كوب 28: توجه نحو الطاقة النظيفة وتبرع أمريكي سخي
٢ ديسمبر ٢٠٢٣دعا المستشار الألماني أولاف شولتس في كلمته أمام الجلسة العامةلمؤتمر المناخ العالمي (كوب 28) في مدينة دبي الإماراتية اليوم السبت (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2023) إلى التخلي عن الفحم والنفط والغاز. وقال السياسي الاشتراكي في خطبته :"يجب علينا جميعا الآن أن نظهر التصميم الراسخ على التخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية وتابع: "يمكننا أن نبسط الشراع لهذا الغرض في مؤتمر المناخ هذا". وأضاف شولتس أنه لا يزال من الممكن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الضارة بالمناخ خلال هذا العقد بشكل يمكن معه الالتزام بهدف الـ 1.5درجة المتفق عليه في اتفاقية باريس. وتابع "لكن العلم يقول لنا بشكل واضح تماما إننا يجب الإسراع لأجل هذا رغم كل التوترات الجيوسياسية" وذلك في إشارة إلى الحربين في أوكرانيا وقطاع غزة واللتين كانتا محل نقاش كبير في المؤتمر.
ويحشد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإمارات التي تستضيف كوب28 الدعم لهذا التعهد بناء على فكرة أن تعزيز نشر الطاقة المتجددة سيساعد البلدان على الابتعاد عن الوقود الأحفوري المسبب للتلوث.
وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن التغير المناخي يظل هو "التحدي الكبير الذي يشمل كل العالم في عصرنا"، ونوه إلى وجود كل الوسائل اللازمة لمواجهة هذا التحدي "فالتقنيات موجودة: طاقة الرياح والطاقة الضوئية والمحركات الكهربائية والهيدروجين الأخضر"، وقال إن بلاده ماضية قدما في هذه التطورات بشكل سريع "ونحن كدولة صناعية ناجحة نسعى إلى أن نعيش ونعمل بشكل محايد مناخيا في عام 2045". وناشد شولتس الدول التي ستواصل مشاوراتها في دبي حتى منتصف الشهر الجاري وعددها حوالي 200 دولة المشاركة في التحول في مجال الطاقة، وقال "تعالوا نجعلتوسيع مصادر الطاقة المتجددةهو الأولوية الأولى في سياسة الطاقة على مستوى العالم". وبشكل محدد، اقترح شولتس الاتفاق على هدفين ملزمين تم الاتفاق عليهما بالفعل داخل مجموعة العشرين، وهما زيادة مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة (ترشيد استخدامها) بحلول 2030.
تبرع أمريكي سخي
من جهتها أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس السبت خلال المؤتمر المساهمة بثلاثة مليارات دولار في "الصندوق الأخضر للمناخ"، بعد توقف الدولة الأكثر ثراءً في العالم عن المساهمة فيه على مدى سنوات. وقالت هاريس التي تمثّل الرئيس الأمريكي في المؤتمر، "أنا فخورة بالإعلان عن التزام جديد بقيمة ثلاثة مليارات دولار للصندوق الأخضر للمناخ". والمرة الأخيرة التي ساهمت فيها واشنطن في هذا الصندوق كانت عام 2014 في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وكانت بقيمة 3 مليارات دولار، في حين جددت العديد من الدول الأخرى مساهماتها في هذا الوقت.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمام قمة كوب28 عن تعهد مصادر الطاقة المتجددة "انضمت أكثر من 110 دول بالفعل... أدعو الآن إلى أن ندرج جميعا هذه الأهداف في القرار النهائي للمؤتمر". ولم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومات والشركات ستحشد الاستثمارات الضخمة اللازمة لتحقيق الهدف.
وفي حين أن نشر استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يتزايد عالميا منذ سنوات، أدت عوامل مثل ارتفاع التكاليف والقيود المرتبطة بالعمالة ومشكلات سلاسل التوريد إلى تأجيل المشروعات وإلغائها في الأشهر القليلة الماضية، مما كلف مطورين مثل أورستد وبي.بي مليارات الدولارات.
ويتطلب إدراج التعهد في القرار النهائي لقمة الأمم المتحدة للمناخ أيضا توافق الآراء بين ما يقرب من 200 دولة مشاركة. وفي حين أشارت الصين والهند إلى دعمهما لزيادة نشر الطاقة المتجددة عالميا إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2030، لم تؤكد أي منهما أنها ستدعم التعهد الشامل الذي يجمع بين زيادة استخدام الطاقة النظيفة وخفض استخدام الوقود الأحفوري.
أهمية الطاقة النووية
كما وقعت أكثر من 20 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا واليابان، إعلانا اليوم السبت يهدف إلى زيادة قدراتالطاقة النوويةإلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2050، وقال المبعوث الأمريكي المعني بالمناخ جون كيري: إن العالم لا يمكنه الوصول إلى "صفر انبعاثات" دون بناء مفاعلات جديدة.
وقال كيري خلال مراسم افتتاح كوب28 "نحن لا نجادل بأن هذا سيكون بالتأكيد البديل الشامل لكل مصدر آخر للطاقة... لكن... لا يمكننا الوصول إلى صفر انبعاثات عام 2050 دون بعض الطاقة النووية، تماما كما لا يمكننا الوصول إلى ذلك دون عدد من إجراءات احتجاز الكربون وتخزينه".
وتبلغ قدرات الطاقة النووية العالمية الآن 370 غيغاوات من خلال تشغيل مفاعلات في 31 دولة. وتتطلب زيادة هذه القدرة إلى ثلاثة أمثال بحلول عام 2050 زيادة كبيرة في الموافقات الجديدة والتمويل. ويُلزم الإعلان الذي وقعته فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وكوريا الجنوبية اليوم السبت أيضا الدول باتخاذ إجراءات لحشد الاستثمار في هذا القطاع.
ع.أ.ج/ ع ج (أ ف ب، رويترز، د ب ا)