كريستيانه نوسلاين فولهارد: مشوار طويل مع البحث العلمي
٢٠ أكتوبر ٢٠٠٧ولدت كريستيانه نوسلاين فولهارد في العشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1942 في مدينة ماغديبورغ الألمانية. ومنذ نعومة أظافرها أثارت الطبيعة فضولها، الأمر الذي دعاها إلى الاهتمام بما تحتويه من نباتات وحيوانات. فأيقنت وهي بعمر الثانية عشرة أنها ستصبح عالمة أحياء في المستقبل. وكان لها ما أرادت، فبعد إنهائها للمرحلة المدرسية، انتسبت إلى جامعة غوته في فرانكفورت لدراسة العلوم الأحياء الطبيعية.
وتابعت مشوارها العلمي، فتخصصت في علم الجينات، وفي عام 1985 شغلت منصب مديرة علم الجينات في معهد ماكس بلانك، لتصل بذلك إلى واحدة من أهم المحطات في حياتها. وفي عام 1986 حصلت على جائزة جوتفريد فيلهلم لايبنيتز من الجمعية الألمانية للأبحاث، أعلى الجوائز الألمانية في مجال البحث العلمي، كما حصلت على جائزة ألبيرت لاسكار للأبحاث الطبية الأولية- أعلى الجوائز الأمريكية العلمية في مجال البحث الطبي- عام 1991.
لكل مجتهدٍ نصيب
إلا أن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد، فاستمرت في أبحاثها بكل اجتهاد، حتى نالت عام 1995 جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء مقاسمة مع زميليها إيريك فيشاوس و إدوارد لويس نظراً لاكتشافاتهم المتعلقة بالتحكم الجيني للنمو الجنيني المبكر. فقد استطاع فريق العمل دراسة التغيير الناتج عن تغير تركيز العناصر الكيميائية في بويضة ذبابة الفاكهة، وتأثير ذلك على النمو الجنيني.
ولم تكتفِ العالمة بهذا الحد من الأبحاث، بل تجاوزتها بتطبيق نتائج أبحاثها التي وصلت إليها على الأسماك، لتستنتج بعدها القاسم المشترك بينها وبين الفقريات. وانتهى بها المطاف بوضعها لنظرية علمية في هذا المجال. الشيء الذي ساعدها لاحقاً وبالتحديد في عام 1998 على تأسيس شركة دوائية تُعنى بتطوير أدوية الأجنة.
مشوار علمي مستمر
عملت نوسلاين كأستاذة في عدد من الجامعات الألمانية والأمريكية، وكرمت عدة مرات على المستوى المحلي والأوروبي والدولي. ومنذ عام 1994، أنشأت العالمة مؤسسة لدعم الباحثات الأمهات، حتى لا تقف الحياة الأسرية عائقا ً أمام طموحهن العلمي. ومنذ عام 2001 أصبحت عضواً في المجلس القومي لأخلاقيات البحث العلمي في ألمانيا، كما التحقت منذ عام 2005 بالمجلس الأوروبي للأبحاث، والذي يهدف إلى جذب الباحثين المتميزين من كل أنحاء العالم.