"لا توجد معارضة تمثل الثورة السورية وفرص نجاح المبادرات ضئيلة"
٢٥ سبتمبر ٢٠١٢تسير المواجهات بين القوات النظامية السورية وقوات فصائل المعارضة إلى مزيد من التصعيد، لاسيما وأن الطرفين وضعا حدود الحل تحت سقف القوة. ميدانيا يشهد البلد سقوط أكثر من ألف قتيل أسبوعيا من طرفي الصراع ومن المدنيين كما قدرت بعض المصادر الخبرية المستقلة. فيما يزداد إحجام المجتمع الدولي عن التدخل بالقوة يوما بعد آخر، فقد نقلت وكالة أنباء رويترز عن فولكر بيرتيس مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية قي برلين القول "لا أحد يريد المخاطرة بظهور أفغانستان أخرى ويدعم المتمردين الذين يتحولون بعد ذلك إلى جهاديين"، وهو قول يلخص إلى حد كبير تحفظات الغرب تجاه ما يجري في سوريا.
الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي نفى أن يكون الموقف الدولي قد فقد الاهتمام بالملف السوري، إلا أنه علّق بالقول"العالم كله لا يعرف ماذا يفعل بالضبط وهذا مخز بالتأكيد لأن الناس يموتون كل يوم."
الوضع بهذا الوصف قد يعطي فرصة أكبر لمبادرة يخرج بها الآن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، خاصة وإن مؤتمر المعارضة السورية في الداخل قد دعاه إلى إطلاق مبادرة جديدة.
الصحفي الألماني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط شتيفان بوخن تحدث إلى DWعربية وعلّق على ذلك بالقول" فرص نجاح أي مبادرة سلام ضئيلة جدا، وقد قلت منذ أشهر أن هذا الصراع لن ينتهي إلا عسكريا..وليس بوسع أي وسيط، سواء كان الرئيس المصري مرسي، أو الإبراهيمي أن يغيّر هذه الحقيقة".
معارضة الداخل تدعو من دمشق إلى الانتقال إلى نظام تعددي ديمقراطي
عشرون حزبا وهيئة ومنظمة تمثل معارضة الداخل وأبرزها "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" اجتمعت في فندق أمية بساحة المرجة بدمشق الأحد 23 سبتمبر/ أيلول 2012 وأصدرت بيانا دعا إلى"وقف العنف فورا" من قبل طرفي النزاع وذلك "تحت رقابة عربية و دولية مناسبة".
ونص البيان على أن "إستراتيجية الحل الأمني العسكري التي انتهجها النظام للرد على ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية تسببت في تعميم العنف وخلقت بيئة ملائمة للعديد من الأجندات الخاصة". كما دعا البيان إلى البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي"، فيما خلا البيان الختامي من أية دعوة صريحة للرئيس الأسد بالتنحي عن السلطة.
الصحفي شتيفان بوخن أعترض على استعمال كلمة معارضة لوصف المجتمعين في دمشق، لأن " هؤلاء في الحقيقة جزء من النظام وواجهة له، إذ كيف يجوز للمعارضة أن تعقد مؤتمرا في فندق بدمشق هذه الأيام ما لم تكن متصلة بالنظام نفسه؟ ". ونبه بوخن إلى توخي الدقة عند الحديث عن المعارضة في سوريا، وتمييز تلك التي هي جزء من النظام كما هو الحال مع المجتمعين في دمشق، عن معارضة الخارج المتمثلة في المجلس الوطني، عن المعارضة المسلحة المتمثلة بالجيش الحر.
" لا توجد هناك معارضة تمثل الثورة في سوريا"
من جانب آخر، لفت شتيفان بوخن الأنظار إلى أن تشتت المعارضة وتنوّع ولاءاتها وتسمياتها هي إحدى كبرى المشاكل القائمة في سوريا اليوم مشيرا إلى أنه " لا توجد هناك معارضة تمثل الثورة في سوريا، بل توجد مجموعات قوة مدعومة من قوى خارجية وهي تتنافس على قيادة المعارضة، وعلى من سيأخذ مكان النظام بعد سقوطه".
ويلاحظ أن أحدا لم يعد يتحدث عن "ملاذات آمنة" داخل سوريا لعدم استعداد أي حكومة على ما يبدو لحماية هذه المناطق، وهذا قد يؤدي إلى عزلة المعارضة المسلحة وتتناقص مصادر دعمها. لكن الصحفي شتيفان بوخن لم يتفق مع هذا الرأي، مشيرا إلى أنه " رغم أن المجتمع الدولي لم يتخذ قرارا بشأن تشكيل المناطق الآمنة داخل سوريا لكنها في الوقت الحالي في حالة تكوّن ( مدعومة) بقوة الأحداث".
في السياق نفسه أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمام مجلس الأمن الاثنين 24 أيلول/سبتمبر 2012 أن حكومة الأسد تقدر عدد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة في سوريا بخمسة آلاف مقاتل وان دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي "مؤامرة من الخارج"، حسبما نقلت وكالة أنباء فرانس برس من داخل قاعة الاجتماع.