موسم الإقبال على المشاركة السياسية بألمانيا
٢٧ نوفمبر ٢٠١٦مثلَ العديد من المواطنين الألمان، قضت الصحفية ماريكي غرابيل من بلدة هالترن بولاية شمال الراين فيستفاليا ليلة الانتخابات الرئاسية الامريكية (بين 8 و 9 نوفمبر ) أمام شاشة التلفزيون. في الصباح اغتسلت في الحمام وقررت أن تصبح ناشطة في العمل السياسي: سأنخرط الآن في الحزب الديمقراطي الاشتراكي. "لم أعرف كيف أشرح لأطفالي عند طعام الفطور ما حدث في تلك الليلة. كان علي أن أعترف لهم بانتخاب رجل لمنصب رئيس الولايات المتحدة، ولكن لايمكن اعتباره مثالا يقتدي به الشباب و لا يتسم بصفات الاحسان والخير."
في أوقات سابقة اعتبرت هذه السيدة مرارا أن الوقت قد حان للقيام بأنشطة سياسية داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وجاء انتخاب الملياردير ترامب كمناسبة لتطبيق هذه الرغبة. "أعرف العديد من الناس في الولايات المتحدة. وهي بلاد خلابة. والآن تحدث هذه الصدمة!" في الماضي أيضا كانت ماريكي غرابيل تساهم في أنشطة سياسية واجتماعية، مثلا في مساعدة اللاجئين في المنطقة التي تسكنها وبالمدرسة التي تدرس فيها بنتها، وذلك من خلال وسائل الاعلام الاجتماعية والدفاع عن اللاجئين ومحاولة الدخول في تواصل مع الذين لهم أفكار مختلفة. "إن ذلك أمر متعب ويتلاشى سريعا".
انخراط العشرات خلال ساعات قليلة
العديد من المواطنين الألمان يفكرون أيضا مثل السيدة ماريكي غرابيل. منذ انتخاب ترامب تم عبر الموقع الإيلكتروني للحزب الديمقراطي الاشتراكي فقط تسجيل حوالي 1300 شخص إسم جديد لعضوية الحزب، كما يصرح بنيامين سافرت، نائب المتحدث باسم هذا الحزب في لقاء له مع DW وأضاف: "فقط بين الساعة الرابعة والتاسعة صباحا من يوم الأربعاء كان عدد الأعضاء الجدد 70 شخصا" . جميع هؤلا قضوا ليلة الانتخابات الامريكية أمام شاشة التلفزيون لمعرفة نتائجها والتي انتهت بفوز ترامب.
ارتفاع عدد الأعضاء رغم أزمة الأحزاب
في الأيام العادية يكون عدد الأعضاء الجدد الذين ينخرطون في الحزب حوالي ألف شخص في الشهر. ويتم ذلك من خلال شبكة الانترنت أو عبر الهاتف أو مباشرة من خلال الذهاب إلى مكتب الحزب في المنطقة التي يقطنها العضو الجديد. ويشكل عدد الذين يسجلون عضويتهم عبر الانترنيت نسبة 40 حتى 50 بالمائة. وبذلك يتراوح عدد الذين أصبحوا أعضاء في الحزب الديمقراطي الاشتراكي خلال شهر نوفمبر بين 2500 و 3000 شخص. وشهر نوفمبر لم ينته بعد.
ويأتي ذلك في وقت تشتكي فيها الأحزاب من تراجع عدد أعضائها بما في ذلك الحزب الديمقراطي الاشتراكي. ووجدت دراسة صدرت في الصيف الماضي للباحث في الدراسات السياسية أوسكار نيدرماير أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي فقد العديد من أعضائه من مختلف الشرائح على صعيد جمهورية ألمانيا. ومن بين مليون منخرط كانوا بالحزب في عهد فيلي براند لم يعد هناك الآن إلا 443.000 عضوا في هذا الحزب.
تأثير ترامب على أحزاب اليسار
بعد الانتخابات الأمريكية توصل حزب الخضر يوم الاعلان عن النتائج بطلب عضوية 114 شخصا. وكان عدد الأعضاء الجدد خلال الأربعة أيام التي تلت 145 شخصا. وهو عدد كبير بالمقارنة مع الماضي. وتعتبر رئاسة الحزب في برلين أنه إضافة إلى فوز ترامب فقد ساهم الجمع العام للحزب الذي انعقد في نهاية الاسبوع بعد الانتخابات في هذا التطور الإيجابي في عدد المنخرطين الجدد.
أما بالنسبة لحزب اليسار فقط أعلن نائب المتحدث باسم الحزب أنه تم تسجيل 314 عضوا جديدا في حزبه خلال الاسبوع الذي تم فيه انتخاب ترامب للرئاسة. "إن ذلك يعني حصول زيادة بنسبة أربعة أضعاف والنصف". كما دعا اليساريون عبر مواقع التواصل الاجتماعية إلى الانخراط في حزب اليسار "بسبب ترامب وحزب البديل من أجل ألمانيا و لو بين" وخلال ذلك اليوم تم تسجيل 111 عضوا جديد في حزب اليسار.
لا تأثير لفوز ترامب على الحزب الديمقراطي المسيحي
يختلف الأمر بالنسبة للحزب الديمقراطي المسيحي. فقد أعلن مقر الحزب في برلين أن فوز دونالد ترامب لم يزد في أعداد الأعضاء المخرطين داخل الحزب. كما إن إحصاءات المنخرطين الجدد في الحزب على الصعيد المحلي تحتاج إلى بعض الأسابيع حتى يمكن تقييمها في المقر الرئيسي للحزب. وقد يكون عدد هؤلاء الأعضاء الجدد أكبر من عدد الذي انخرطوا في الحزب الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا" خلال الانتخابات على صعيد الولايات في بادنفورتمبرغ وولاية الراين بفالس وولاية ساكسونيا أنهالت.
تورو يانس/ ع.ع