ما هو سر الإقبال القوي على الانتخابات في العراق؟
١٨ مارس ٢٠١٠ الملفت للنظر في الانتخابات العراقية المشاركة الواسعة، مع أن عددا كبيرا من العراقيين أعلنوا عدم رغبتهم في المشاركة في الانتخابات. لكن في يوم الانتخاب تدفق 12 مليون ناخب على مراكز الاقتراع وأدلوا بأصواتهم رغم أن يوم السابع من آذار/مارس بدأ بهجمات وتفجيرات استهدفت الناخبين في مسعى لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم: وتشير أغلب الإحصائيات الى أن نسبة المشاركة بلغت %62 فكيف نفسر هذه الظاهرة؟
الخبير في الشأن العراقي واثق الهاشمي من بغداد ذهب الى أن أغلب العراقيين يراهنون على الشعب العراقي الذي عانى حرمان الحقوق منذ عام 1921، وقد هدد الناس بالمقاطعة ، فيما لعبت التعبئة الإعلامية دورا هاما في دفع الناس للمشاركة، وكذا دعوات المرجعيات الدينية السنية والشيعية، علاوة على ذلك فإن نظام القائمة المفتوحة مكن الناس من تجاوز الأسماء التي لم تلب حاجات الشعب.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: واثق الهاشمي: تخلى الناس عن قرار المقاطعة لأسباب موضوعية)
الكاتبة السياسية د ناهدة التميمي التي شاركت في الانتخابات بصفتها مرشحة لمجلس النواب قالت إنها أصيبت بالدهشة حين رأت الإقبال الواسع على الانتخابات وأنها رأت بأم عينها تدفق الناس على صناديق الاقتراع، مشيرة إلى أن نسبة %62 في المشاركة تمثل نسبة قياسية، معربة عن اعتقادها بأن الناخب كان يبحث عن التغيير كحل مثالي لمشكلاته المزمنة.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ناهدة التميمي: المواطن يبحث عن الخلاص في الانتخابات )
الناشطة في مجال الحقوق المدنية والخبيرة التربوية من مدينة الحلة مهى الخطيب ذهبت إلى أن الأسباب التي أشار إليها ضيوف البرنامج ينبغي أن لا تنسينا الهمس الذي يقول إن النسبة غير دقيقة، مبينة أنها راقبت مراكز اقتراع قريبة منها يوم الانتخابات ولاحظت مشاركة ضعيفة رغم أن المرشحين أنفقوا مبالغ طائلة على الدعاية الانتخابية.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: مهى الخطيب: النسبة الحقيقية للمشاركة تتراوح بين 52 الى 58%)
الدكتورة ناهدة التميمي ذهبت الى أن العراق ما زال يشهد قلة وعي انتخابي وعدم إدراك لأبعاد الديمقراطية. وقد ذهب أغلب الناخبين الى مراكز الانتخاب تحت تأثير الاستقطاب الطائفي، وعلى مستوى العالم يكون المرشحون مسؤولين عما ينشرونه في دعايتهم الانتخابية، فيما لم يدقق أحد في البرامج التي روجها المرشحون.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ناهدة التميمي: الاستقطاب هو سبب الإقبال)
وانضم الى الحوار الإعلامي ماجد فيادي مدير موقع "ينابيع على البال توك" فهنأ الشعب العراقي على أخذه المبادرة والمشاركة بهذا الشكل الواسع. وبيّن فيادي أن مبدأ التبادل السلمي للسلطة هو الذي تحول الى قناعة بدأت تترسخ في ضمير الناس، وهناك من يحمي هذا المبدأ، من هنا فإن قادة العملية السياسية لم يعد بإمكانهم تجاوز مبدأ الحفاظ على السلم ، إلا انه عاد وبيّن أن هذا المبدأ ما زال معرضا للخطر من الأطراف التي ترفضه.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ماجد فيادي: جاءت مشاركة الناس مبنية على أساس مخاوفهم)
واثق الهاشمي أشار إلى أن العديد من الفضائيات عملت لحساب أحزاب عديدة وروجت لبرامج هذه الأحزاب، لكنه اعتبر أن هذا في النهاية يخدم قضية الديمقراطية لأنه يحث الناس على الإدلاء بأصواتهم لصالح الديمقراطية في العراق.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: واثق الهاشمي: الكتل السياسية القائمة الآن سوف تتفتت وهذا طبيعي)
وعادت مهى الخطيب لتقول إن التربية الديمقراطية في العراق ما زالت تفتقر إلى الكثير، وأغلب الناس صوتوا لرؤساء القوائم بسبب ضعف ثقافة الديمقراطية، أي أن التعليم مثلا لم يروج التربية الديمقراطية.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: مهى الخطيب: الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لم تجتهد في نشر القيم الديمقراطية)
ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
كيف تفسر حماس الناس للمشاركة في الانتخابات؟
فتنوعت الإجابات وتباينت إلا أنها أجمعت على أن العراقيين يعتبرون المشاركة في الانتخابات رد فعل ايجابي فاعل تجاه حرمانهم لفترة طويلة من الحقوق الديمقراطية.
الكاتب: ملهم الملائكة Mulham Almalaika .