ما موقف بايرن ودورتموند من "انقلاب" السوبر ليغا؟
١٩ أبريل ٢٠٢١أشبه "بالانقلاب" أو محاولة "عزل السلطة" وهنا هي سلطة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الخطوة التي أعلنت عنها أندية أوروبية كبيرة بتأسيس "سوبر ليغا" دوري أوروبي مشابه لدوري الأبطال، تشارك فيه فرق النخبة الأوروبية. المؤسسون من إسبانيا ريال مدريد، برشلونة، أتلتيكو، ومن إنكلترا ليفربول،مانشستر سيتي، مانشستر يونايتيد، توتنهام فورست، أرسنال، تشيلسي، ومن إيطاليا ميلان وميلانو ويوفنتوس تورين.
رئيس المنظمة الجديدة هو رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس. والحديث يدور عن ثلاثة أندية أخرى ستنضمّ إلى الأندية المؤسسة الـ12 وفق الإعلان الصادر عن المنظمة. فهل هذه الأندية هي أندية ألمانيا وفرنسا، بايرن، دورتموند وباريس سانت جيرمان، التي لم تعلق حتى الساعة عن الحدث، أم أن هناك أسماء أخرى ستظهر؟ هل الخطوة واقعية أم مجرد محاولة من إدارات الفرق الكبرى بقيادة بيريتس للضغط على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟
دعم المنافسة المفتوحة
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم شكر "الأندية الألمانية والفرنسية التي امتنعت عن المشاركة بهذه الخطوة"، لكن هذه الأندية لم تصرح (حتى الساعة) في بيان عن موقفها من الانضمام إلى هذه المنظمة التي ستكون بديلا موازيا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وربما ستؤدي بالنهاية إلى ضعفه في حال نجاحها.
لكن لمدرائها مواقف سابقة واضحة، ففي شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي أعلن رئيس النادي البافاري كارل هاينز رومينيغه في لقاء مع مجلة " The Athletic " أنه ضد خطوة السوبر ليغا. وقال إن باير ليس لديه مصلحة في هذا الدوري، وأضاف " "إنه شيء لا يمكنني تخيله أبدا. السوبر ليغا سيهز أسس كرة القدم الأوروبية. لا أعتقد أن هذا صحيح". رومينيغه قال في لقاء آخر إن بايرن" سعيد بدوري الأبطال".
أما رئيس نادي دورتموند هانز يواخيم فاتسكه فقد أعلن مرارا وتكرارا رفضه القاطع لفكرة السوبر ليغا، وأوضح في شهر فبراير الماضي في لقاء مع "رور ناخريشتين" موقفه الداعم إلى بقاء المنافسة وحق دخل كل الأندية للبطولات وقال: "لن أدعم أبدا منافسة ليس فيها مجال مفتوح. مجتمع مغلق مثل اتحاد كرة القدم الأميركي أو الدوري الوطني لكرة السلة أو الدوري الاميركي للمحترفين، هذه ليست كرة القدم عندنا، وفي رأيي لا يمكن أن تكون كذلك".
المال والأعمال
ليس سرا أن جائحة كورونا أثرت على واردات كرة القدم، وأن هناك أندية تعاني وأن كثير منها لجأ إلى تخفيض رواتب اللاعبين وكوادر الأندية، وفكرة السوبر ليغا ليست جديدة، بل ظهرت منذ أعوام. إلا أن تحقيق هدف المنظمة المتمثل في "توليد موارد إضافية لهرم كرة القدم بأكمله"، سيعني توزيعا غير عادل للفرص. فالكبار سيحصلون على موارد أكبر وتتضخم مواردهم المالية. إذ سيوزع مبلغ 3,5 مليار يورو على الأندية الـ15 المؤسسة، وهي مكاسب تم التفاوض عليها مع بنك "جي بي مورغان" الأميركي الذي سيكون الراعي والمموّل الرئيسي للبطولة بحسب ما أكّد متحدث باسمه من لندن لوكالة فرانس برس.
بالإضافة إلى توقيع عقود خيالية مع الشركات الناقلة لمباريات البطولة، ما سيؤدّي الى زيادة العائدات الحالية من النقل التلفزيوني في مرحلة التقشف الناجم عن تداعيات فيروس كورونا. من يقف وراء السوبر ليغا يتوقع أن تتجاوز الإيرادات على المدى الطويل حدود 10 مليار يورو، بشرط أن تلتزم الأندية المشاركة باحترام "إطار الإنفاق المُنَظَم".
انهيار منظومة كرة القدم الأوروبية
هذا سيعني أن أندية الخط الثاني في الدوريات الأوروبية والأندية الأخرى التي لا تنتمي إلى "أندية النخبة الأوروبية" ستتقزم أكثر ولن تكون لها فرص في تطوير نفسها والدخول في منافسات كروية قارية.
وجود مجتمعين متوازيين من حيث النوعية والقدرات المالية في الأندية الأوروبية أمر قائم، لكن دوري الأبطال يسمح للأندية الأوروبية التي تحقق نتائج متقدمة في دورياتها بالمنافسة أوروبيا لتستفيد من حيث الخبرة ورأس المال، أما ظهور "السوبر ليغا" فسيعني انقساما في كرة القدم الأوروبية، اختفاء دوري الأبطال، وبقاء الدوري الأوروبي حيث تلعب فرق المستوى الثاني منها دوريا أوروبيا وحيدا يمكنها من الظهور خارج دورياتها المحلية. وبالنهاية انهيار منظومة كرة القدم الأوروبية المعروفة.
السؤال إلى متى سيبقى بايرن ودورتموند محافظان على موقفهما خارج هذه المنظومة، والذي يعني أنهما سيلعبان مستقبلا مع أندية الخط الثاني الأوروبية، ثم ماذا بشأن نادي لايبتزيغ؟ أندية كرة القدم مؤسسات مالية عملاقة، شركات ومساهمين ولن يطيب لهم قبول الخسارة من أجل مبادئ كرة القدم.
عباس الخشالي