لبنان - 20 موقوفا في هجوم سفارة أمريكا وقتلى في قصف إسرائيلي
٨ يونيو ٢٠٢٤أفاد مصدر قضائي لبناني وكالة فرانس برس السبت (8 يونيو/حزيران 2024) بأن عشرين شخصاً أوقفوا بعد إطلاق النار الأربعاء على مقرّ السفارة الأمريكية في لبنان، بينهم المهاجم الذي يحمل الجنسية السورية.
وكان الجيش اللبناني أفاد يوم الحادث بأن عناصره "المنتشرين في المنطقة ردوا على مصادر النيران ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة". وأكدت السفارة الموجودة في مجمّع محصّن في الضاحية الشمالية لبيروت أن جميع أفراد طاقمها "بأمان".
وقال المصدر القضائي المشرف على التحقيقات الأولية التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي السبت: "ارتفع عدد الموقوفين في الهجوم المسلح على مقرّ السفارة الأمريكية في لبنان إلى 20 شخصاً، بينهم منفذ العملية السوري قيس فرّاج الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في بيروت".
ولفت المصدر الى أن من بين الموقوفين والد مُطلق النار وشقيقه ورجال دين "كان (مطلق النار) يتلقى دروساً دينية لديهم". وأوضح أن هناك "تقييماً أمنياً يخضع له المحيطون بمنفذ العملية (...) لمعرفة ما إذا كان هناك خليّة أمنية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية أو غيرها من التنظيمات الإرهابية". وتابع أن "المؤشرات والمعطيات المتوافرة حتى الآن، تستبعد وجود عمل أمني منظّم".
وإثر الهجوم، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الوزارة على علم بأن الشخص الموقوف كان يضع "شارة تنظيم الدولة الإسلامية". وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تجري مع السلطات اللبنانية تحقيقاً كاملاً لكشف الدوافع الفعلية". وكان المصدر القضائي اشار إلى أن "الحرب الإسرائيلية على غزّة هي المحفّز لهذه العملية".
وفي أيلول/سبتمبر من العام الماضي، فتح رجل النار على السفارة الأمريكية لكن الهجوم حينها لم يسفر عن وقوع ضحايا. وأعلنت السلطات اللبنانية توقيفه وقالت إنه عامل توصيل أراد "الانتقام" لتعرضه للإهانة من قبل أحد عناصر الأمن.
تطورات ميدانية على الجبهة مع إسرائيل
قُتل شخصان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان السبت حيث أدت ضربات في وقت سابق إلى اشتعال حرائق، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وأوردت الوكالة الرسمية أن "مسيرة اسرائيلية نفذت (..) عدواناً جوياً بصاروخين موجهين" استهدفا مقهى ضمن محلات تجارية في بلدة عيترون في جنوب لبنان.
وقتل شخصان جراء الغارة وعملت فرق الإسعاف على نقل جثمانيهما إلى مستشفى في بلدة بنت جبيل، كما تسببت بأضرار كبيرة في المحلات التجارية ومحطة وقود والمنازل المجاورة، بحسب الوكالة.
كذلك، أفادت الوكالة في خبر منفصل بأن "الطيران الحربي الاسرائيلي نفذ غارة عنيفة على بلدة الخيام". وأعلن حزب الله في وقت لاحق استهدافه "مستوطنة المالكية براجمة صواريخ كاتيوشا" رداً على القصف الإسرائيلي على القرى الجنوبية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده رصدوا أحد أفراد جماعة حزب الله اللبنانية في منطقة عيترون وبعدها بقليل هاجمته طائرة إسرائيلية. وقالت القوات الإسرائيلية اليوم إن طائراتها قصفت أيضا البنية التحتية في منطقة الخيام بعد أن أطلقت الدبابات في وقت سابق النار على مبنى عسكري لحزب الله في منطقة كفركلا.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
حرائق بسبب القصف جنوبي لبنان
وكانت حرائق واسعة في مناطق عدة في جنوب البلاد اندلعت السبت جراء قصف إسرائيلي وفق ما أفادت الوكالة الحكومية وأحد عناصر الإنقاذ التابعين لحركة أمل، حليفة حزب الله. وقالت الوكالة الوطنية السبت إن "المدفعية الاسرائيلية قصفت بالقذائف الفوسفورية الحارقة أطراف بلدة علما الشعب، حيث خلف القصف حرائق بالأحراج التي امتدت إلى محيط بعض المنازل" وأضافت: "أتت النيران على مساحات واسعة من اشجار الزيتون".
ويتهم لبنان اسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد وتقول السلطات اللبنانية إنها تسبّبت بأضرار للبيئة والسكان. وتُستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند احتكاكها بالأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة. لكن هذه الذخيرة المتعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك كسلاح حارق قادر على أن يحدث حروقاً قاتلة لدى البشر، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء، وأحياناً الموت.
كما أفادت الوكالة الرسمية باندلاع "حريق كبير في تخوم موقعي الجيش اللبناني و(قوة) اليونيفيل (...) على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق"، وهو خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وأضافت: "توجهت فرق الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية والدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل للعمل على اخماد الحريق".
وخلال ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 458 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية. وبين القتلى نحو 300 مقاتل من حزب الله .
ع.ح/ص.ش (أ ف ب، رويترز)