لاجئون يمنيون في افريقيا وأمل في النزوح إلى ألمانيا
١٢ سبتمبر ٢٠١٥"عشنا مأساة حرب. عويل الاهالي وأصوات القذائف لم تتوقف". بنبرة حزينة بدأ البروفسور عصام الشرعبي حديثه ل DW/عربية، في إتصال هاتفي معه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. "خرجت مع عائلتي المكونة من خمسة افراد من منزلنا الكائن في حي التحرير في تعز جنوب اليمن في 20 من ابريل الماضي آملين في النجاة من الحرب. ما شاهدته أمام منزلنا كان مروعا: جثث القتلى مرمية في الشوارع العامة والمليشيات المتقاتلة تتبادل إطلاق النار في جوانب الطرقات وعلى أسطح المباني فيما كانت الطائرات تحلق وتقصف التجمعات الحوثية"
عصام الشرعبي هو أحد من حالفهم الحظ من بين مئات الالاف من اليمنيين، الذين تمكنوا من الفرار من الحرب واللجوء إلى احدى الدول الافريقية. فبحسب احصاءات مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤن الانسانية، هناك 300 الف نازح يمني فروا من الحرب الدائرة في بلدهم الى الدول المجاورة، في حين بلغ عدد النازحين داخل البلاد 1.5 مليون شخص.
رحلة الموت باتجاه افريقيا
تتخذ رحلات اللاجئين اليمنيين الفارين من الحرب سبلا عديدة للنزوح الى الدول المجاورة، مثل الصومال أو اثيوبيا او جبوتي ، ويتخذ سكان المناطق القريبة من السواحل البحر سبيلا للعبور الى افريقيا عبر مضيق باب المندب وخليج عدن. وفي انتظار احدى السفن العابرة او التجارية يقضي اللاجئون في الموانئ ساعات طويلة تحت الشمس الحارقة آملين أن تنقلهم إحداها إلى السواحل الافريقية، حيث أقامت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جيبوتي والصومال و اثيوبيا مخيمات هناك.
عبد القوي حميد صاحب قارب صيد يروي تفاصيل مغامراته في نقل لاجئين يمنيين عبر البحر: "كثيرا ما نغامر، انا وزملائي من اصحاب القوارب الصغيرة، برحلاتنقل النازحين تكون في غالب الأحوال محفوفة بالمخاطر". ويستدرك قائلا:"في 25 من شهر مايو كدت اغرق مع عائلة نازحه في الطريق إلى مرفأ أوبوك في جيبوتي،بسبب اشتداد هيجان الامواج في عرض البحر". وبحسب عبد القوي فإن المهربين من ساحل خليج عدن الى مرافئ افريقية يتقاضون حوالي500 دولار للرحلة الواحدة. كما يسلك بعض النازحين اليمنيين طرقا أخرى للعبور الى دول مجاورة بمنافذ برية او عبر المطارات المفتوحة التي ترخص لها قوات التحالف المسيطرة على الاجواء اليمنية.
أمل في الحصول على لجوء
في ظل اشتداد الحرب في اليمن تمنع دول منطقة الخليج العربي ألاف النازحين اليمنيين من دخول حدودهاوتقوم بترحليهم، ومن بينهم عصام الشرعبي الذي عانى الأمرين خلال رحلته لعمان: "كانت الطريق موحشة وكنت احس بالرعشة عندما كان المسلحون يوجهون آلياتهم الرشاشة باتجاه صدورنا في كل نقطة تفتيش للمليشيات المتقاتلة على طول الطريق الرابط بين حضرموت والمهرة، الى أن وصلنا منفذ الشحن على الحدود العمانية وتنفسنا الصعداء"، غير أنه فوجئ بمنعهمن دخول الاراضي العمانية، كما يقول.
عندما شاهد عصام سلطات الأمن العمانية تسمح لمصريين نازحين من اليمن بعبور اراضيها للسفر الى بلدهم، كان الحظ حليفه، فزوجته تحمل الجنسية المصرية وهو ما دفعه للتحدث مجددا مع رجال الامن واقناعهم بالسماح له بالعبور مع عائلته وبالتالي السفر الى مصر واللجوء إليها.
يرغب عصام في اللجوء إلى المانيا "نظرا لما يلاقيه اللاجئون هناك من احترام لحقوق الإنسان" وأضاف أنه يسعى حاليا من مكان إقامته في القاهرةللتواصلمع السفارة الالمانية، وتقديم طلب الحصول على تصريح دخول المانيا كلاجئ.
مخيمات دون أبسط وسائل الحياة
وتقدر الامم المتحدة عدد اللاجئين اليمنيين في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة بمستوى 300 الف لاجئ. وتقول المفوضية السامية لشؤن اللاجئين انه من الصعب مساعدة البلدان المستقبلة للاجئين اليمنيين هناك لأسباب تتعلق بنقص في التمويل.
فمثلا في الصومال لم تتمكن المفوضية من الحصول على أكثر من نسبة 5 بالمائة من مجموع مبلغ التمويل المطلوب لرعاية 28 الف نازح، في حين تقول المفوضية انها بحاجة وبشكل طارئ الى 570 الف دولار كمبلغ اضافي لمساعدة اللاجئين اليمنيين في اثيوبيا.
الصحفي الناشط في حقوق اللاجئين وائل القباطي يروي تفاصيل ما شاهده خلال زيارته لمخيم اللجوء أبخ في جيبوتي قائلا: "الاوضاع التي يعيشها اللاجئون اليمنيون في دولة جيبوتي مأساوية. كما ينتقد تجاهل منظمة الغذاء التابعة للأمم المتحدة للاوضاع المعيشية للنازحين اليمنيين هناك. وقال في حديث مع DW/عربية : "معظم الذين التقيت بهم في المخيم يطالبون بتوفير مآوى افضل من الخيم التي نصبت لهم ويشكون من نقص في المواد الغذائية وانعدام الخدمات الصحية وسوء تعامل الجهات المعنية معهم." وهذا ما يدعو بالكثيرين منهم "للرغبة في العودة إلى اليمن، لكن السلطات الجيبوتية شددت اجراءات الانتقال من المخيم الى العاصمة، كما تم حجز جوزات سفر لاجئينلأسابيع وتماطل في اجراءات المغادرة بالنسبة للراغبين في العودة الى اليمن"، بحسب الناشط الحقوقي وائل القباطي.