إذا كانت الحكومة العراقية تريد بالفعل انسحاب القوات الأجنبية، ومتى يتعين البدء في الانسحاب إذا تأكدت رغبة العراق في ذلك.
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ)