لاعبات المنتخب الألماني وطموح كتابة فصل كروي جديد
١٧ يوليو ٢٠٢٣مع مرور الوقت، اعتادت لاعبات منتخب سيدات ألمانيا لكرة القدم على الطقس الحار فيأستراليا التي تستضيف مع جارتها نيوزيلندا بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات، والتي تنطلق في العشرين من يوليو/ تموز الجاري بمشاركة 32 منتخبا.
وقد وفر طقس مدينة ويونغ الواقعة على بعد 100 كيلومتر شمال سيدني حيث يعسكر المنتخب الألماني، ظروفا مثالية للاعبات الألمانيات؛ إذ تصل درجة الحرارة إلى عشرين والسماء زرقاء صافية فيما تلطف الأجواء النسيم الخفيف الذي يهب على المدينة.
وكل هذه الظواهر المناخية تميز أجواء أستراليا التي تتماثل مع طقس وسط أوروبا، فيما يبدو أن لاعبات منتخب ألمانيا يشعرن بالانتعاش. وفي ذلك، قالت سيدني لومان، لاعبة خط وسط الفريق، إن "الطقس رائع ويعد مثاليا للعب كرة القدم".
ورغم أن أجزاء من مرافق التدريب في المجمع الرياضي الذي يقيم فيه المنتخب، تُظهر بعض علامات صيف صعب مثل العشب المتعطش للمطر أو التربة القاسية، إلا أن ملعب الفريق يبدو على خلاف ذلك، حيث الأرضية والعشب في حالة جيدة.
وتعيش لاعبات المنتخب الألماني داخل كبائن معزولة في نادي "كويندا ووترز " للغولف فيما قالت بعض اللاعبات إن هذه الكبائن ليست حديثة لكنها جيدة بل وصل الأمر إلى وصف مهاجمة الفريق ليا شولر المنشأة بأنها رائعة.
وأضافت أن "الأمر لا يشبه ممرا في فندق حيث تذهب كل لاعبة إلى غرفتها، وإنما يشبه شقة حيث تتمتع كل لاعبة بغرفة وحمام في الطابق العلوي ثم غرفة معيشة مشتركة في الطابق السفلي مع مطبخ. إنه بالضبط ما نحتاجه. ويمكننا أن نلتقي بالعديد من الأشخاص في غرفة المعيشة، لذلك أعتقد أن هذه المنشأة تعد اختيارا جيدا".
صخب المدينة
ويمنح وجود المعسكر في مدينة ويونغ لاعبات المنتخب الألماني قدرا كبيرا من الحرية والخصوصية بعيدا عن صخب مدينة سيدني، فيما استطاعت اللاعبات التأقلم مع المنطقة بشكل سريع.
وفي تعليقها، قالت لاعبة خط الوسط لينا ماعول "إننا بعيدون عن الزحام. الموقع هنا كبير، لذا لدينا بعض الحرية. فضلا عن أن ملعب الغولف يوفر منظرا جميلا للنظر إليه، لكن لا أعتقد أن لدينا أي لاعبة تجيد ممارسة رياضة الغولف".
ورغم أن ممارسة رياضة الغولف ليست على جدول أعمال المنتخب، إلا أن اللاعبات حصلن على بعض الاسترخاء على أحد الشواطئ وقمن بزيارة مدينة سيدني القريبة وأيضا مشاهدة الحيتان.
وفي سؤال عن ما ترغب اللاعبات في مشاهدته أثناء التواجد في أستراليا، كانت الإجابة رؤية حيوان الكنغر والكوالا وكوكا الذي يحظى بشهرة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي نظرا لأنه يبدو مبتسما دائما.
فصل كروي جديد
وعند سؤال الفريق عن الحالة المزاجية داخل المعسكر وهل يمكن مقارنتها ببطولة أوروبا العام الماضي حيث بلغت لاعبات المنتخب الألمانيالمباراة النهائية ضد انجلترا التي حصدت أول لقب لها في كأس الأمم الأوروبية للسيدات، أكدت اللاعبات أن هذه الخسارة المؤلمة تعد عاملا حافزا لهن نظرا لأنها أثبتت براعتهن الكروية.
بيد أن الفريق في بطولة كأس العالم للسيدات هذه، لديه إصرارا على كتابة فصل جديد وتحقيق انجاز تاريخي لكرة القدم النسائية الألمانية.
وفي تعليقها، قالت لومان "لا نريد مقارنة البطولة الحالية ببطولة يورو 2022. في أستراليا سوف نسطر قصة مختلفة وآمل أن تكون قصة مختلفة حقا!"
ورغم ذلك، فإن الروابط والصدقات التي نمت بين اللاعبات خلال كأس الأمم الأوروبية للسيدات قد تكون عاملا حاسما لتحقيق الفريق نتائج رائعة.
يضم المنتخب الألماني 19 لاعبة من أصل 23 كن قد شاركن في كأس الأمم الأوروبية العام الماضي، ومن شأن ذلك أن يعزز روح التماسك والترابط بين اللاعبات خاصة عند خوض مباريات قوية في مونديال 2023.
وفي ذلك، قالت ماغول إن اللاعبات "تحدثن مع بعضهن البعض عن البطولة والتوقعات، حتى يمكننا نقل هذه الروح إلى المستطيل الأخضر. نحن في حالة جيدة الآن، وبالطبع خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة سيزداد تماسك الفريق والترابط بين اللاعبات".
ليس مصدر قلق
ويدخل المنتخب الألماني البطولة في ظل أجواء لا تتسم بالتفاؤل بشكل كبير نظرا لضعف نتائج المباريات التي خاضها الفريق في مرحلة الاستعداد. فخلال آخر خمس مباريات، لم تتمكن لاعبات المانشافت من تحقيق سوى فوزين وتعرضن لخسارة مفاجئة أمام منتخب زامبيا بنتيجة 3-2.
لكن لا يبدو أن الأمر يمثل مصدر قلق، إذ وصل الفريق إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية العام الماضي رغم الخسارة 3-2 أمام صربيا. ما يعني أن الفريق يتسق مع الصورة النمطية للمنتخبات الألمانية التي تصبح أقوى خلال المباريات والبطولات الكبرى حتى تشكل فريقا قادرا على المنافسة على الألقاب.
وقالت لومان "من المهم أن نتجاوز دور المجموعات، أنا مقتنعة بأنه بحلول المباراة الأولى سنكون في وضع مختلف. وآمل أن نبلغ الأدوار المتقدمة في البطولة."
ويبدو أن الظروف التي أحاطت بالفريق تصب في صالح اللاعبات، إذ في الوقت الذي عانت فيه منتخبات من ضعف التمويل أو إضرابات أو فضائح جنسية، فإن الوضع داخل معسكر لاعبات منتخب ألمانيا مستقر للغاية.
كذلك يضم المعسكر الكثير من الخبراء الذين يساعدون اللاعبات على التركيز بشكل جيد مثل أخصائي طب النوم وطباخين، فضلا عن حالة البهجة والمرح الذي خلقها اصطحاب لاعبة وسط الفريق ميلاني ليوبولز طفلها معها إلى منافسات كأس العالم.
وقد ساعدت حالة السلام والعزلة في معسكر منتخب ألمانيا في تبديد أي مخاوف من تعرض الفريق لما تُعرف بـ "حمى المقصورة" التي تعني الشعور السلبي الذي قد يُصيب الإنسان عند البقاء في مكان لفترة طويلة.
وأكدت حارسة مرمى المنتخب ميرل فرومز أنها وباقي اللاعبات "على استعداد لمواجهة أي فريق في البطولة، أننا نقدر تجاوز أي عقبة".
جانيك سبايت / م. ع