لبنان: الجيش يشتبك مع متظاهرين يرفضون دياب في رئاسة الحكومة
٢٠ ديسمبر ٢٠١٩أعلن الجيش اللبناني مساء اليوم الجمعة ( 20 ديسمبر/ كانون الأول) عن إصابة 7 من عناصره أُثناء محاولة إعادة فتح طريق الناعمة لتسهيل حركة التنقل. وقال الجيش اللبناني في بيان "في منطقة كورنيش المزرعة، أصيب 7 عسكريين بجروح، بعدما تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل معتصمين حاول بعضهم تفريغ حمولة شاحنة من الردميات والأتربة وسط الطريق لإقفاله وإعاقة حركة المواطنين". وتابع البيان أن وحدات الجيش ما زالت تعمل على فتح الطريق وإعادة الوضع إلى طبيعته.
وكان شهود قد ذكروا أن قوات الأمن اللبنانية أطلقت الغاز المسيل للدموع في بيروت الجمعة لتفريق مئات من الشبان الذين خرجوا للاحتجاج على تكليف رئيس وزراء جديد مدعوم من حزب الله وحلفائه. وكلف الرئيس ميشال عون أمس الخميس الأكاديمي والوزير السابق حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لسعد الحريري.
وأثارت تسمية دياب غضب مناصري الحريري، وعمد مناصرون للحريري الى قطع طرقات رئيسية وفرعية الجمعة في بيروت وفي منطقة الناعمة جنوبها وفي طرابلس وعكار شمالاً والبقاع شرقاً. ويعتبر هؤلاء أن دياب لا يمثّل الطائفة السنيّة التي ينتمي إليها.
ونال دياب تأييد ستة نواب سنّة فقط من إجمالي 27 نائباً يمثلون الطائفة السنية في البرلمان، بعد حجب نواب تيار المستقبل، الكتلة السنية الأبرز، أصواتهم عنه، مقابل دعمه من نواب حزب الله وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، والتيار الوطني الحر، حزب الرئيس اللبناني.
ومن جهته قال حسان إنه سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع للمساعدة في إخراج البلاد من نفق أزمة اقتصادية وسياسية عميقة ورفض الاتهامات له بأنه سيكون تحت سطوة حزب الله. وقال دياب في مقابلة مع قناة دويتشه فيله التلفزيونية "الحكومات السابقة في العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة في غضون أربعة أسابيع أو في فترة لا تتجاوز ستة أسابيع".
وقطع المحتجون على تكليف دياب تشكيل حكومة جديدة، مساء اليوم الجمعة الطريق في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت وفي منطقة الناعمة جنوب بيروت، وحصلت مواجهات بين الجيش اللبناني لدى محاولته فتح الطرقات. وتشهد منطقة كورنيش المزرعة عمليات كر وفر بين القوى الأمنية والمحتجين بعد أن قامت وحدات الجيش بفتح الطريق وإبعاد المحتجين الذين أغلقوا الطريق بإشعال مستوعبات النفايات.
وقام المحتجون بإطلاق المفرقعات النارية ورمي الحجارة ورمي الإطارات المشتعلة باتجاه القوى الأمنية. وردد المحتجون هتافات رافضة لتكليف الدكتور حسان دياب ومؤيدة للرئيس سعد الحريري.
وتقوم عناصر وحدات مكافحة الشغب مع عناصر من الجيش بمنع المحتجين من إغلاق الطريق، عن طريق رمي القنابل المسيلة للدموع.
كما قام المحتجون على تكليف الرئيس حسان دياب بقطع الطريق في منطقة الناعمة جنوب بيروت لحوالي أربع ساعات، لكن القوى الأمنية قامت بفتحها بعد مواجهات بينها وبين المحتجين.
ودعا الحريري مناصريه الجمعة إلى الانسحاب من الطرق، بعد دعوة مماثلة وجهها ليل الخميس، حذّر خلالها من أن "الأزمة التي يواجهها لبنان خطيرة ولا تحتمل أي تلاعب بالاستقرار".
يشار أنه منذ استقالة حكومة سعد الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية، والمحتجون في الساحات يطالبون بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي، في لبنان الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 – 1990).
ع.أ.ج/ ص ش (دب ا، أ ف ب)