هجوم حزب الله ضد دورية إسرائلية لم يكن مفاجئا
٢٨ يناير ٢٠١٥DWعربية: تبنى حزب الله اللبناني العملية التي استهدفت موكبا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا اللبنانية. وأسفر ذلك حتى الآن عن مقتل جنديين وجرح سبعة آخرين، بعضهم في حالة خطيرة. هل كان هذا الهجوم مفاجئا في رأيك؟
مارين كوس: لم يكن ذلك أمرا مفاجئا، فقد سبقت ذلك مواجهات بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله في سوريا، حيث قامت إسرائيل بقتل مقاتلين من حزب الله في هضبة الجولان. وكان من الواضح أن يكون هناك رد فعل من حزب الله. ولكن لم يكن واضحا كيف سيكون شكل رد الفعل، خاصة وأن حزب الله يشارك حاليا عسكريا في سوريا وليس من مصلحته أن يكون هناك تصعيد في لبنان أيضا. من جهة أخرى يريد حزب الله أن يظهر حضوره على الساحة كقوة قادرة على مواجهة ومقاومة إسرائيل.
ولكن ما هي استفادة حزب الله من مثل هذا العملية ضد إسرائيل في الوقت الراهن؟
كما ذكرت، ليس من مصلحة حزب الله أن يكون هناك تصعيد في لبنان في الوقت الحالي، ولكن من جهة أخرى يعتبر حزب الله نفسه ممثلا لحركة المقاومة اللبنانية وكقوة إسلامية مواجهة لإسرائيل. وكما قلت فعلى الرغم من مشاركة أفراده في الحرب في سوريا، يريد حزب الله أن يظهر أنه قادر للقيام برد الفعل في حالة حصول أي شيء في لبنان. وحسب تقديري فإن حزب الله يريد أن يوجه رسالة لإسرائيل بأنه لا يقبل بماهجمة مقاتليه دون أن يكون لذلك عواقب. وهذا ما يبرر هجوم اليوم.
كيف تتوقعين أن يكون رد فعل إسرائيل على هذا الهجوم الذي استهدف جنوده؟
لايمكن التنبأ بالمستقبل. ولكن إذا أخذنا رد فعل إسرائيل على حماس في حرب غزة السنة الماضية بعين الاعتبار، فيمكن أن يكون رد فعل إسرائيل على حزب الله بنفس القوة والصرامة أيضا. هناك أيضا بعض المعلومات التي تقول إن حزب الله يسعى لبناء أنفاق بين لبنان وإسرائيل، كما هو الحال في غزة. لذا فإن ستحاول الحكومة الإسرائيلية أن تظهر أيضا أنها قادرة على التصدي لحزب الله ومن المحتمل أن تشن إسرائيل هجوما على مقاتلي حزب الله. ويجدر الإشارة إلى أن إسرائيل ستخوض في شهر آذار/ مارس انتخابات تشريعية. وقد يكون رئيس الوزراء بينامين نتانياهو مجبرا على أن يظهر أنه قوي بما فيه الكفاية وقادر على الحفاظ على أمن إسرائيل. فبالرغم من أن استطلاعات الرأي التي تصب في صالحه لحد الآن، ولكن بعض الأحزاب المتحالفة معه أعلنت عن نيتها في البحث عن تحالفات جديدة. إذن لم يعد من المؤكد إن كان نتانياهو سيحافظ على منصبه كرئيس للحكومة. ولهذا فإنه سيقوم بكل ما في وسعه ليبين أنه قوي وقادر على مواجهة الجماعات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية ومن بينها حزب الله.
إذن هي بداية تصعيد جديد في المنطقة وحرب طويلة بين حزب الله وإسرائيل، كما حدث سنة 2006؟
لا أعتقد ذلك، فرد فعل إسرائيل عسكريا على هذا الهجوم هو فقط خيار من بين خيارات أخرى. فإذا كان هناك رد فعل قوي لإسرائيل فإن حزب الله سيرد على ذلك أيضا. وهو ما قد يؤدي بالفعل إلى تصعيد جديد وحرب طويلة بين الطرفين. ولكن هذا أمر مستبعد. بالإضافة إلى ذلك فإن عددا كبيرا من مقاتلي حزب الله يتواجدون الآن في سوريا ولا يمكن تقدير حجم الموارد العسكرية المتبقية لدى حزب الله ومدى قدرته على مواجهة إسرائيل والدخول في حرب طويلة معها، كما في سنة 2006.
هل يعني ذلك أن حزب الله غير قادر على مواجهة إسرائيل في الوقت الراهن ؟
كما ذكرت يصعب تقدير الموارد العسكرية لحزب الله في الوقت الراهن. ولكن يمكن القول أنه ليس من مصلحة حزب الله أن يفتح جبهة قتال جديدة، فقد تستنزف موارده العسكرية المتبقية. وهو يريد بطبيعة الحال أن يظهرفي صورة القوي ويريد أن يظهر للشعب اللبناني بأنه قادرعلى المقاومة. وذلك بهدف الحفاظ على حقه في امتلاك الأسلحة وعدم تسليمها كما ينص على ذلك قرار الأمم المتحدة و مطالب تحالف 14 آذار، الذي ناشد حزب الله بتسليم أسلحته للجيش اللبناني. ولكن رغم كل هذا، من المؤكد أن استفادة حزب الله في الدخول في مواجهة طويلة مع إسرائيل في الوقت الراهن أقل بكثير مما كانت عليه سنة 2006.
مارين كوس: باحثة في المعهد الألماني للدراسات الدولية والإقليمية ومتخصصة في الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط من بينها حماس وحزب الله اللبناني.