مؤسسة همبولدت تستقبل نخبة جديدة من الباحثين
٢٢ أكتوبر ٢٠٠٦وُلدت مؤسسة هومبولت لدعم التعاون الدولي عام 1859 تخليدا لذكرى العالم الموسوعي الكسندر فون هومبولت الذي قضى حياته وسط أبحاثه العلمية وقام بعدد من الرحلات الاستكشافية في دول عديدة. وقامت المؤسسة آنذاك بهدف دعم التعاون في مجال البحث العلمي، وهو الدور الذي لا تزال تقوم به بنجاح حتى اليوم بعد مرور 140 عاما على إنشاءها. فقد وضعت المؤسسة على عاتقها دعم 600 باحث سنويا، يأتون من مختلف أنحاء العالم. وكل ثلاثة أشهر تقدم المؤسسة منحة لمجموعة جديدة من الباحثين الشباب ليقضوا عام أو عامين في البحث العلمي في إحدى الجامعات الألمانية. في الأسبوع الماضي، اجتمع 123 باحث في المؤسسة في حفل استقبال للتعرف على أعضاء المؤسسة وبقية الباحثين، وذلك احتفالا ببداية منحتهم البحثية. وبالرغم من كونهم جميعاً من الشباب، إلا أن لكل منهم إنجازاته في المجال العلمي.
اختيار أفضل الباحثين من كل العالم
هؤلاء الباحثين قد تم اختيارهم بدقة كما يؤكد جيورج شوته السكرتير العام للمؤسسة قائلاً: "إن المؤسسة تبحث عن النخبة من الباحثين في كل العالم وتحاول أن تجذبهم للإقامة لمدة طويلة في ألمانيا للقيام بأبحاثهم. والباحثون الموجودون هنا اليوم هم الذين فازوا في المسابقة الدولية التي أجريت، ولم يكن هناك شروط أو حصة معينة لدولة ما أو لتخصص أكاديمي ما". وبعد حفل الاستقبال وحلقات المناقشة، توزع الباحثون على المعاهد والكليات المختلفة التابعة لجامعة مدينة كولونيا. وعرضوا مشروعاتهم المختلفة في مجموعات صغيرة.
العدد الأكبر من الباحثين في هذه المجموعة جاء من الصين. ومن بينهم عالمة الفيزياء الدقيقة (النانو) جاو يان التي ستقوم بأبحاث في جامعة كوستانز جنوب ألمانيا، العالمة الصينية القادمة من بكين فوجئت بصغر مدينة كوستانز، إلا أنها تقول: "كوستانز مدينة صغيرة إلى حد ما، ولكن بالرغم من ذلك تجد فيها كل شيء. وأنا أعتقد أنني لن أصادف بها مشكلة سواء بالنسبة للحياة أو للبحث". جاو في غاية السعادة بحصولها على هذه المنحة، ولم تكن تتوقع أن تفوز في هذه المسابقة التي كانت تجدها صعبة في البداية، إلا أنها بعد الحصول عليها ترى الموقف بشكل مختلف، وتجد أنها ربما لم تكن بهذه الصعوبة وهي متحمسة جداً للإقامة في ألمانيا: "ألمانيا ليست فقط دولة العمالقة من العلماء، لكنها أيضاً دولة عباقرة المؤلفين الموسيقيين".
مساندة العلماء الألمان بالخارج
ولا تتوقف المنح التي تقدمها مؤسسة هومبولت على المجيء بالعلماء الأجانب للدراسة في ألمانيا فقط، لكنها تساعد أيضاً العلماء الألمان للدراسة بالخارج. برند شبيتلر عالم ألماني وعضو في مجموعة بحث دولية في جامعة سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية، وبجانب الاستفادة العلمية يحاول شبيتلر أن يكون سفيراً حسناً لألمانيا هناك كما يقول: "يحاول الفرد أن ينقل صورة إيجابية عن ألمانيا هناك وأن يغير الفكرة القائلة بأنها دولة قديمة ورجعية ويوضح الجوانب الحديثة فيها. فهم بالطبع يعرفون قصر نويشفاينشتاين الشهير في بافاريا، ويعرفون حفل أكتوبر المعروف بميونخ، والملابس الألمانية التقليدية، لكنني أحاول أن أعطي صورة أقرب إلى الواقع اليومي".
هذا الواقع اليومي ظهر في الفندق في مدينة كولونيا، حيث اجتمع العلماء معاً في مجموعات صغيرة يتحدثون، ليس فقط عن مشاريعهم العلمية، لكن أيضاً عن حياتهم الخاصة. يأكلون ويشربون ويحتفلون معاً ويسود بينهم جو جميل. بعضهم لم ينتظر من شدة حماسه نهاية الاحتفال ليعود إلى الجامعة ويكمل أبحاثه. أما السكرتير العام شوته فهو سعيد جداً بهذا الاجتماع ويتوقع أن تستمر نجاحات المؤسسة عبر هذه الأجيال الجديدة: "مؤسسة هومبولت دعمت حتى الآن 40 ممن حصلوا على جائزة نوبل، وإن كنا قد خرجنا هذا العام دون جوائز، إلا أنه بالتأكيد سيكون لدينا بعض حاملي اللقب الجدد في الأعوام القادمة".