كييف تبدأ سحب الأسلحة وموسكو تندد بالعقوبات الغربية
٢٦ فبراير ٢٠١٥أعلنت أوكرانيا الخميس (26 شباط/ فبراير 2015) عن البدء بسحب أسلحتها الثقيلة من خط الجبهة في شرق البلاد الانفصالي الموالي لروسيا، تطبيقا لاتفاقات السلام الأخيرة المبرمة في مينسك، فيما نددت موسكو "بسوء نية" الغرب بعد التهديد بعقوبات جديدة. وشاهد مراسل فرانس برس في محيط مدينة ارتيميفسك على بعد 55 كلم شمال معقل التمرد دونيتسك، 15 مدفعا على الأقل منقولة على شاحنة رافقها عشرات الجنود الأوكرانيين متجهين غربا، بعيدا عن خط الجبهة.
كما أفاد بيان صادر عن رئاسة أركان الجيش "تطبيقا لاتفاقات مينسك الموقعة في 12 شباط/ فبراير، بدأت أوكرانيا سحب المدافع من عيار 100 ملم من خط التماس". وأضاف: "أنها خطوة أولى نحو سحب الأسلحة الثقيلة الذي سيجري تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية اناتول ستيلماخ لفرانس برس أن هذه المرحلة ستستغرق 24 ساعة ويليها سحب لراجمات صواريخ غراد وأسلحة ثقيلة أخرى.
وكان يفترض أن يبدأ الاحد سحب الأسلحة الثقيلة تطبيقا لاتفاقات مينسك 2 الموقعة بوساطة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل وبحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن كييف أكدت أن الأمر غير وارد قبل التأكد من الاحترام التام لوقف إطلاق النار.
وكان الجيش الأوكراني أعلن في اليوم السابق انه لم يقع قتلى في صفوفه خلال 24 ساعة للمرة الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار الأخير. كما كانت ليلة الأربعاء الخميس هادئة بحسب المعلومات الأولى التي نقلها العسكريون الأوكرانيون صباحا.
من جانبهم، عرض الانفصاليون الموالون لروسيا الاربعاء على الصحافيين ما اكدوا انه سحب للاسلحة الثقيلة قرب معقلهم في دونيتسك. لكن منظمة الامن والتعاون في اوروبا لم تتمكن من التاكيد بان هذه التحركات فعلا لسحب اسلحة ام انها تحركات معتادة.
لكن بيان رئاسة الاركان الأوكرانية اشار الى استعداد الجيش "لمراجعة الجدول الزمني لسحب الاسلحة في حال محاولات هجوم"، ينفذها المتمردون الموالون لروسيا. وندد ستيلماخ "بتركز القوات المعادية" قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي على بحر ازوف واخر المدن الكبرى في شرق اوكرانيا تحت سيطرة كييف. كما حلقت سبع طائرات بلا طيار فوق منطقة ماريوبول في 24 ساعة بحسب المتحدث العسكري اندري ليسنكو.
وستكون السيطرة على ماريوبول مرحلة محورية لتشكيل جسر بري بين روسيا والقرم بعد السيطرة على المحور الاستراتيجي ديبالتسيفي في الاسبوع الفائت ما اتاح الربط بين معقلي التمرد دونيتسك ولوغانسك. بالرغم من هدوء نسبي على الجبهة يبدو الغربيون وفي مقدمهم الاميركيون غير مقتنعين بإرادة روسيا تهدئة الأزمة.
وفي هذا السياق حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس الانفصاليين من السيطرة على اراض جديدة، ودعا روسيا الى سحب "اكثر من الف قطعة" سلاح ثقيل من شرق اوكرانيا. وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في روما مع رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي "من المهم ان تحترم كافة الأطراف وقف إطلاق النار وتسحب الأسلحة الثقيلة".
واضاف "روسيا نقلت خلال الاشهر الماضية اكثر من الف قطعة من المعدات والمدفعية وانظمة متطورة مضادة للطائرات ودبابات. عليها ان تسحب هذه المعدات وتكف عن دعم الانفصاليين"، معتبرا ان اي "محاولة لتوسيع الاراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون لاحقا ستشكل انتهاكا صريحا لاتفاق مينسك وسيكون هذا غير مقبول من المجتمع الدولي".
لكن موسكو المتهمة بتسليح متمردي الشرق ودعمهم بالقوات، تنفي اي ضلوع لها في هذا النزاع الذي ادى الى مقتل 5800 شخص في عشرة أشهر.
ع.غ/ ي.ب (آ ف ب)