"لا يعقل وصول المرأة لمركز قيادي ولا توصل نفسها لمكان عملها"
٢٥ أكتوبر ٢٠١٣أطلقت مجموعة من الناشطات والناشطين في المملكة العربية السعودية حملة لتشجيع النساء على قيادة السيارة بأنفسهن. وحددت هذه الحملة يوم السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول كي تخرج النساء اللواتي يردن المشاركة ويصورن أنفسهن وهن يقدن السيارات. DWعربية كان لها حوار مع عزيزة اليوسف، التي تنشط في مجالات حقوق المرأة وتعمل كأستاذة لعلوم الحاسب في جامعة الملك سعود بالرياض وتشارك في هذه الحملة بنشاط.
DWعربية: تهدف حملة 26 أكتوبر إلى تشجيع النساء على قيادة السيارة بأنفسهن وممارسة ضغط على الحكومة والمجتمع لتقبل قيادة المرأة للسيارة. لماذا اخترتم يوم السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول بالذات؟
عزيزة اليوسف: يوم السادس والعشرين من أكتوبر يوم رمزي لا أكثر. لقد بدأنا الحملة في سبتمبر، وكانت الفكرة هي إعطاء وقت كاف للسيدات كي يعتدن على الشارع وكي ينزلن إلى الشوارع وكي يتعود الناس على رؤية النساء وهن يقدن السيارات. يوم السادس والعشرين من أكتوبر ليس له أي خاصية مختلفة وهو يوم عادي ستقوم السيدات بتصوير مقاطع فيديو لهن وهن يقدن سياراتهن.
هناك أصوات داخل السعودية، لاسيما في المؤسستين الدينية والسياسية، تعارض قيادة المرأة للسيارة. هل أنتم مستعدون لصدام مع هاتين المؤسستين لتحقيق هدفكم؟
اليوسف: لا أعتقد أننا سنكون في صراع مع المؤسسة الدينية، لأن هناك رموزاً، مثل وزير العدل، الذي صرح أنه لا يوجد شيء يمنع المرأة من قيادة السيارة دينياً. كما أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صرحت بأن هذا الأمر لا يخص رجالها وأنهم لن يتعرضوا لأي سيدة تقود السيارة. أما بالنسبة للحكومة، فقد صرح مدير عام إدارة المرور، اللواء عبد الرحمن المقبل، بأن أي سيدة تقود بدون رخصة ستُحرر لها مخالفة فقط. الملك عبد الله كان قد صرح من قبل بأن هذا شأن اجتماعي، وهدفنا من الحفلة هو تهيئة المجتمع وتوعيته وقياس جاهزيته، والمجتمع أثبت أنه جاهز.
ما هو حجم التجاوب المتوقع لهذه الحملة؟
اليوسف: أتوقع أن تستمر نفس السيدات اللواتي يقدن سياراتهن في القيام بذلك يوم السادس والعشرين من أكتوبر. نحن في صدد إعداد إحصائية حول عدد النساء اللواتي سيقدن السيارات، لكننا نعلم بأن العدد كبير للغاية. نحاول حتى الآن إحصاء عدد الإعلانات التي خرجت وعدد السيدات اللواتي كتبن على "تويتر" أنهن سيقدن سياراتهن.
بالحديث عن "تويتر"، لماذا اخترتم الإنترنت لإطلاق حملتكم؟
اليوسف: من أجل الوصول إلى أكبر شريحة من الناس، لا بد من طرق أبواب الشبكات الاجتماعية. الجميع يستخدم مواقع مثل تويتر وفيسبوك طوال اليوم، وعددهم أكبر ممن يجلسون أمام شاشات التلفزيون. كما أن هذه هي الوسيلة المتاحة أمامنا.
لقد صدرت إرادة ملكية عن العاهل السعودي بتعيين 30 امرأة في مجلس الشورى. كيف تكون المرأة نائبة ولا يحق لها في نفس الوقت قيادة السيارة؟
اليوسف: هذا هو السؤال الذي نبحث عن شخص للإجابة عليه. لقد قامت ثلاث عضوات في مجلس الشورى – الدكتور لطيفة الشعلان والدكتورة هيا المنيع والدكتورة منى المشيط – بتقديم دراسة للمجلس في هذا الصدد، خلصت إلى أنه لا يمكن ولا يُعقل أن تصبح المرأة عضوة في مجلس الشورى ووكيلة وزارة ولا تستطيع أن توصل نفسها بنفسها إلى مكان عملها.
كيف ترين أهمية قيادة المرأة للسيارة في مجتمع يربط حياتها وكل ما تقوم به بوجود محرم؟
اليوسف: هذه تستوجب حملة خاصة. بالنسبة لقيادة المرأة للسيارة، فهذا الأمر يمسنا بشكل يومي. كي تتمكن المرأة من الوصول إلى مكان عملها أو المستشفى، مثلاً، يجب عليها توفير سائق. ورواتب السائقين الآن تتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال (390 إلى 584 يورو) ... وهذا ليس عدلاً ولا صحيحاً من الناحية الاقتصادية، ناهيك عن الأخطار الأخلاقية الناجمة عن تعامل المرأة مع سائق غريب قد يحاول التحرش بها أو كشف أسرار العائلة.
ما هو رأيك بأحد رجال الدين السعوديين الذي صرح بأن قيادة المرأة للسيارة لها آثار جسدية ونفسية سلبية؟
اليوسف: هذا هو رأي الشيخ صالح اللحيدان. أعتقد أنه برأيه هذا أضرّ بنفسه لأنه تكلم في مجال ليس بمجاله، وهو يمثل نفسه ولا يمثل أي مؤسسة دينية. أعتقد أنه جعل من نفسه أضحوكة بسبب ذلك.
وأخيراً، سيدة اليوسف، هل ستقودين سيارتك يوم السادس والعشرين من أكتوبر؟
اليوسف: أنا أقود سيارتي منذ السابع عشر من يونيو/ حزيران الماضي وبشكل يومي. بالنسبة لي، يوم السادس والعشرين من أكتوبر هو امتداد لما قمت به يوم السابع عشر من يونيو/ حزيران. أنا أقود سيارتي كل يوم في شوارع الرياض ولم أجد أي مضايقات... وبدون أي آثار فسيولوجية أو نفسية.