Steinmeier - Clinton
٤ فبراير ٢٠٠٩تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الثلاثاء 3 فبراير/شباط بتعزيز الشراكة بين بلديهما خلال اجتماع لهما عقد في واشنطن. ودعا شتاينماير إلى "جدول أعمال جديد عبر الأطلسي"، فيما أشادت كلينتون بألمانيا كواحدة من "أقرب شركاء الولايات المتحدة".
وخلال جلستهما، ناقش الوزيران الأزمة المالية العالمية والبرنامج النووي الإيراني والصراع في الشرق الأوسط والتغيرات المناخية ونزع السلاح. وأعرب الوزيران عن قلقهما إزاء إطلاق إيران قمراً صناعياً محلي الصنع، ووصف شتاينماير هذا الحدث بالـ"تطور المقلق"، كما قالت كلينتون من جانبها إنه "يجب أن يكون هناك عواقب" إذا لم تلتزم طهران بمطالبات مجلس الأمن الدولي.
استمرار المناقشات حول إرسال تعزيزات للقوات في أفغانستان
كذلك ناقش الوزيران مسألة أفغانستان، التي كانت نقطة عائقة في العلاقات بين واشنطن وبرلين، حيث فرضت ألمانيا قيودا على كيفية استخدام قواتها في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأوسع نطاقا هناك. وأعربت كلينتون عن حاجة الولايات المتحدة إلى قوات ألمانية في أفغانستان، قائلة عقب الاجتماع: "نقلت إلى الوزير شكرنا العميق على كل ما فعلته ألمانيا للشعب الأفغاني، ولالتزامها المستمر حيال هذا الجهد الهام. وكما أوضح الرئيس أوباما جلياً، فإننا بحاجة لأن يساعدنا أقرب حلفائنا مثل ألمانيا في العمل على ضمان النجاح والاستقرار في دولة أفغانستان في هذه اللحظة الهامة للغاية".
أما شتاينماير، فامتنع عن الإشارة إلى أفغانستان بين المواضيع التي ناقشها مع كلينتون، وكان وزير الخارجية الألماني قال في وقت سابق إن العلاقة بين البلدين لا تتمركز ببساطة حول مسألة ما إذا كان الجيش الألماني سيرسل تعزيزات من قواته لأفغانستان أم لا. ولم تناقش كلينتون هذه المسألة علنا بالتفصيل، لكنها قالت إن الولايات المتحدة ستطرحها بصورة أكبر بعد أن يتوجه المبعوث الخاص ريتشارد هولبروك إلى أفغانستان الأسبوع القادم. وكان الرئيس أوباما قد سبق أن أكد أن أفغانستان هي الجبهة الرئيسية للحرب على الإرهاب، وأعلن عزمه نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافي هناك خلال الأشهر المقبلة.
لقاء كلينتون بشتاينماير ثاني لقاءاتها بمسؤول أجنبي
وكان لقاء كلينتون بشتاينماير هو ثاني لقاءات وزيرة الخارجية الأمريكية بمسؤولين أجانب، عقب التقائها نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند. ويشير اختيار مليباند ليكون أول وزير خارجية تلتقيه كلينتون بعد توليها وزارة الخارجية في 22 يناير/كانون الثاني إلى رغبتها في الحفاظ على "العلاقة المميزة" بين الولايات المتحدة وبريطانيا. كما يؤكد اختيار بريطانيا وألمانيا على الرسالة التي تود إدارة الرئيس باراك أوباما توجيهها بشأن أولوية النزاع في أفغانستان. ومن جانبه، دعا شتاينماير نظيرته الأمريكية لزيارة برلين، معرباً عن أمله في أن يصبح هناك مزيد من التعاون بين البلدين.
وكان شتاينماير، الذي يتولى منصب نائب المستشارة والمرشح للمنافسة على منصب المستشارية، قد قدم الكثير من عروض التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية سواء فيما يتعلق بإغلاق معسكر جوانتانامو أو فيما يتعلق بمكافحة التغير المناخي والمزيد من نزع السلاح. أما المستشارة الألمانية فكانت متحفظة فيما يتعلق بتقييم الإدارة الأمريكية القديمة. وتعد ميركل من ضمن أصحاب الأصوات التي لم تسارع إلى تعليق آمال عريضة على الرئيس الأمريكي الجديد حيث تفضل ترقب ما ستتمخض عنه الأحداث والتطورات.