كلينتون أنهت جولتها الشرق أوسطية بتفاؤل حذر
١٦ سبتمبر ٢٠١٠اختتمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس(16.09) جولة في المنطقة استغرقت ثلاثة أيام اجرت خلالها مشاورات مكثفة مع اطراف النزاع في الشرق الاوسط، وكانت قد افتتحت جولة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في شرم الشيخ يوم الثلاثاء(14.09) اضافة الى رعايتها للقاء الثنائي بين عباس ونتنياهو في القدس يوم الاربعاء(15.09).
وانهت كلينتون جولتها بلقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر اقامة الاخير برام الله، وانتقلت بعدها الى عمان للقاء العاهل الاردني عبدالله الثاني. ورغم الصعوبات التي تواجه المفاوضات المباشرة الحالية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاتنفك كلينتون من التعبير عن تفائلها بشأن التوصل الى حل ينهي النزاع سلميا. ففي مقابلة مع شبكة "أي .بي .سي" في القدس قالت:"يمكنني القول إنها محادثات في مسار بناء وهذا شيء مطمئن جدا بالنسبة لنا".
وبشأن ملف الاستيطان الشائك اعتبرت كلينتون أنه سيكون "من المفيد الى اقصى حد" بالنسبة الى اسرائيل ان تمدد التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية حتى ولو لفترة محدودة.
شد وجذب بين الفلسطينيين والإسرائيليين
مساعي كلينتون المكثفة في تقارب المواقف ووجهات نظر الطرفين المتنازعين في الشرق الاوسط، لم تعط لحد آلان اشارة واضحة على تحقيق تقدم بشأن الخروج من معضلات الملف الشائك. ففي الوقت الذي عبرت فيه كلينتون عن آمال الولايات المتحدة في أن تمدد إسرائيل وقف البناء الجزئي في المستوطنات الواقعة على أراضي الضفة الغربية والذي ينتهي نهاية الشهر الحالي، اكدت إسرائيل مجددا أن التجميد الذي استمر عشرة أشهر سينتهي في الموعد المقرر. كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح كلينتون الخاص بتمديد وقف البناء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، حسب ما قال بعض المسؤولين القريبين من المحادثات.
ويخيم على جهود السلام الاميركية تهديد فلسطيني بالانسحاب من المفاوضات إذا استوئنف بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وفي هذا السياق قال متحدث بإسم الرئيس عباس بعد لقاء الاخير مع كلينتون " إن الفلسطينيين لم يتخلوا عن مطالبهم بأن يستمر وقف البناء في المستوطنات على الاراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967"، وهي تلك الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم المرتقبة عليها.
وقال المتحدث الفلسطيني نبيل ابوردينة إن الرئيس عباس ابلغ مجددا هيلاري كلينتون بالموقف الفلسطيني فيما يتعلق بمتطلبات استمرار عملية السلام وتحديدا قضية تجميد المستوطنات و"انهاء الاحتلال"، حسب تعبيره. من جانب آخر طالبت فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية ومستقلون، الرئيس عباس بالانسحاب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بسبب " رفضها الوقف التام للاستيطان"، حسب ما جاء في بيان تلاه ممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الانسان خلال مؤتمر صحافي عقد الخميس(16.09) في رام الله.
البحث عن دور عربي
وتزامن ختام زيارة كلينتون للمنطقة مع اجتماع وزارء خارجية الدول العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة، حيث قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمة افتتاح الاجتماع الوزاري " نتابع حاليا مجريات المفاوضات المباشرة التي انطلقت بداية الشهر برعاية الولايات المتحدة في مناخ تشوبه الريبة وعدم الثقة" مضيفا أنه بالنظر الى عدم تغيير جوهر السياسات ( الإسرائيلية) وبالرغم من الشكوك التي يبديها البعض في أهداف المفاوضات، إلا أن الموقف "الرصين" يقتضي اعطاء المفاوضات فرصة. واعتبر عمرو موسى المفاوضات الجارية " فرصة أخيرة للسلام".
وفي محاولة لاحياء مسار السلام السوري الإسرائيلي قام المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل والذي رافق كلينتون في كل جلسات المشاورات الثنائية والجماعية، بزيارة خاطفة للعاصمة السورية دمشق التقى خلالها الرئيس السوري بشار الاسد لاطلاعه على مجريات المفاوضات المباشرة ولحثه على استئناف اللقاءات السورية الإسرائيلية غير المباشرة بشأن السلام الشامل في المنطقة.
وقال ميتشل بعد لقائه الاسد وقبيل مغادرته الى بيروت في حديث مقتضب مع الصحافيين "جهودنا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا تتعارض بأي شكل او تتناقض مع هدفنا تحقيق السلام الشامل بما في ذلك بين إسرائيل وسوريا".
أوروبا الغائب الحاضر
وفي الوقت التي تنفرد فيه الولايات المتحدة في لعب دور الوسيط الوحيد في حل الصراع في الشرق الاوسط تبحث أوروبا عن دور فعال لها في المنطقة وفي العالم. ففي كلمة لرئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي أمام قمة زعماء الاتحاد الاوربي عبر فيها عن أسفه لغياب تأثير الاتحاد الاوروبي في العالم، مؤكدا أنه من الضروري معالجة هذا الوضع بإحياء شراكة الاوربيين مع الولايات المتحدة مثلا.
وقال الرئيس الاوروبي" إن الاتحاد الاوروبي قوة تجارية عظمى وأول مانح لمساعدات التنمية على المستوى العالمي واطلق عدة مهمات مدنية وعسكرية لإدارة ازمات مختلفة" وعليه فإن الوقت قد حان لتحويل القوة الضاربة المالية التي تملكها القارة العجوز الى نفوذ سياسي في الشرق الاوسط وافريقيا، وغيرها من بقاع العالم، حسب تعبيره.
(ح.ع.ح/ رويترز/ د.ب.أ/ أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي