"كلاسيكو" قطري مثير للجدل في نهائي دوري الأبطال.. فما القصة؟
٢٢ أغسطس ٢٠٢٠ما هو القاسم المشترك بين النماذج الاقتصادية، ولو كانت مختلفة، في باريس سان جرمان وبايرن ميونيخ، طرفي نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم يوم غد الأحد؟
الجواب هو قطر، إذ يمتلك القطري ناصر الخليفي، النادي الباريسي، فيما تعدّ الخطوط الجوية القطرية أحد رعاة الفريق البافاري. أما بالنسبة للامور الاخرى، فالمقارنة صعبة.
وكتبت الخطوط الجوية القطرية على حسابها في تويتر إنها شريك للفريقين معا، وإن المباراة النهائية بينهما تعدّ "كلاسيكو" (Qlassico). وأدى إعلان الشركة القطرية إلى ردود فعل كبيرة على تويتر من رياضيين ونقاد، رفضوا استخدام كلمة الكلاسيكو لمجرد وجود شريك قطري للفريقين، فيما استخدم آخرون الهاشتاغ لانتقاد أوضاع العمال الأجانب في ملاعب قطر التي ستستضيف مونديال 2022.
وتعمل شركة قطر للاستثمارات الرياضية التي يترأسها ناصر الخليفي، رئيس مجموعة بي إن سبورت الرياضية، على ضخ تمويل سخي في أروقة النادي الباريسي منذ 2011، عندما استحوذت على النادي بنسبة 70 في المئة خلفا للمجموعة الأمريكية "كولوني كابيتال". ومنذ ذلك الحين أنفقت الإدارة القطرية أموالا طائلة جلبت بها نجوما كبار أهمهم البرازيلي نيمار والفرنسي مبامي.
فيما لا يزال بايرن ميونيخ يعتمد على النموذج التقليدي القديم، حيث يرتكز نموه على نقاط قوته: حقوق البث التلفزيوني، المبيعات التجارية، وبالطبع الرعاة الاوفياء.
ساهم النجم الدولي السابق أولي هونيس في بناء مؤسسة كبيرة في بايرن ميونيخ بعد أن طبّق على كرة القدم المبادئ الأساسية المقدسة للشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة بعد الحرب: لا تنفق أكثر مما تكسب، أبقي جزءا من كنزك وثروتك في المصرف (كان ذلك جوهريا لبايرن أثناء أزمة فيروس كورونا المستجد).
بيعُ نادي كرة قدم إلى مستثمر روسي أو صيني أو عربي ليست فكرة مرحب بها في المانيا، ولطالما انتقد هونيس اعتماد العديد من الاندية الاوروبية هذا النموذج من أجل تطورها. جملتان شهيرتان لخصّتا استراتيجيته: "عندما يذهب الآخرون إلى المصرف، يفعلون ذلك للاقتراض. اما نحن، نذهب إلى مكتب الإيداع" و"ليس لدينا رعاة، بل شركاء فقط".
ويظهر على الموقع الالكتروني الخاص بالعملاق البافاري "الشركاء" الذين ينقسمون وفق اربع فئات: الرئيسية (تملك اسهما في النادي)، البلاتينية، الذهبية والرسمية. وتنضوي شركة الخطوط الجوية القطرية تحت فئة البلاتينية. ونظرا لمساهمتها المقدرة بعشرة ملايين يورو سنويا وفق الصحافة الألمانية، يحق لها ان تضع شعارها على قمصان اللاعبين.
وتسود علاقات جيدة بين باين ميونيخ وقطر، إذ منذ العام 2011 يقيم الفريق معسكرا تدريبيا في الدولة الخليجية الصغيرة خلال فترة الاستراحة الشتوية للبوندسليغا في شهر كانون الثاني/يناير.
ولكن حتى الآن، قطر ليست سوى شريك متواضع، إذ إن "الشركاء" الحقيقيين جميعهم من شركات المانية تربطها علاقة بالنادي منذ فترة طويلة. والشركاء الأساسيون في بايرن هم ثلاثة، شركة "أودي" المصنعة للسيارات، "أديداس" للمعدات والملابس الرياضية، و"أليانز" شركة التأمين، حيث تساهم كل منها بنسبة 8,33% في شركة "بايرن ميونيخ اي جي" التي تدير وتشرف على الفريق.
أما الـ 75 في المئة المتبقية فتملكها الشركة الأم، الشركة المؤسسة لبايرن ميونيخ (أف سي بايرن ميونيخ اي.في) التي تضم 293 ألف عضوا، يساهمون جميعا في النادي.
إ.ع/ع.ج.م (أ ف ب)