مؤتمر باريس يعد بدعم العراق ويتجاهل سوريا
١٥ سبتمبر ٢٠١٤
في ختام اجتماع دام ثلاث ساعات وعقد اليوم الاثنين (15 أيلول/ سبتمبر) في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس، كرر المشاركون (27 دولة عربية وغربية وثلاث منظمات دولية) في مؤتمر أمن العراق القول إن "داعش تشكل تهديدا للعراق ولمجموع الأسرة الدولية". وأفاد البيان الختامي أن "المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق". وتعهدوا لهذه الغاية "دعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل اللازمة ومن ضمنها تقديم المساعدات العسكرية المناسبة". وسيتم تقديم هذا الدعم "مع احترام القانون الدولي وأمن السكان المدنيين" كما جاء في البيان الختامي.
وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا أولاند والعراقي فؤاد معصوم قد افتتحا المؤتمر. وقال أولاند "إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضا. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة" إلى جانب الحكومة العراقية. وأضاف "لا وقت نضيعه". من جهته قال الرئيس العراقي "نطالب بالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة ضد مواقع الإرهاب وعدم السماح للإرهابيين باللجوء إلى أي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم ومحاصرتهم بالقوانين التي تحرم التعامل معهم ومنع تدفق المقاتلين".
لكن المشاركين في الاجتماع امتنعوا عن إعطاء تفاصيل حول طرق صد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" وعن طريقة التعاطي مع وجود قوات هذا التنظيم في سوريا أيضا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحافي "إن ما نحن بصدده أكثر بكثير من مجرد ضربات. لقد عرضت دول عدة مشاركتها والأمر يشمل دولا أوروبية وغير أوروبية ودولا في المنطقة (الشرق الأوسط) أو خارج المنطقة".
تجنب الإشارة إلى سوريا
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام المؤتمر إن "الاجتماع يبعث على الأمل رغم خطورة الوضع" مشيدا بمشاركة دول "هي بين الأقوى في العالم ومتباينة جغرافيا وأيديولوجيا لكنها كلها تقول +قررنا أن نكافح داعش+". وأضاف "نحن معنيون جميعا" بهذه المواجهة.
من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر باريس أن بلاده ستقدم "مساهمة" في الجهود العسكرية الدولية ضد التنظيم المتطرف. وأضاف أن هذه "المساهمة" ستخصص لدعم الحكومة العراقية "كي نتأكد أنها قادرة على محاربة الإرهابيين لضمان أمن الدولة".
ولوحظ أن المشاركين في مؤتمر باريس تجنبوا في البيان الختامي الإشارة إلى الوضع في سوريا حيث أن الولايات المتحدة لم تستبعد توسيع القصف ليشمل مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في هذا البلد. إلا أن هذا الموقف لا يلقى تجاوبا لا من الذين يخشون أن يؤدي هذا الأمر إلى تعزيز موقع الرئيس السوري بشار الأسد، ولا من حلفاء هذا النظام مثل روسيا وإيران بعد أن أكدت واشنطن دعمها للمعارضة السورية المسلحة المعتدلة ورفضت التنسيق مع الأسد في هذه الحملة.
وكانت إيران أبرز الغائبين عن مؤتمر باريس واعتبرت أن تحرك الائتلاف الدولي "غير شرعي" خصوصا أنه يسعى في النهاية إلى قلب نظام الأسد، حسب قول طهران.
ع.ج/ ع.ج.م (آ ف بن د ب آ)