مؤتمر لندن يتعهد بدعم صنعاء مشترطاً عليها المزيد من الإصلاحات
٢٧ يناير ٢٠١٠تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر الدولي حول اليمن، الذي عقد اليوم الأربعاء في العاصمة البريطانية لندن، بتقديم الدعم اللازم والضروري لليمن من أجل الشروع بإصلاحات من شأنها محاربة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد. وأعرب البيان الصادر عن المؤتمر الذي شاركت فيه (24 دولة) عن "التزام المجتمع الدولي بدعم حكومة اليمن في حربها على تنظيم القاعدة وعلى بقية إشكال الإرهاب". كما أكد البيان "تصميم المجتمع الدولي على تعزيز دعم جهود الحكومة اليمنية من اجل تطبيق القانون وتعزيز السلطات القضائية والقدرات الأمنية". وافق شركاء اليمن "على دعم مبادرات الحكومة لتعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب وامن الحدود والطيران، ويشمل ذلك الحدود البحرية وتعزيز قدرات خفر السواحل في اليمن".
كما أشار البيان إلى إطلاق مجموعة "أصدقاء اليمن" في شكل رسمي، على أن تعقد المجموعة أول اجتماع لها في آذار/مارس المقبل وتبحث خصوصا في برنامج الإصلاح الذي تعهدت الحكومة اليمنية تطبيقه. وشدد المجتمعون على "دعم وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله" وعلى "الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن".
وأعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية خلال الاجتماع أن المجلس سيستضيف في الرياض في 28 و29 شباط/فبراير المقبل اجتماعا للدول المانحة مخصصا لليمن. وبحسب بيان اجتماع لندن فان اجتماع الرياض "سيتناول الرؤى حول العوائق أمام تقديم مساعدات فعالة إلى اليمن، على أن يقود ذلك إلى حوار مشترك مع حكومة اليمن يتناول خصوصا أولوية الإصلاح".
ويهدف اجتماع لندن، الذي جاء عقب عودة اليمن إلى محور الاهتمام الدولي بعد أن أطل تنظيم القاعدة برأسه منه من جديد، إلى التعجيل في منح الحكومة اليمنية ما يقرب من خمس مليارات دولار تم التعهد بها في اجتماع للمانحين عام 2006، بشرط قيام اليمن بإصلاحات سياسية واقتصادية.
"صنعاء تعهدت بالقيام بالمزيد من الإصلاحات"
وخلص المؤتمر إلى أنه على الحكومة اليمنية إجراء إصلاحات واسعة لاقتصادها ونظامها السياسي، من أجل تحقيق الاستقرار على المدى الطويل. ومن جانبها طالبت الحكومة الألمانية صنعاء بالقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، فيرنر هوير، إن بلاده ستقدم مساعدات لليمن مقابل المزيد من الجهود لتنفيذ إصلاحات واسعة. وكشف الزميل مصطفى السعيد، مدير القسم العربي في تلفزيون دويتشه فيله المتواجد حاليا في لندن، أن الحكومة اليمنية تعهدت بالقيام بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
من جانبها طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، طالبت الحكومة اليمنية بالقيام بإصلاحات ومواصلة محاربة الفساد وتحسين مناخ الاستثمار في البلاد، محذرة من أن التحيات التي يواجها اليمن "هائلة" ولا يمكن حلها بطرق عسكرية محضة. وأكدت المسؤولة الأمريكية أن بلادها على استعداد لإعطاء اليمن دعم شامل من أجل معالجة "الأسباب الجذرية" للمشكلات التي تشهدها البلاد. وأضافت: "تؤثر مشكلات اليمن علينا جميعا بطريقة خاصة للغاية"،
وتعهد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، عقب انتهاء الاجتماع، بأن يقف المجتمع الدولي إلى جانب الحكومة اليمنية لمكافحة الإرهاب والفقر، مشدداً على أن الأزمة التي يمر بها هذا البلد قد يكون لها تداعيات على سكانه والمنطقة بأسرها. وأضاف ميليباند أنه "عند التصدي للإرهاب من المهم أن يتم علاج جذوره وأسبابه، وهي في حالة اليمن متعددة: اقتصادية واجتماعية وسياسية". لكن الوزير البريطاني أكد بأن المسؤولية تقع "قبل كل شيء على حكومة اليمن".
صنعاء ترحب بنتائج مؤتمر لندن
وسارعت الحكومة اليمنية إلى التعبير عن رضاء عن ما تمخض عنه المؤتمر، إذ قال ئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور عن إن الاجتماع "أنجز في ساعتين ما لا ينجز عادة في أيام"، معتبرا النتائج التي تمخضت عنه تلبي المطالب اليمنية المتمثلة في الحصول على مساعدات تنموية في إطار شراكة مع القوى العظمى. وأكد مجور أن هذه النتائج لا تأتي في إطار التدخل الأجنبي في شؤون بلاده.
وفي نفس الإطار جاءت تصريحات وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي في مؤتمر صحافي، إذ قال إن "ما خرج
به الاجتماع يلبي المطالب اليمنية"، معتبرا أن اجتماع لندن أوضح "أن العملية عملية شراكة بين اليمن وشركائه" ورحب خصوصا "بالتأكيد على وحدة اليمن واستقراره وسيادته"، مؤكدا التزام حكومة بلاده بالمضي قدما في برنامجها الإصلاحي.
إلا أن الاجتماع لم يتطرق، بشكل مباشر، إلى الصراعات التي يمر بها اليمن حالياً، بين الحكومة والحوثيين في الشمال والحكومة و"الحراك الجنوبي"، الذي تحرك قادته ومناصرو في هذه الأثناء من أجل إسماع صوتهم في اجتماع لندن. ففي بيان موجه إلى الاجتماع، دعا نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض المشاركين إلى دعم "حق تقرير المصير" لليمنيين الجنوبيين، متهما صنعاء برعاية الإرهاب وباستخدام الدعم الدولي لها من اجل سحق الحركة الاحتجاجية في الجنوب. فيما تظاهر عشرات أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية دعما للمطالب الانفصالية في الجنوب.
(ي.أ/ د.ب.أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي