السياسية التي قادت "الجبهة الوطنية" إلى قلب المشهد السياسي
٢١ أبريل ٢٠١٧منذ أن تولت مارين لوبن قيادة حزب الجبهة الوطنية في عام 2011 سعت لمحو الصورة المعادية للسامية التي التصقت به تحت قيادة والدها جان ماري لوبن التي دامت نحو 40 عاما. ووضعت مارين وهي أم لثلاثة أبناء ومطلقة مرتين، الحزب ككيان مناهض للهجرة ومعارض للاتحاد الأوروبي يطرح سياسة لحماية العمال الفرنسيين من العولمة.
دخول لوبن عالم السياسية
دخلت مارين لوبن عالم السياسة عام 1986من خلال بوابة حزب والدها وهي في سن الثامنة عشرة. وفي عام 1998 تخلت عن عملها في المحاماة وانضمت للفريق القانوني للحزب وانتخبت لأول مرة لمنصب سياسي في عام 1998 كعضو في مجلس إقليمي في شمال فرنسا. بعد ذلك حصلت على نفس الدور لاحقا في منطقة باريس قبل أن تعود إلى الشمال في عام 2010. بالإضافة إلى ذلك فإن لوبن عضو في البرلمان الأوروبي منذ عام 2004. وقد أشارت لوبن التي تعيش وتتنفس السياسة منذ صغرها، إن طفولتها تأثرت بشدة بانفجار قنبلة دمرت شقة أسرتها عندما كانت في الثامنة من العمر في حادث لم يتم كشف ملابساته حتى اليوم.
خروج لوبن من عباءة والدها
حافظت لوبن على الظهور بصورة أقل تشددا حتى على حساب علاقتها بوالدها واستنكرت تعليقاته بأن غرف الغاز النازية مجرد "تفاصيل" تاريخية. كما طردت والدها من الحزب بشأن آرائه في عام 2015. إلا أنها أثارت غضبا في وقت سابق هذا الشهر عندما أنكرت مسؤولية الدولة الفرنسية عن اعتقال الشرطة بأوامر ألمانية 13 ألف يهودي في باريس خلال الحرب العالمية الثانية.
لوبن تحمل السلطة مسؤولية الفشل في مكافحة الإرهاب
ركزت مرشحة اليمين المتطرف في حملتها الانتخابية على عدة مواضيع أبرزها الهجرة ومكافحة الإرهاب، خاصة بعد تعرض البلاد لعدة هجمات إرهابية. فسرعان ما انتقدت المرشحة اليمينية الشعبوية مكافحة الإرهاب في فرنسا. عقب اعتقال اثنين للاشتباه في صلتهما بالإرهاب في مدينة مارسيليا. وقالت لوبن في تصريحات لمحطة "بي إف إم تي في" الفرنسية التليفزيونية الأربعاء 20 نيسان/ أبريل 2017: "ليس من الممكن ضمان انعدام الخطورة بنسبة 0%، لكننا حاليا في خطورة تبلغ نسبتها مئة في المئة، لأنه لا يجرى اتخاذ الإجراءات الضرورية".
وكانت لوبن، رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني، قد ذكرت في إحدى المسيرات الانتخابية في وقت سابق هذا الأسبوع أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس في تشرين ثان/ نوفمبر عام 2015 ما كان لها أن تحدث، لو كانت هي على رأس السلطة في فرنسا. يذكر أن تلك الهجمات التي نفذها إسلاميون أودت بحياة 130 شخصا. وتدعو لوبن إلى طرد الجناة الأجانب من البلاد على الفور، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تصنفهم السلطات على أنهم خطيرون أمنيا. وبالإضافة إلى ذلك تدعو لوبن إلى إعادة إغلاق الحدود داخل أوروبا وتعد بوقف الهجرة إلى فرنسا.
أوروبا بعيون لوبن
وتبقى أكثر القضايا غير التقليدية في برنامجها الخروج من منطقة اليورو وإجبار البنك المركزي الفرنسي على تمويل الإنفاق الحكومي رغم تأكيدها أن سياساتها الاقتصادية أكثر تناغما مع الشعور المناهض للعولمة الذي دفع دونالد ترامب إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وعزز التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأبدت السياسية اليمينية إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استقبلها في الكرملين في مارس/ آذار الماضي. وبصوتها الأجش المميز لم تتردد السياسية البالغة من العمر 48 عاما في الدخول في جدل محتدم مع صحفيين أو منافسين خلال مناظرات تلفزيونية هاجمت خلالها المؤسسة السياسية.
لوبن تحت التحقيق
وتخضع المحامية السابقة للتحقيق أيضا بشأن مزاعم إساءة استخدام أموال من الاتحاد الأوروبي لدفع أجور مساعدين لها في الحزب ولنشرها صورا لعنف تنظيم "الدولة الإسلامية" على موقع تويتر. لكن لوبن تقول إن الإجراءات لها دوافع سياسية تهدف لتعطيل حملتها الانتخابية. هذا كما رفض مقرضون تمويل حملة لوبن للانتخابات مما جعلها في موقف أضعف ماليا أمام منافسيها.
حظوط لوبن لقيادة فرنسا
وتوقعت استطلاعات الرأي بشكل متسق أن تكون لوبن أحد المرشحين الأوفر حظا لتجاوز الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة في 23 أبريل/ نيسان وخوض الجولة الحاسمة في السابع من مايو/ أيار. وستعتبر هذه خطوة إلى الأمام أكبر مما حققته في عام 2012، عندما فشلت في تخطي الجولة الأولى، وستعادل إنجاز والدها الذي بلغ الجولة الثانية في عام 2002 قبل أن يخسر بفارق كبير أمام الرئيس السابق المحافظ جاك شيراك. ورغم توقع الاستطلاعات خسارة لوبن في الجولة الثانية أيضا إلا أنها تتوقع منافسة متقاربة هذه المرة.
أ.ب/ع.خ ( رويترز- د ب أ)