كيف تتغلب على النهم في تناول الطعام؟
٢١ ديسمبر ٢٠١١عندما يكون الطقس قاسياً والمعنويات هابطة يتجه الكثيرون إلى التهام شطيرة هامبورغر أو قطعة من الشوكولاته أو تناول رقائق البطاطس. لكن الندم يعقب تناول هذه الوجبات الخفيفة غير الصحية، إذ يعلم الجميع الآثار طويلة المدى لتلك السعرات الحرارية الضارة. ورغم ذلك فنادراً ما تتولد لدى أحد رغبة في تناول الجزر أو القرنبيط أو التفاح. ففطرتنا التي فطرتنا الطبيعة عليها، هي أن أيدينا تمتد بشكل غريزي إلي الطعام الذي يحتوي على الدهون أو السكر لزيادة الوزن وتجنب النحافة.
ومن ثم يجب على الأشخاص الذين يتناولون الطعام على سبيل الترفيه أن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم من يسعون وراء التغلب على البؤس والتعاسة بتناول الطعام. عن ذلك يقول الطبيب النفسي ميشائيل شيلبرغ: "نميل جميعاً إلى التغلب على الشعور بالضجر والإحباط"، مشيراً إلى أن هناك بدائل أكثر سوءا، مثل تناول المشروبات الكحولية أو التدخين. يحاول البعض التغلب على الشعور بالضيق والقلق بتناول الطعام، ومن ثم يصبح الطعام آلية لتهدئة الحالة المزاجية.
شعور حقيقي بالجوع
من جانبها تقول ماريا سانشيز، وهي طبيبة نظمت ندوات على مدار عدة سنوات حول مسألة تناول الطعام لتلبية احتياجات نفسية، استناداً إلى تجربتها الشخصية: "إنها الروح التي تشعر بالجوع، وليس الجسم". لقد عانت سانشيز نفسها من اضطرابات الأكل على مدار فترة طويلة. فعلى سبيل المثال كانت سانشيز تأكل بنهم ثم تمارس رياضة المشي لتحرق ما اكتسبته من سعرات حرارية. وخرجت الطبيبة من أزمتها بالاعتناء بجسمها بصورة أفضل والسعي وراء استشارة الطبيب ومواجهة مشكلاتها من خلال العلاج.
النصيحة نفسها يسديها خبير التغذية أوفه كنوب، حيث يقول إنه ينبغي على من يعانون من هذه الاضطرابات أن يسمحوا لأنفسهم أولاً بأن يجربوا شعور الجوع الحقيقي. ويعتقد كنوب أن العديد من الأشخاص فقدوا أي شعور بهذا الجوع، قائلاً: "إنه مختلف تماماً عن الجوع الناجم عن أسباب نفسية". ينبغي على الأشخاص أن يسألوا أنفسهم ما الذي يتغلبون عليه بتناول الطعام، عندما يجدون أنفسهم يبحثون عن الطعام الغني بالسعرات الحرارية والحلوى رغم أن أجسامهم ليست في حاجة إليها. وهناك مؤشر آخر وهو سرعة التهام الوجبات السريعة وليس تذوقها.
شغل الوقت بالتسلية
وينصح كنوب بشغل الوقت بأي وسيلة للتسلية حتى انتهاء الرغبة في الأكل، سواء أكان ذلك من خلال الاستماع للموسيقى أو التنزه. طورت سانشيز تمرينات خاصة للتغلب على هذه الاضطرابات، اعتمدت فيها على أفكار مثل فكرة النظر في وجه "العدو" بهدوء. تكمن هذه الفكرة في أن تضع الطعام أمامك على المائدة عند إحساسك بالرغبة في الأكل، ثم تراقب عن كثب ردود فعلك الجسدية والنفسية.
ذلك يدفع الأشخاص الذين يعانون من تناول الطعام القهري إلى الخروج من حالتهم النفسية ومراقبة الوضع بنظرة محايدة دون التأثر بالحالة النفسية، ومن ثم لا يقعون فرائس لرغباتهم. وبعد مرور بعض الوقت ستنتهي الرغبة في الطعام. وتشير سانشيز إلى أن تكرار هذه التمارين يؤدي في النهاية إلى تلاشي الرغبة تماماً في تناول الطعام على سبيل الترفيه دون الإحساس بالجوع الحقيقي. وإذا كنت ممن يرغبون في تناول قطعة من الشوكولاته من حين لآخر نتيجة للتوتر النفسي أو الشعور بالإحباط، فإن ذلك ليس مدعاة للقلق.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي