كلينتون: دعم التحول في العالم العربي ضرورة إستراتيجية
١٣ أكتوبر ٢٠١٢قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة (12 أكتوبر/ تشرين الأول) إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى أبعد من العنف والتطرف اللذين اندلعا بعد ثورات الربيع العربي، وأن تزيد الدعم للديمقراطيات الناشئة في المنطقة من أجل تثبيت الأمن على المدى البعيد. وأضافت كلينتون إن واشنطن لا يمكن أن تردعها "أعمال عنف يرتكبها عدد صغير من المتطرفين". وقالت كلينتون "لن نعود أبدا إلى الخيار الخاطئ بين الحرية والاستقرار. ولن نتراجع عن دعمنا للديمقراطيات الناشئة عندما تتعقد فيها الأمور".
وتسعى وزيرة الخارجية الأمريكية إلى تعزيز سياسة إدارة أوباما اتجاه الشرق الأوسط بعد موجة من العنف المعادي للولايات المتحدة وهجوم قاتل في الشهر الماضي على البعثة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية. وقالت كلينتون في كلمة أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، "ندرك أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بإدارة هذه التحولات، ومن المؤكد أنه لسنا نحن المعنيين بكسبها أو خسارتها". واستطردت كلينتون قائلة: "لكن يتعين علينا أن نساند أولئك الذين يعملون كل يوم على تقوية المؤسسات الديمقراطية ويدافعون عن الحقوق العالمية ويسعون من أجل نمو اقتصادي شامل. فذلك سيؤدي إلى شركاء أكثر قدرة وأمنا أكثر دواما على المدى البعيد".
الشرق الأوسط وقود الحملة الانتخابية
وأصبحت الأحداث في الشرق الأوسط وقودا لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث يسعى المرشح الجمهوري ميت رومني إلى تصوير الرئيس باراك أوباما باعتباره رئيسا غير فعال ترك الولايات المتحدة معرضة للمخاطر في وقت أزمة دولية. وركز رومني والجمهوريون على هجوم بنغازي الذي وقع يوم 11 سبتمبر/ أيلول وقتل فيه السفير الأمريكي كريس ستيفنس وثلاثة أمريكيين آخرين.
وأشارت كلينتون إلى أن تحقيقا رسميا يجرى بشأن حادث بنغازي، وتعهدت بأن الولايات المتحدة ستتعقب المسؤولين عن الهجوم. ولكنها أكدت أنه يتعين على الدبلوماسيين الأمريكيين التعامل مع عالم يكتنفه الغموض والخطر لتعزيز المصالح الأمريكية وحمايتها. وقالت "لن نستطيع أبدا منع كل أعمال العنف أو الإرهاب أو تحقيق الأمن الكامل. لا يستطيع ناسنا أن يعيشوا في ثكنات ويؤدوا أعمالهم".
حصة كبيرة لأمريكا في التحول القادم
واعترفت كلينتون في نفس الوقت بأن الاضطرابات السياسية في ليبيا واليمن وصعود الأحزاب السياسية إلى السلطة في مصر وتونس وتوسع الأزمة في سوريا جميعها اختبارات للقيادة الأمريكية. ولكنها قالت، إن توسيع التواصل لا تقليصه هو الطريق الوحيد للمضي قدما. وقالت "بالنسبة للولايات المتحدة فإن دعم التحولات الديمقراطية ليست مسألة مثالية وإنما ضرورة إستراتيجية."
وأضافت "لكننا في المقابل شهدنا أمورا كان من الصعب تصورها قبل سنوات، أي قادة منتخبين ديمقراطيا وشعوب حرة في دول عربية تقف من اجل مستقبل يعمه السلام وتعددي". وتابعت كلينتون "ما زال من المبكر جدا التكهن بما ستنتهي إليه عمليات الانتقال إلى الديمقراطية، لكن ما لا شك فيه هو انه سيكون لأمريكا حصة كبيرة في ما سيأتي".
وأشارت إلى "الوعد المتوهج للربيع العربي" من خلال رد الفعل ضد الجماعات المتطرفة في ليبيا وتونس وقالت إنه في حالات كثيرة فإن المجتمعات العربية تدافع عن المبادئ السلمية والتعددية والديمقراطية.
ونبهت كلينتون إلى التحدي في مصر حيث وقعت اشتباكات الجمعة بين الليبراليين والإسلاميين في أول أعمال عنف في الشوارع منذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة في يونيو/ حزيران مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 مصاب.
ويذكر أن إدارة أوباما قد خصصت نحو مليار دولار لمساعدة البلدان التي شهدت ثورات الربيع العربي وطلبت من الكونغرس 770 مليون دولار أخرى في صندوق مخصص لتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية محددة. غير أن النواب الجمهوريين ما زالوا قلقين ويشيرون إلى أوجه الغموض السياسية في المنطقة والحاجة إلى إجراء حسابات بحذر في مرحلة تشهد عجزا في الميزانيات يتزايد بسرعة.
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)