ما مدى خطورة داء الكلب؟
داء الكلب هو مرض فيروسي يسبب إلتهابا حادا في الدماغ، والتطعيم هو الوسيلة الوحيدة للحماية ضد هذا المرض حتى اليوم، فيما تكثف الجمعيات الطبية والمنظمات العاملة في مجال الصحة جهودها للتوعية بهذا اللداء وأهمية الوقاية منه.
حيوانات الغابة مثل الثعالب أو الغزلان تعتبر ناقلة لمرض داء الكلب، وفي ألمانيا بدأ المتخصصون منذ الثمانينات بحملة من أجل تطعيم حيوانات الغابة، بحيث كان يوضع لقاح للمرض داخل كبسولة بها طعم مخصص لجذب الثعالب. وفي العام 2006 تم رصد آخر ثعلب في ألمانيا مصاب بداء الكلب.
غالبا ما ينتقل الفيروس عن طريق لدغة حيوان مصاب. أو من لعاب يمر عبر الجهاز العصبي وفي النخاع الشوكي ومنه إلى الدماغ. إذا تعرض شخص ما للعض من حيوان مصاب، فإن تناول التطعيم مباشرة يساعد في العلاج، أما إذا تأخر الحصول على طعم ووصل المرض إلى الدماغ فإن تناول التطعيم يكون متأخرا.
هذه العلامات والتي تتحدث عن خطر الحيوانات المسعورة، والمصابة بداء الكلب، والتي كانت منتشره على مشارف الغابات، أصبحت اليوم من الماضي، كما أن هنالك من يحتفظ بها للذكرى.
الخطر الأكبر اليوم لم يعد مصدره الكلاب أو الثعالب كما كان في الماضي بل من الخفافيش، حيث حذر الباحثون من أن داء الكلب منتشر بكثرة بين الخفافيش، وذلك في كل أنحاء أوروبا، ويعتبر مصدرا للإصابة.
عيون كبيرة، والفراء ناعمة، حتى الراكون الذي يحمل نظرة لطيفة، قد يكون أيضا مصابا بداء الكلب، وكذلك القطط والقنافذ. في حدائق الحيوان يتم تحصين الحيوانات، ولكن هنالك الكثير من هذه الحيوانات تعيش أيضا في الغابات، والتي تكون قريبة من البشر في بعض الأحيان.
Souvenir aus dem Urlaub
قطة صغيرة ضعيفة، ونحيفة جدا، في العديد من البلدان هناك قطط وكلاب طليقة في الشارع، بعض السياح يعمدون على إطعامها وأحيانا اللعب معها إلا أن هذه التصرفات قد تعرض هؤلاء السياح للإصابة بهذا المرض.
تعد الهند من بين الدول التي تشهد انتشارا كبيرا لهذا المرض. معظم العدوى هناك تحدث عن طريق الكلاب ولكن أيضا عبر غيرها من الحيوانات الأليفة الحاملة للمرض، حيث تسجل هناك سنويا حوالي 18000-20000 إصابة بداء الكلب، لذلك يعتبر التطعيم إجراء وقائيا مهما لاسيما بالنسبة للسياح.
تعرف الكلاب أنها مصابة بداء الكلب عبر مراقة تصرفاتها، حيث تكون الكلاب المصابة عدوانية، وقد تؤدي عضتها إلى الشلل، وفي كثير من الأحيان يكون هنالك ما يشبه الرغوة على فمها. لذلك فإن تطعيم الحيوانات مهم جدا لحمايتها من الإصابة ومنعها من نقل العدوى.
التطعيم مهم للبشر بشكل عام خاصة بالنسبة للسياح أو الأشخاص الذين يسافرون باستمرار، خاصة إلى مناطق مشهورة انتشار داء الكلب مثل مناطق عديدة في أسيا وإفريقيا، فإن التطعيم يعتبر ضروريا. لويس باستور كان من الأوائل الذين طوروا لقاحات ناجعة وذلك في العام 1895. اليوم بات اللقاح ضد داء الكلب بات متوفرا في كل مكان.
رغم أن الكلاب في ألمانيا تحصل على تطعيمات خاصة، إلا أنه لا يفضل أن تكون قريبة من الأطفال الرضع أو أن تلامسهم، حيث أن الجهاز المناعي للطفل يكون في مرحلة التطور. (إعداد غوردون هايزه/ ترجمة علاء جمعة)