ليبيا: اعتقال 50 شخصاً في قضية الهجوم على القنصلية الأمريكية

قال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف اليوم الأحد (16 سبتمبر/ أيلول 2012) إن نحو 50 شخصاً اعتقلوا لصلتهم بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الأسبوع الماضي. وأضاف المقريف أن الهجوم من تدبير أجانب على صلة بتنظيم القاعدة الإرهابي. وجاء الهجوم، الذي وقع الثلاثاء الماضي، وسط احتجاجات على فيلم أنتج في الولايات المتحدة يقول المسلمون إنه يسيء للنبي محمد. وأسفر الهجوم عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين.

وذكر المقريف، في مقابلة مع تلفزيون (سي بي إس) الأمريكي، أن بعض المعتقلين ليسوا ليبيين وعلى صلة بتنظيم القاعدة، ووصفهم بأنهم منتسبون أو متعاطفون معهم. وأكد المقريف أن الوضع الأمني في ليبيا ما زال "صعباً" بالنسبة للأمريكيين والليبيين على حد سواء. هذا وتنوي الولايات المتحدة إسناد التحقيقات في قضية الهجوم على قنصليتها في بنغازي لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، إلا أن المقريف ذكر أنه قد يكون من المبكر للغاية إرسال محققين.

وشدد رئيس المؤتمر الوطني الليبي على أن مثل هذه الأفعال "القبيحة والإجرامية ضد السفير الراحل كريس ستيفنز وزملائه لا تمثل بأي حال وبأي صورة آمال ومشاعر الليبيين تجاه الولايات المتحدة ومواطنيها".

من جانبها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، في تصريحات للصحافيين الأحد إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم على القنصلية لم يكن مدبراً، مضيفة أنه "لا شك أنه مثلما شهدنا في السابق في أشياء مثل آيات شيطانية والرسوم المسيئة للنبي محمد، تكون هناك أمور تثير مشاعر الحنق والغضب وقد كان هذا هو السبب التقريبي لما رأيناه".

وأكدت رايس أن الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي بدأ بتظاهرة "عفوية" احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، وهو ما يناقض الرواية الرسمية للسلطات الليبية. وأضافت رايس، في تصريح لقناة "إيه بي سي" الأمريكية: "نعتقد أن مجموعة صغيرة من الناس جاءت إلى القنصلية لتقليد ما يحدث في القاهرة. ثم وفي خضم الأحداث يبدو أن جماعات من المتطرفين المسلحين بقوة استغلت الموقف".

لكن سفيرة واشنطن إلى الأمم المتحدة حرصت على ضرورة "الانتظار" إلى حين صدور "النتائج النهائية للتحقيق". وقد لزمت واشنطن حتى الآن التكتم والحذر الشديدين بشأن التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالية وليبيا.

ي.أ/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)