مؤتمر الأئمة في فيينا: الحوار هو الطريقة المثلى لتفادي النزاعات
٧ أبريل ٢٠٠٦جاء نقاش الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد ليعطي أهمية أكبر لمؤتمر أئمة وقادة الأقليات الإسلامية في أوروبا الذي تنطلق فعالياته اليوم الجمعة 07 أبريل/نيسان في العاصمة النمساوية فيينا وتستمر ثلاثة أيام. وبحسب مصادر الجهة المنظمة للمؤتمر، الهيئة الإسلامية في النمسا، فإن المؤتمر الذي ينظم تحت عنوان "الأئمة والمرشدات الدينيات في أوروبا" سيشارك فيه شخصيات أوروبية وإسلامية رفيعة المستوى على رأسها المستشار النمساوي والرئيس الحالي للمجلس الأوروبي فولفغانغ شوسِل ورئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروزو ووزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلازنيك وأكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، إضافة إلى نحو 150 من قادة وأئمة المسلمين من 40 دولة أوروبية.
محاور المؤتمر
وعن محاور المؤتمر وأهدافه، قال مُضر خوجه، ممثل رئيس الهيئة الإسلامية في النمسا في حديث خص به موقعنا إن الفعالية "هي الثانية من نوعها بعد مؤتمر "أئمة أوروبا" الذي نظم في عام 2003 في مدينة غراتس النمساوية." وتطرق المسؤول إلى توصيات مؤتمر غراتس وهي اعتراف مسلمي النمسا بالديمقراطية ودولة القانون والتعددية الدينية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه التوصيات "سيتم التأكيد عليها أيضا في دورة مؤتمر هذا العام." وأوضح خوجه أن مسائل التعليم في أوروبا واندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها وأوضاع النساء والعائلة والشباب "ستكون من أهم المحاور التي سيناقشها المؤتمر في الثلاثة أيام المقبلة." وركز المسؤول في المقابلة ذاتها على أهمية مناقشة أحوال الأسرة المسلمة في المجتمعات الأوروبية وعلى ضرورة الارتقاء بها وبحث قضاياها كشرط لاندماج أعضائها في المجتمعات الأوروبية.
أهمية المؤتمر
وعما إذا كان المؤتمر قد اكتسب أهمية خاصة بعد نقاش الرسوم الكاريكاتورية، قال المسؤول إن المؤتمر "ينظم في ظل هذا النقاش، ولكن الهدف منه ليس مناقشة تبعات هذه الرسوم وخلفياتها، بل التركيز على قضايا اندماج أبناء الجالية المسلمة في المجتمعات الأوروبية." أما عن سر مشاركة شخصيات سياسية نمساوية وأوروبية رفيعة المستوى في المؤتمر، فقد تطرق خوجه إلى الخصوصية النمساوية في هذا الشأن، قائلا إن أصحاب القرار النمساويين "يهتمون بالحوار مع المسلمين منذ فترة طويلة." وبحسب المسؤول، فإن هذه الخصوصية النمساوية "تتلخص في تمتع مسلمي النمسا بحقوق يضمنها لهم الدستور النمساوي الذي ينص على ضرورة المساواة بين الأقلية المسلمة والديانات الأخرى." وعزا خوجه ذلك إلى الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي منذ عام 1912 في النمسا. إلى ذلك، أعرب المسؤول عن أهمية نقل التجربة النمساوية إلى الدول الأوروبية الأخرى والقول للمسلمين في أوروبا وللحكومات التي يعيشون في ظلها إن الحوار هو الطريقة المثلى لتفادي النزاعات والحيلولة دون وقوعها.
جزء حي من المجتمعات الأوروبية
ووفقا للأرقام المتوفرة، فإن عدد المسلمين في أوروبا الغربية يتراوح بين 14 و18 مليون شخص. ونظرا إلى هذا العدد الضخم، فإن الخبراء يروون أن أصحاب القرار في المجتمعات الأوروبية يجب عليهم أن ينظروا إلى أبناء هذه الأقلية ليس كضيوف، بل كجزء حي من المجتمعات الأوروبية قادرة على التعايش السلمي معها. أما في النمسا، فإن مصادر الهيئة الإسلامية تشير إلى أن آخر تعداد أجري في عام 2001 يؤكد أن نسبتهم تبلغ 4،2% من عدد السكان الإجمالي البالغ 8 ملايين نسمة. وبحسب الأرقام ذاتها، فإن نسبتهم تبلغ حتى في العاصمة فيينا 7،8%.