ماذا تعني عودة أولي هونيس بالنسبة للبايرن؟
٢٥ نوفمبر ٢٠١٦أولي هونيس من الأسماء الكبيرة في عالم الكرة الألمانية: فقد توّج بطلاً للعالم ولأوروبا وللدوري المحلي ومرة واحدة في مسابقة الدوري الأوروبي كلاعب. أما كمدير للكرة أو كمدير لنادي بايرن ميونخ، فقد فاز مرتين ببطولة دوري أوروبا و18 مرة ببطولة الدوري المحلي (بوندسليغا). جميع هذه الألقاب تفسر لماذا سيبقى هذا الرجل رقماً صعباً داخل أليانس أرينا، معقل النادي البافاري. لكن قضية التهرب الضريبي ستظل أيضاً وصمة عار على جبينه.
قضى هونيس من مدة الحبس الصادرة في حقه - ثلاث سنوات - النصف وأطلق سراحه لحسن سلوكه، وذلك بسبب تهرب من دفع الضرائب قدّر بالملايين. لكن الخطوات الأخيرة لعودته ستتم بعد انتخابه رسمياً في المؤتمر العام لأعضاء النادي مساء الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، وهي خطوة أثارت جدلاً حاداً لدى الرأي العام الألماني بين معارض ومشجع.
من وجهة النظر القانونية، لا يوجد شيء يمنع الرجل من تولي مهمة إدارة النادي والعودة إلى صفوف البوندسليغا، بل بالعكس، فالمشرّع الألماني يحث المجتمع والمؤسسات على إعادة إدماج السجناء السابقين، وهذا من حق هونيس كمواطن بعد أن دفع غرامة مالية بلغت 50 مليون يورو إلى خزينة الدولة.
ومن المؤكد أنه، وخلال المؤتمر العام الذي سيحضره نحو 8500 عضو، لن يصوت الجميع لصالح عودة هونيس، إلا أن شعبيته بين أعضاء النادي لا مثيل لها وذلك لاعتبارات عدة أولها ما قدمه هذا الرجل للنادي البافاري، فهو مهندس نجاحاته وتواجده ضمن النخبة في أوروبا والعالم. يضاف إلى ذلك النشاطات الاجتماعية والخيرية التي قام بها باسم النادي، وثالثاً القدرة الخطابية التي يتمتع بها الرجل المعروف عنه أنه رجل "الكلام الصريح الذي لا يعرف اللف والدوران".
الملفت أن شعبية أولي هونيس تتجاوز بايرن لتمتد إلى باقي أندية البوندسليغا، إذ رحب جميعها دون استثناء بعودته إلى بيته، وعلى رأسها رئيس نادي دورتموند - خصم بايرن العنيد - هانس يوآخيم فاتسكه. لكن ما الذي تعنيه عملياً عودة هونيس بالنسبة للنادي؟ فيما يخص الجانب الإداري والاستثماري، من المفترض أن تكون الأمور على أكثر ما يرام بعد أن أعلن النادي صباح الجمعة أن أرباحه السنوية الإضافية فاقت 100 مليون يورو في عام 2015 عن العام الذي سبقه. أما فيما يتعلق بالفريق الأول لكرة القدم، فالأمر يختلف، فهذا الفريق يشهد حالياً تراجعاً غير مسبوق في أدائه، وعودة هونيس تعني عودة الخطاب الحماسي والروح القتالية، أي عودة "كتيبة الهجوم" إلى روح الفريق.
يوشا فيبر/ و.ب