مؤتمر المانحين لسوريا ببروكسل.. وعود بالمليارات وآفاق معتمة!
١٥ يونيو ٢٠٢٣في مؤتمر المانحين لسوريا، أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامات المساعدات التي تعهد بها من قبل والتي تزيد عن 1.5 مليار يورو. وتعهّد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 560 مليون يورو (600 مليون دولار) إضافية في عام 2024 لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على تحمل تكاليف استضافة اللاجئين السوريين.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل اليوم الخميس (25 يونيو/ حزيران 2023) خلال إعلانه عن المبلغ في مؤتمر المانحين الدوليين لسوريا: "لسوء الحظ، كان هناك تقدّم طفيف جدًا خلال العام المنصرم من أجل حلّ النزاع السوري".
وشدّد على أن المساعدات مخصصة للسوريين في وطنهم وكذلك للاجئين السوريين والدول المضيفة لهم وليس لنظام الرئيس بشار الأسد.
ألمانيا تقدم أكثر من مليار يورو لتخفيف الأزمة
ومن جانبها، تعهدت الحكومة الألمانية بتقديم أكثر من مليار يورو للتعامل مع أزمة اللاجئين في سوريا والمنطقة، مقسمة بين وزارة الخارجية الألمانية ووزارة التنمية. وقالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي الألمانية سفينيا شولتسه إن "نسيان الأزمة السورية الآن سيكون خطأ فادحا".
وأعلنت الوزارة تأييدها للخطوات التي اتخذتها تركيا ولبنان والأردن التي استقبلت 5.6 مليون لاجئ سوري.
وفقًا لشولتسه، فإن مزيج الحرب الأهلية والنزوح الجماعي وكارثة الجفاف والزلزال سيكون له عواقب وخيمة على الناس في المنطقة وخارجها. وفي المؤتمر نفسه، مثل ألمانيا وزير الدولة توبياس ليندنر.
أمريكا تقدم مساعدات بنحو مليار دولار
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة أعلنت مساعدات إضافية لسوريا قيمتها 920 مليون دولار خلال مؤتمر بروكسل اليوم الخميس. وأضافت الوزارة في بيان أن الحزمة الجديدة ترفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لسوريا والمنطقة إلى 1.1 مليار دولار هذا العام ونحو 16.9 مليار دولار منذ بدء الحرب في سوريا.
وضع قاتم مثير للتشاؤم
وأعرب ممثل الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تشاؤمه بشأن الوضع في سوريا، حيث تدور رحى حرب أهلية منذ عام 2011، أودت بحياة نحو 500 ألف شخص، وخلفت ملايين النازحين واللاجئين.
وقال بوريل إنه في عام 2022 كان هناك تقدم ضئيل جدا، والواقع هو أن التطور نحو حل سلمي دائم قد وصل إلى طريق مسدود. وأضاف كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وسوريا وتجديد الاتصالات بين تركيا والنظام السوري ليسا طريق الاتحاد الأوروبي.
وفي بداية المؤتمر الدولي السابع للمانحين لسوريا، رسمت الأمم المتحدة صورة قاتمة للوضع في البلد التي تعاني من الحرب الأهلية. إذ يعتمد أكثر من 15 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.
منظمات إغاثة تحذر
وفي الوقت نفسه، اشتكى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الإغاثة في حالات الطوارئ ومفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من النقص الصارخ في الأموال.
خطة المساعدات الحالية لسوريا والبالغة 5.4 مليار دولار (تعادل 5 مليار يورو) ممولة بنسبة 11 في المائة فقط، أما الخطة المقترحة لمساعدة دول الجوار في المنطقة والدول المستقبلة للاجئين والتي تبلغ 5.35 مليار يورو فممولة بنسبة 10 في المائة فقط.
وقبل وقت قصير من انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل لدعم الوضع الانساني في سوريا حذرت منظمات إغاثة من وجود معوقات في إمدادات المساعدات والتمويل. وقالت منظمة "دياكوني كاتاستروفينهيلف" الإنسانية الألمانية "لم يحدث من قبل منذ اندلاع الحرب الأهلية أن الكثير من الأشخاص في سوريا غير متأكدين مما إذا كان سيكون لديهم ما يكفي من الطعام غدا".
وقالت المنظمة الإنسانية التي تنتمي إلى الكنائس البروتستانتية في ألمانيا إن أكثر من نصف سكان سوريا معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي. وأضافت المنظمة أنه يتعين على المجتمع الدولي في مؤتمر المانحين، اليوم الخميس، توفير موارد مالية كافية.
يذكر أن مؤتمر المانحين لسوريا تأسس في عام 2017 وفي العام الماضي، تم جمع أكثر من 6 مليارات يورو . وبعد 12 عاما من الحرب الأهلية، أصبحت سوريا مقسمة ومدمرة إلى حد كبير. وأدت كارثة الزلزال في شباط/ فبراير الماضي إلى تفاقم الأوضاع هناك.
ص.ش/أ.ح (ك ن أ، د ب أ، رويترز)