ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
١٩ أبريل ٢٠٢٤قال بيريز الطرابلسي، رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية لليهود بكنيس الغريبة بجزيرة جربة التونسية، إن اللجنة المنظمة ألغت الاحتفال السنوي بسبب الحرب في غزة. وأضاف الطرابلسي أن الزيارة السنوية ستقتصر هذا العام على طقوس محدودة داخل المعبد فقط، متوقعا قدوم عدد قليل للغاية من الزوار من فرنسا ربما بسبب الوضع المتوتر في الشرق الأوسط.
ومن المقرّر أن تتم الزيارة السنوية هذا العام إلى الغريبة الذي يعدّ أقدم معبد يهودي في إفريقيا والذي يجذب عادة الآلاف من المؤمنين اليهود من جميع أنحاء العالم، في الفترة من 24 إلى 26 أيار/ مايو.
وقال المنظمون في بيان "يُعلم رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة، أنه تقرّر أن تُنظّم فعاليات الزيارة الدينية لمعبد الغريبة هذه السنة بالاقتصار على ممارسة الطقوس الدينية داخل المعبد دون سواها". وقال أحد المنظمين لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ "الحج لم يُلغَ لكنّه سيقتصر على الشعائر الدينية"، مضيفاً أنّه "تمّ اتخاذ القرار بشكل استثنائي بالنظر إلى السياق الدولي".
ووفق المصدر ذاته، "لن يكون هناك جانب احتفالي... فقط إمكانية القدوم للصلاة وإشعال الشموع، كلّ شيء سيتم داخل الكنيس". وأضاف هذا المصدر أنّه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من الزوار من الخارج، موضحاً أنّه لن تكون هناك رحلات منظمة. وأشار إلى أنّ الزوار المحتملين سيأتون "على أساس فردي فقط".
وعادة ما يتميّز الحج الذي جمع في بعض السنوات حوالى 8 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم، بموكب احتفالي خلف شمعدان كبير مثبت على ثلاث عجلات ومزيّن بالأقمشة. وأوضح المنظّم أنه "سيتمّ تعزيز الأمن بسبب السياق (حرب غزة) وأيضاً بعد ما حدث العام الماضي".
وقُتل اثنان من الحجاج وثلاثة من عناصر الدرك أمام الكنيس خلال رحلة الحج في أيار/مايو 2023، وذلك في هجوم نفذه أحد رجال الدرك. وتعدّ تونس من أشدّ المؤيدين للفلسطينيين، كما دان رئيسها قيس سعيد "الإبادة الجماعية" المستمرة في قطاع غزة. وكان معبد الغريبة الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد، قد استُهدف في العام 2002 بتفجير انتحاري بشاحنة مفخّخة أدى إلى مقتل 21 شخصاً. وقبل الاستقلال في العام 1956، كان عدد اليهود في تونس أكثر من 100 ألف، غير أنّه انخفض إلى حوالى ألف شخص.
ف.ي/ع.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)