مئات الآلاف يتوافدون لحضور معرض "غيمز كوم" في ألمانيا
٢٢ أغسطس ٢٠٢٤توافد مئات الآلاف من محبي ألعاب الفيديو إلى مدينة كولونيا الألمانيةحيث يقام معرض "غيمزكوم"، والممتد حتى يوم الأحد (25 أغسطس/ آب 2024)، وهو حدث سنوي بارز لألعاب الفيديوفي أوروبا وفرصة لاختبار الألعاب المرتقب إصدارها في نهاية العام.
وحضر مئات الأشخاص في وقت باكر من صباح اليوم الخميس أمام أحد مداخل "كولن ميسه"، حيث يقام الحدث، قبل فتح الأبواب عند الساعة العاشرة صباحا يتوقيت ألمانيا.
وكعادة البعض، ارتدى عدد من المشاركين في الحدث أزياء بعض شخصيات ألعاب فيديو أو أبطال قصص المانغا اليابانية، بينما انشغل آخرون في أجهزة "سويتش" الخاص بهم بانتظار دخولهم المعرض.
أهم ألعاب الفيديو المرتقبة
وقال مارك ناس البالغ من العمر 20 عاما، والذي كان يقف في طابور الدخول منذ الساعة 6 صباحا تقريبًا برفقة أصدقائه، أن "مانستر هانتر وايلدز" ستكون "لعبتنا الأولى"، ولكنه يعتقد مازحًا أنه ربما عليهم الرقض حتى تتوفر لهم فرصة. وتعتبر "مانستر هانتر وايلدز" واحدة من اكثر الألعاب التي جذبت اهتمام الكثير من الحاضرين، وهي نسخة جديدة من سلسلة "مانستر هانتر" مرتقب إصدارها عام 2025.
أما فينجا البالغ من العمر 27 عاما، فيقول أنه حضر إلى المعرض لاختبار "إنزوي"، وهي لعبة لمحاكاة الحياة ابتكرها استوديو "كرافتون" في كوريا الجنوبية، وتُعدّ منافِسَة للعبة أخرى شبيهة تحمل اسم "سيمز".
ولدى الحاضرين فرصة لمعاينة ألعاب الفيديوقبل طرحها رسميا بالأسواق، مثل لعبة "ستار وورز أوتلوو" المرتقب طرحها في 30 آب/أغسطس ولعبة "دراغن بول سباركينغ زيرو" التي ستصدر في 8 تشرين الأول/أكتوبر.
وبينما كان 2023 عاما حافلا بالإصدارات الجديدة، كان عام 2024 أقل ازدهارا بشكل عام من ناحية الألعاب الواسعة الشعبية. إلا أن نهاية العام تبدو أكثر حماسة من بدايته لمحبي ألعاب الفيديو، مع انتظار صدور لعبة "أساسينز كريد شادووز" بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر ولعبة "إنديانا جونز أند ذي غرايت سيركل" في 9 كانون الأول/ديسمبر.
كما كُشف النقاب في ليلة افتتاح المعرض عن ألعاب جديدة بينها "بوردرلاندز 4" و"مافيا: ذي اولد كانتري"، والمرتقب إصداهما عام 2025.
1400 جهة مشاركة وغياب منافسين يابانيين
وتعد هذه النسخة الأولى من المعرض الألماني منذ الإعلان في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن الإغلاق النهائي لمعرض "ايه 3" (E3) في لوس أنجليس بالولايات المتحدة، والذي لم ينجُ من أثار إلغاء نسخه خلال فترة الجائحة.
كان المعرض الألماني قد استقطب المعرض في نسخته السابقة نحو 320 ألف زائر، فيما يأمل المنظمون في العودة هذا العام إلى نسب الحضور التي كانت تُسجَّل قبل جائحة كوفيد، أي نحو 370 ألف مشارك.
ويمتد المعرض الذي تستضيفه كولن على مساحة تزيد عن 230 ألف متر مربّع 1400 جهة عارضة، بينها استوديوهات وشركات نشر ومتاجر متخصصة، من خلال عشر قاعات ضخمة.
وتغيّبت شركتا ألعاب الفيديو اليابانيتان العملاقتان "سوني" و"نينتندو" عن المعرض هذا العام، إذ فضّلتا الإعلان عن ألعابهما الجديدة عبر الإنترنت. وقد ترك غيابهما المجال مفتوحا أمام "مايكروسوفت" التي تشارك بنحو خمسين لعبة و"أكبر جناح لها على الإطلاق" في هذا الحدث.
مايكروسوفت تنافس بقوة
وترغب الشركة الأميركية الكبرى في طمأنة محبي ألعابها بعد أشهر شهدت إغلاقا لاستوديوهات ونهاية حقوق حصرية وارتفاع في الأسعار. وقال رئيس شركة "اكس بوكس" المملوكة لـ"مايكروسوفت"، فيل سبنسر: "صحيح تماما أنّ التوقعات المتعلقة بالنتائج داخل مايكروسوفت مرتفعة جدا. قطاع ألعاب الفيديو يواجه ضغوطا كبيرة، فبعدما شهد نموا مطردا لفترة طويلة، تبحث الجهات حاليا عن أساليب للتقدّم".
وكانت "مايكروسوفت" أعلنت الثلاثاء أنّ لعبة "إنديانا جونز أند ذي غرايت سيركل"، التي كانت مُتاحة في البداية حصرا عبر أجهزتها، ستكون متوافرة في ربيع 2025 عبر أجهزة "بلاي ستايشن 5" لمنافستها "سوني". ويؤكد هذا القرار الخطوة التي بدأت في شباط/فبراير مع إتاحة أربع من ألعاب مايكروسوفت على أجهزة مُنافسة، مما يمثّل نقطة تحوّل في استراتيجيتها الرامية إلى جذب اللاعبين نحو أجهزتها مع ألعاب حصرية. ويرمي هذا القرار أيضا إلى زيادة عائدات ألعابها، في ظل انخفاض مبيعات أجهزتها.
فرصة لاختبار الألعاب
ويشكل معرض "غيمز كوم" الألماني أيضا فرصة للشركات المطوّرة لاختبار ألعابها مع الجمهور. وقالت ممثلة عن استوديو "بي تي اف" الألماني المستقل، مارينا دييز، أن "هذه المرة الأولى" التي تعرض فيها الشركة لعبة في حدث كبير قبل إصدارها العام المقبل. وأضافت دييز: "من خلال عرض اللعبة في هذا الحدث، يمكنني أن ألاحظ ما الذي سيعجب اللاعبين أكثر، وما الذي يواجهون صعوبة فيه. ويساعد ذلك على تحديد المشاكل المحتملة".
ويؤدي المعرض في خلفيته دورا آخر، إذ يشكل فرصة لجمع مبتكري الألعاب وناشريها والتناقش في ما بينهم وإيجاد تمويل لبعضهم والبحث عن المزيد من فرص النجاح. ويرى مدير استوديو "اومو لودينس" الفرنسي المستقل، ديفيد رابينو، أن معرض غيمزكوم "يشبه إلى حد ما لمهرجان كان السينمائي من الناحية التجارية".
وتتزايد التحديات في هذا السوق، خاصة مع ما شهده المجال هذا العام من إغلاق استوديوهات وصرف عدد كبير من الموظفين. كما أن الجهات الناشرة التي تموّل إنتاج الألعاب باتت أكثر انتقائية. وبحسب إحصاء لموقع "غايم إنداستري لايف"، خسر ما لا يقل عن 11 ألف محترف في هذا القطاع وظائفهم في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.
د.ب. (أ ف ب)