"لا داعي لحرمان النفس من عبق رائحة القهوة"
١٨ أكتوبر ٢٠١٣كثيرون منا يحتاجون إلى فنجان قهوة الصباح ليبدؤوا يومهم بنشاط. فمادة الكافيين تنشط الجهاز العصبي وهذا بدوره ينشط القلب فتزداد كمية الدم التي تصل إلى المخ، وهو ما يعني أن المخ يحصل على كمية أكبر من الأكسجين. وهذا أحد الأسباب التي تجعل القهوة مفيدة لعلاج الشقيقة، أي آلام الرأس الحادة.
في حالة الشقيقة تتوسع الأوعية الدموية الدماغية وتضغط على عصب الوجع، ثم ينخفض ضغط الدم، وكل نبضة قلب تضغط بشكل كبير على جدران الأوعية الدموية. أما الكافيين فإنه يقلص حجم الأوعية الدموية في الدماغ ويسرّع من جريان الدم. وطبعا لا بد من تناول أكثر من فنجان قهوة في هذه الحالة.
لكن هناك أطباء لديهم وجهة نظر مغايرة: فهم يقولون ببساطة إن القهوة ليست صحية. وحجتهم أن مادة الكافيين تزيد من إنتاج الأدرينالين في الجسم وترفع النبض ومعدل التنفس. وهذا قد يرهق غدة إنتاج الأدرينالين ويخلق اضطرابا في نظام القلب والأوعية الدموية. لكن هذه الآثار لا تظهر سوى عند من لديهم خلل في إنزيم محدد، يجعل مادة الكافيين تبقى لفترة طويلة في الجسم. ويقول باحثون إن القهوة مثل المواد الأخرى: كمية الجرعة هي التي تجعل السم سما. ومن يشرب نصف لتر من القهوة يوميا لن يتأثر بسلبياتها.
ويطالعنا الباحثون باستمرار بفوائد جديدة يكتشفونها في القهوة: مثلا أنها مفيدة على المدى البعيد ضد النوع الثاني من مرض السكري، أي الذي يصاب به الكبار في السن. كما أنها تقي من مرضي الرُعاش والخرَف، لأنها تحتوي على مواد مضادة للأكسدة. وحاليا تبقى مسألة إن كان الكثير من القهوة أفضل للشخص أم لا بدون جواب. لكن لا داعي لأن يحرم أي شخص نفسه من عبق رائحة القهوة.
ع.ع/ ع.م/ ط أ (DW)