لم يحقق التوقعات - هل يرحل ألونسو مبكرا عن بايرن؟
٢٣ يونيو ٢٠١٥لا زالت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية تثير جدلا بسبب قائمتها حول أفضل اللاعبين في الدوري الألماني لكرة القدم (البوندسليغا). فبعدما ذكرت أن حارس مرمى منتخب ألمانيا مانويل نوير لم يعد من بين الأفضل في العالم، اختفى الإسباني المخضرم تشابي ألونسو (33 عاما) نجم ريال مدريد السابق وصانع ألعاب بايرن ميونيخ الحالي من قائمتها لأفضل اللاعبين في خط الوسط في البوندسليغا. وشرحت "كيكر" أن أداء النجم ألونسو في الدوري الألماني يستحق درجة 3.5، وهي درجة في التنقيط المدرسي وتعني "مقبول". "أما أداؤه في دوري أبطال أوروبا فكان دون المتوسط، يضاف إلى ذلك إهداره لركلة جزاء ضد دورتموند في كأس ألمانيا. كما لم تكن حظوظه جيدة في دور الإياب في البوندسليغا، حسب المجلة الألمانية.
وتساءل موقع "فوكوس" الإلكتروني: "هل هناك مبررات فعلا لهذا النوع من العقاب؟" والحقيقة هي أن "كيكر" فضلت في قائمتها 12 عشر لاعبا في البوندسليغا على ألونسو في مركزه كلاعب خط وسط. وكان على رأسهم أرين روبين لاعب ميونيخ وكيفين دي بروين نجم فولفسبورغ وغونزالو كاسترو لاعب ليفركوزن. ويلاحظ موقع فوكوس: " كيكر تعتبر أن هناك 24 لاعبا في مستوى أفضل من ألونسو في خط الوسط (خلال دور الإياب). إنها فرضية جريئة، تدعو ولاشك إلى التشكيك، وليس فقط من منظور جماهير بايرن ميونيخ".
من يطالع قائمة "كيكر" يجد أن الهولندي أرين روبين حصل على أفضل تقييم على الإطلاق بين اللاعبين في البوندسليغا في الموسم المنقضي، رغم أنه غاب عن 13 مباراة بسبب الإصابة وشارك في 21 مباراة فقط. كما يأتي ألونسو في المركز 38 لأفضل اللاعبين في الدوري الألماني، من بين 210 لاعبين ضمتهم القائمة. فهل ما قدمته إحدى أكبر المجلات الرياضية الألمانية عن ألونسو يعني أن النجم الكبير قد أخفق مع بايرن وأنه سيبدأ في البحث عن فريق آخر؟
شائعات كثيرة بانتقال ألونسو
الحقيقة هي أن شائعات الانتقال في الصيف من بايرن إلى أندية إيطالية وتركية وإنجليزية تلاحق ألونسو منذ فترة. فقد ذكرت تقارير إعلامية هذا الأسبوع أنه مطلوب من قبل نادي لاتسيو الإيطالي، الذي يلعب له الهداف التاريخي لكأس العالم والنجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه. ويود نادي لاتسيو أن يحل ألونسو محل نجمه الأرجنتيني لوكاس بيغليا (29 عاما)، والذي يشارك حاليا مع منتخب بلاده في بطولة "كوبا أميركا". وذكرت تقارير أنه في طريق الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني بعد تعيين رافائيل بينيتز مديرا فنيا للفريق الملكي، خلفا لأنشلوتي. وحسب موقع "فوتبول-إيطاليا.نت" بالإنجليزية فإن لاتسيو الذي سيشارك في الجولة التمهيدية لدوري أبطال أوروبا الموسم القادم يريد استقطاب تشابي، ذات الخبرة الطويلة لضبط إيقاع خط وسطه ومساعدة المواهب المحلية مثل دانيلو كاتالادي.
وكان موقع "سبورت1" الألماني قد تحدث في بداية يونيو/ حزيران الجاري عن شائعات حول انتقال ألونسو من بايرن هذا الصيف، وذكر أن هناك مفاوضات بين دائرة وكلاء ألونسو ونادي "فنربخشه أسطنبول" للانتقال إلى النادي التركي مقابل خمسة ملايين يورو. وتحدثت بعض وسائل الإعلام الإيطالية عن إجراء حديث بشأن ألونسو كخليفة للإيطالي أندريا بيرلو في يوفنتوس تورين. كما تحدث البرتغالي "جوزيه مورينيو" مدرب تشيلسي الإنجليزي بإيجابية عن ألونسو، قائلا إنه واحد من أكثر اللاعبين الذين يمكن الإستمتاع بالتعاون معهم، وأضاف مورينيو، وفق موقع "سبورت 1": "إن اللاعبين، الذين لهم خصوصية الإستثنائية بالفطرة يشكلون الذراع الأيمن لكل مدرب".
مكانه "كأساسي" في بايرن غير مضمون
ويرى المحلل يوليان إيغناتوفيتش أن حديث مورينيو عن ألونسو ما هو إلا محاولة لإثارة منافسه القوي بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ، حيث إن انتقال ألونسو إلى تشيلسي مسألة مستبعدة حاليا.
لكن السؤال القائم هو: هل بايرن ميونيخ مستعد للسماح برحيل ألونسو؟ فاللاعب المخضرم، انتقل إلى بايرن ميونيخ العام الماضي مقابل 10 ملايين ويورو، ويمتد عقده حتى يونيو/ حزيران 2016، وهو نفس الموعد الذي ينتهي فيه عقد مواطنه غوارديولا مع الفريق البافاري. وسيكون من الخاسرة بالنسبة لبايرن شراء لاعب ثم بيعه بعد مرور عام بنصف المبلغ. وبعد مرور عام آخر سيكون من حق اللاعب مغادرة الفريق دون أن يحصل نادي بايرن على يورو واحد. يضاف إلى ذلك أن نادي بايرن ليس فقيرا، فهو أغنى ناد ألماني لكرة القدم ومن أغناها في أوروبا.
وجود ثقة كبيرة بين ألونسو وغوارديولا أمر غير مشكوك فيه. فهما يتبادلان مشاعر التقدير الكبير لبعضهما البعض، خصوصا وأن ألونسو قدم أداء رائعا في دور الإياب في البوندسليغا، قبل أن يتعرض لانتقادات كبيرة في وقت لاحق. في ظل الظروف الحالية لبايرن قد لن يكون ألونسو أساسيا في الموسم المقبل، غير أن إيغناتوفيتش عبر عن اعتقاده أن انتقال ألونسو أمر غير مرجح. فكيفية لعبه "تناسب طريقة غوارديولا"، علاوة على أن بايرن تعلم من تجربة الإصابات الكثيرة في الموسم المنصرم والتي كان مغزاها: "كثرة اللاعبين مسألة لا تعود بالضرر، بل إن ذلك أحد الشروط للأداء الناجح في كافة المسابقات."