مؤسسا شركة بيونتك: كورونا ستقل شراسته كلما زاد عدد المطعمين
٦ نوفمبر ٢٠٢١كانت شركة بيونتك الألمانية من أوائل شركات التكنولوجيا الحيوية التي طورت بشكل سريع للغاية لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا الذي ينجم عنه مرض كوفيد-19. تم تطوير اللقاح بالتعاون مع شركة فايزر الأمريكية وطرح في العديد من الدول بعد أن حاز على الكثير من الموافقات الرسمية من الجهات المختصة.
DW أجرت هذا الحوار مع *أوزليم توريسي و أوغور شاهين، مؤسسا شركة بيونتك الألمانية حول طبيعة اللقاح والمتغيرات الجديدة وغيرها من الأمور.
DW: ما الذي سيحدث لكوفيد - 19؟ ومتى سينتهي الوباء؟
أوزليم توريسي: هذا سؤال صعب، لأننا في كل يوم نتعلم شيئًا جديدًا عن الفيروس وكيفية التعامل معه وخصوصاً كيفية تفاعله مع اللقاح. نحن بحاجة إلى هذه المعرفة من أجل وضع تصور بشأن موعد انتهاء الوباء. لكن ما يمكننا قوله بالفعل هو أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجيًا. يمكننا أن نشعر بذلك بالفعل. ومع حصول الكثير من الأشخاص على التطعيم بدأنا نعود إلى التحرك بحرية بشكل أكبر.
سوف نتعامل مع هذا الفيروس لبضع سنوات أخرى. بالتأكيد ستكون هناك أيضًا إجابات على الأسئلة التي ا نستطع الإجابة عليها حاليًا. سيُظهر المستقبل ما إذا كانت هناك متغيرات أخرى "variants" محصنة ضد اللقاحات الحالية، وما إذا كان يجب تعديل هذه اللقاحات وفقًا لذلك. من المعروف أنه على مر السنين يصبح الفيروس في حالة أقرب إلى حالة فيروس الأنفلونزا، حيث يتم تطعيم بعض الفئات من السكان كل عام أو كل عامين، وبالتالي سيصبح كورونا فيروسًا يمكن التحكم فيه بشكل أكبر.
هل يتم العمل على تطوير جيل جديد من اللقاحات ضد الطفرات الفيروسية الأخرى؟
أوغور شاهين: نعم، نقوم حاليًا باختبار لقاحات مختلفة على مجموعة صغيرة نسبيًا من المتطوعين. تكاد دراسة "متغير بيتا" الجنوب أفريقي تكتمل، وهناك دراسة أخرى جارية حول متغير دلتا تتم بشكل أساسي لجمع البيانات. في الوقت الحالي ليست هناك حاجة لتغيير اللقاح، لكننا نريد أن نوضح أنه بإمكاننا إنتاج لقاحات جديدة واختبارها سريريًا لإثبات أنها آمنة مثل تلك التي نستخدمها بالفعل.
إذا ظهر متغير في السنوات القليلة المقبلة وكان يجب إجراء تعديلات على اللقاح ليتعامل مع المتغير الجديد، فسنكون قادرين على القيام بذلك بسرعة كبيرة لأننا قمنا بالفعل بإعداد الإجراء اللازم لذلك. سنكون على استعداد للإعلان عن أن اللقاح قد يتكيف مع طفرات فيروسية جديدة كل عامين.
هل من الضروري تطعيم الأطفال أيضًا؟
شاهين: لا يمكننا أن نقول ما إذا كان هذا ضروريًا أم لا. نحصل على البيانات من عملنا ونقوم بتقديمها إلى السلطات المسؤولة والتي وافق بعضها بالفعل على تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا (وهو ما حدث بالفعل في ألمانيا).
توريسي: لقد قدمنا بيانات عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا قبل ثلاثة أسابيع، ويتعين على السلطات الآن أن تتخذ القرار في هذا الشأن في السياق العام لصحة السكان.
شاهين: من المهم جدًا بالنسبة لنا أن تكون اللقاحات متوافرة. بمجرد الموافقة على اللقاحات فإن الأمر يترك حينها للأفراد لتقرير ما إذا كانوا يريدون الحصول عليها أم لا.
هل تشعر بخيبة أمل لأنه بعد الكثير من الأبحاث لا يزال هناك أشخاص يرفضون التطعيم؟
شاهين: لا نشعر بخيبة أمل على الإطلاق. ما نقوم به هو توفير المعلومات بطريقة شفافة. أعتقد أنه من الجيد أن يعبر الخبراء عن أفكارهم في وسائل الإعلام. بهذه الطريقة سيكون لدى كل شخص الفرصة لفهم الموقف. الشيء الوحيد الذي أود أن أوصي به للجميع هو ليس فقط النظر إلى المعلومات من جانب واحد ولكن الإطلاع بأنفسهم على المعلومات بأوسع نطاق ممكن، من أجل التوصل إلى قرار جيد.
هل يمكنكم تفهم مخاوف الناس عندما يقولون إن هذه اللقاحات أنتجت بتقنية جديدة، وإننا لا نعرف العواقب المستقبلية المحتملة لاستخدامها؟
شاهين: نحن نتفهم هذا، ولكن من ناحية أخرى، يتعامل الناس عمومًا مع اللقاحات بشكل جيد جدًا، وهي أحد أهم الإنجازات الإنسانية. فمن دون اللقاحات، لم يكن مجتمعنا ليصبح قادرًا على التطور إلى الحد الذي هو عليه اليوم. قد يعتمد لقاحنا على تقنية جديدة، لكننا نفهمها جيدًا لأنها موجودة بالفعل منذ 30 عامًا.
لقاحنا لم يظهر من العدم. فهو يعتمد على جزيء حيوي موجود في أجسامنا، في كل خلية. نحن لا نقدم أي شيء غريب. لدينا أساس علمي جيد جدًا للأمر حيث أجريت الأبحاث اللازمة لأكثر من 30 عامًا. لهذا السبب كان من الممكن تطوير لقاحنا بهذه السرعة.
تحاول الحكومات في جميع أنحاء العالم إقناع المزيد من الناس بالتطعيم. هل يمكن فعل المزيد في هذا الصدد؟
توريسي: كل حكومة تحاول بالفعل أن تشجع مواطنيها على تلقي اللقاحات، وقد طورت عدة حكومات وسائل ذكية ومثيرة للاهتمام وتعزيز رغبة الناس في الحصول على اللقاح. يجب على جميع الحكومات أن تنظر إلى نظيراتها في مناطق أخرى من العالم وما تفعله في هذا الإطار. على سبيل المثال أخبرتنا عمدة مدينة كولونيا أنها تذهب إلى مناطق معينة بنفسها عندما يكون هناك حملة لإعطاء اللقاح في هذه المنطقة. هذا شيء يمكن أن يتعلم منه صانعو القرار الآخرون.
*الدكتور أوزليم توريسي والدكتور أوغور شاهين مؤسسا شركة بيونتك BioNTech ومقرها ماينز. في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ، حصلا على جائزة الإمبراطورة ثيوفانو من قبل الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو في سالونيكي، لعملهم في تطوير أول لقاح مضاد لكوفيد 19.
إيرين أناستاسوبولو/ع.ح.