لينتس النمساوية وفيلنيوس الليتوانية عاصمتا أوروبا الثقافيتان لعام 2009
٣١ ديسمبر ٢٠٠٨بداية من الأول من يناير/كانون الثاني من عام 2009 تحمل كلا من العاصمة الليتوانية فيلنيوس ومدينة لينتس النمساوية لقب عاصمة أوروبا الثقافية لعام 2009، وبالتالي تأخذ المدينتان المشعل عن مدينة ليفربول في انجلترا ومدينة ستافانغار في النرويج. واحتفالا بهذه المناسبة تقيم كلتا المدينتين على حدة حفلا كبيرا. وعلى الرغم من صغر حجمها مقارنة مع العاصمة الليتوانية، نُظّمت في مدينة لينتس النمساوية، التي لا يتجاوز عدد سكانها مائتي ألف نسمة، نحو 220 تظاهرة ثقافية.
في حين تستضيف العاصمة الليتوانية فيلنيوس، التي يبلغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة، فقط 120 فعالية ثقافية تتضمن عروضا مسرحية وحفلات موسيقية ومعراض فنية، ذلك أن المنظمين في ليتوانيا كانت قد واجهتهم مشاكل مالية، على عكس المنظمين في لينتس. بالإضافة إلى أن النّمسا لها تجارب ماضية في مجال تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية، إذ كانت توّجت فيها مدينة غراس عام 2003 بلقب عاصمة أوروبا الثقافية.
لينتس تريد الخروج بحلة جديدة
وتسعى مدينة لينتس النمساوية إلى الظهور بوجه جديد ومغاير، فتحت شعار "لينتس تتغيّر" تريد لينتس التحوّل من مدينة صناعية بحتة إلى مدينة متطوّرة ومنفتحة على العالم. ولتحقيق هذا الهدف سهر المنظّمون على تنفيذ مشاريع ثقافية مختلفة تهدف إلى إشراك المواطنين في الحياة الثقافية لمدينتهم وإضفاء طابع ثقافي خاص على لينتس النمساوية الواقعة على نهر الدانوب. وتستهل المدينة عام 2009 كعاصمة ثقافية لأوروبا بحفل يمتدّ على مدى ثلاثة أيام، من بينها احتفالات تمتزج فيها الموسيقى الكلاسيكية بالألعاب النارية وكذلك افتتاح معارض فنية وحفلات موسيقية. وخلافا للعادة فسيتم استضافة الضيوف الرسميين في بيوت من يرغب من مواطني المدينة.
أول مدينة في جمهورية سوفياتية سابقا تحظى بلقب "عاصمة أوروبا الثقافية"
ويُعد العام الجديد أيضا أول مناسبة تمنح فيه مدينة في جمهورية كانت تحكمها الشيوعية سابقا لقب عاصمة الثقافة في أوروبا، ذلك أن ليتوانيا الواقعة على بحر البلطيق كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السّوفياتي السابق. وفي إطار هذه المناسبة تسعى فيلنيوس، التي تم إدراجها عام 1994 في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، إلى إظهار نفسها كمدينة مضيافة تستقطب جموع الزوار من كافة أنحاء العالم. كما تسعى ليتوانيا، إحدى دول البلطيق الثلاث إلى جانب لاتفيا وإيستونيا والتي كانت انضمت عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي، تسعى إلى تعريف أكثر بإرثها ومميزاتها الثقافية الخاصة، ووضع حجر الأساس لمجموعة من الفعاليات الثقافية والموسيقية في المستقبل لا تقتصر على مناسبة معيّنة فحسب.
واحتفالا بلقب عاصمة أوروبا الثقافية، إلى جانب مدينة لينتس النمساوية، يتولّى الفنان الألماني غيرت هوف، المتخصّص في مجال الإضاءة الفنية بتحويل سماء مدينة فيلنيوس الليتوانية في ليلة رأس السنة الميلادية إلى بحر من الأنوار. إضافة إلى عدد من البرامج الفنية والعروض المسرحية ومهرجان لموسيقى الشوارع ومجموعة من الحفلات الموسيقية المتنوّعة.
يُشار إلى أن لقب "عاصمة أوروبا الثقافية" يتم منحه منذ عام 1985 من قبل المفوضيّة الأوروبية، حيث كانت مدينة أثينا، العاصمة اليونانية، أول مدينة تحظى بهذا اللقب. ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذا اللقب الذي يُمنح سنويا لمدينتين أوروبيتين غربية وشرقية، إلى إبراز الثراء والتنوع الثقافي في أوروبا، وكذلك المساهمة في أن يعرف ويتفهّم المواطنون الأوروبيون ثقافة بعضهم البعض المختلفة والمتنوّعة.