تتسبب تربية الماشية الصناعية في انبعاث حوالي 15% من الغازات الدفيئة في العالم. وبالإضافة إلى ذلك تستنزف تربية الحيوانات الصناعية في المزارع مساحات هائلة من الأراضي والمياه، إلى جانب التحديات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية. ولهذا، يتزايد عدد العلماء ورجال الأعمال حول العالم الذين يبحثون عن بدائل لإنتاج اللحوم التقليدية. في كاليفورنيا يطور جوشوا تيتريك طريقة لإنتاج اللحوم في مفاعل حيوي. فهو يقوم باستنبات خلايا عضلية من الدجاج في خزانات ضخمة ويغديها بمواد نباتية. النتيجة هي مزيج من الخلايا التي تتخذ قوام اللحم باستخدام ألياف نباتية. صحيح أن سعر الكيلو يصل إلى مئات الدولارات، إلا أن تيتريك يأمل في توسيع نطاق الإنتاج إلى مستوى عالمي بعد أن حصلت شركته غود مييت مع شركة أخرى على ترخيص لإنتاج اللحوم المستزرعة. وفي جامعة كاليفورنيا تحاول أليسون فان إينينام جعل إنتاج اللحوم أكثر كفاءة، مستخدمة تقنية كريسبر للتعديل الجيني. قامت بتعديل المادة الوراثية للبقرة بحيث يكون نسلها من الذكور فقط. وهذه ميزة كبيرة، لأن العجول الذكور تنمو أسرع وتستخدم موارد أقل من الأبقار الإناث لإنتاج نفس الكمية من اللحوم. أما باسي فاينيكا من شركة سولار فودز الفنلندية فيرى أن كل هذه الخطوات هي محطات نحو مستقبل غذائي مستدام بالفعل. في مخمرات عملاقة يقوم بزراعة فئة جديدة تماما من المواد الغذائية. يعتمد في ذلك على بكتيريا تتم تغذيتها بغاز ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين لإنتاج مادة تدعى سولين. هذا المنتج عديم النكهة، لكنه غني بالبروتين ويمكن أن يحل محل البيض والحليب في معظم الأطعمة. يلتقي الصحفي المتخصص بالشؤون العلمية إنغولف بور علماء ورجال أعمال يبحثون عن بدائل مبتكرة لتربية الحيوانات الصناعية في جميع أنحاء العالم.