كيري يحذر روسيا من ارتكاب "خطأ مكلف" في أوكرانيا
٢٥ أبريل ٢٠١٤حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا من أن رفضها اتخاذ أي خطوة لوضع حد للازمة في أوكرانيا يمكن أن يكلفها الكثير، مضيفا أن الفرصة المتاحة أمام موسكو لتغير سياستها تتضاءل. واتهم كيري موسكو بأنها "تبذل قصارى جهودها من أجل تخريب العملية الديمقراطية عبر حملة ترهيب فاضحة"، واصفا المناورات العسكرية الجديدة التي بدأتها على حدودها مع أوكرانيا بأنها مناورات "تهديدية".
وأضاف كيري قائلا: "إذا واصلت روسيا هذا المسار فهذا الأمر لن يشكل خطأ فادحا فحسب، بل سيكون خطأ مكلفا". وقال "نحن جاهزون للتحرك"، وذلك في الوقت الذي تتوالى فيه التهديدات الأميركية لروسيا بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها. وتابع أنه بالمقابل فإن السلطات الانتقالية في كييف التزمت "منذ اليوم الأول" لاتفاق جنيف، بالتعهدات التي قطعتها في هذا الاتفاق، مضيفا "لقد مرت سبعة أيام، وهناك ردان متعارضان وحقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها".
"روسيا تبحث عن ذريعة لاجتياح أوكرانيا"
واتهم الوزير الأميركي موسكو بالسعي لإشاعة الفوضى في شرق أوكرانيا حتى تتخذ ربما هذا الأمر ذريعة لاجتياح جارتها عسكريا. وقال إنه "على مرأى من الجميع، تواصل روسيا تمويل وتنسيق ودعم حركة انفصالية مسلحة في دونيتسك"، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وأكد أن "ما يجري في شرق أوكرانيا هو عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها جيدا، ونحن نعتبر أنها عملية تقودها روسيا"، مضيفا أن "العالم أجمع يعلم أن متظاهرين سلميين لا يكونون مسلحين بقنابل يدوية وأسلحة رشاشة".
من جهتها قامت روسيا بإجراء مناورات جديدة على الحدود مع أوكرانيا بعد أن شنت كييف هجوما واسعا ضد الانفصاليين الموالين لموسكو والذين كانوا يحتلون مدينة سلافيانسك. من جانبه تعهد الرئيس الانتقالي الأوكراني اولكسندر تورتشينوف بالمضي قدما في الهجوم حتى القضاء على الانفصاليين في شرق البلاد. وقال تورتشينوف في كلمة متلفزة "لن نتراجع أبدا أمام التهديد الإرهابي"، طالبا من روسيا التوقف عن التدخل في الشؤون الأوكرانية.
خفض التصنيف الائتماني لروسيا
وأدى التوتر المتزايد إلى ارتفاع أسعار النفط فيما لوح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعقوبات جديدة بحق روسيا في حال استمرت في تجاهل الاتفاق ولم تعمد إلى التصرف بشكل "أكثر عقلانية". في غضون ذلك خفضت وكالة ستاندارد اند بورز التصنيف الائتماني لروسيا درجة الى "بي بي بي BBB" وأبقت على توقعاتها السلبية لهذا البلد مشيرة إلى مخاطر تفاقم حركة هروب الرساميل على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وتضاعفت حركة هروب الرساميل من روسيا في الفصل الأول من العام 2014 عما كانت عليه قبل عام ليصل حجمها إلى 6,50 مليار دولار بسبب الأزمة الأوكرانية ومن المحتمل بحسب تقديرات الحكومة أن يصل إجمالي حجم هروب الرساميل خلال عام كامل إلى ما بين 70 و100 مليار دولار.
أ.ح/ ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)