كربازول - هل يكون وقوداً للسيارات في المستقبل؟
١٨ يوليو ٢٠١١يرتقب أن تمتلئ خزانات السيارات في المستقبل بوقود جديد يعوض البنزين والديزل، حيث يعكف باحثان ألمانيان على معرفة إمكانية استخدام المركب الكيميائي العضوي السام "كربازول" كوقود في المستقبل لصناعة السيارات ، نظرا لقدرته على تخزين الهيدروجين.
ويرى راينر بومبا، وهو مسئول حكومي بارز في قطاع النقل، أن الوقود الجديد يعتبر "مركب معجزة" على الرغم من أن الشركات الألمانية الكبرى في مجال تصنيع السيارات لا تزال متشككة بشأنه. ويجري فولفجانج أرلت وبيتر فاسرشايد، الأستاذان بجامعة ارلنجن نورنبرغ ، تجارب حول فاعلية الوقود الجديد. ويستطيع هذا المركب الكيميائي، غير المعروف على نطاق واسع، تخزين الهيدروجين لكي يطلق في خلية الوقود بالسيارة أو حتى في محركات الاحتراق الداخلي العادية.
"الكربازول" وقود جديد يعاد شحنه
وعلي النقيض من البنزين والديزل، يمكن إعادة تدوير "الكربازول" وشحنه بالهيدروجين مرة أخرى، ويضخ الكربازول المستخدم خارج السيارة إلى محطة تزويد بالوقود حيث تحل محله كمية جديدة مشبعة بالهديروجين وهو الوقود الفعلي للسيارة. ويقول أرلت إن سائقي المركبات سيلاحظون فرقا طفيفا، لكن باقي مكونات البنية التحتية لمحطة التزود بالوقود ستظل كما هي بصورة كبيرة.
وسيكون بالإمكان توليد هيدروجين من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ومن ثم تخصيب الكربازول بالهيدروجين في الموقع الذي يتم فيه توليد الطاقة، ما سيمكن من تجنب نقل الغاز شديد القابلية للانفجار. وستنقل الحاويات المنتج النهائي مباشرة إلى محطات التزود بالوقود. وتعد الفكرة مغرية، نظرا لأن المخاطر المرتبطة بالتعامل مع الهيدروجين النقي تشكل بواعث القلق الكبرى بالنسبة للمهندسين العاملين في تكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجيني، بحيث لا يمكن تخزينه إلا في درجات حرارة منخفضة للغاية أو تحت ضغط شديد.
مستقبل وقود"الكربازول"
وتتنافس فكرة "الكربازول" الجديدة مع بدائل تخزين الهيدروجين تحت ضغط شديد في خزان الوقود بالسيارة. وهذه هي التكنولوجيا التي تستخدمها دايملر، الشركة المصنعة لمرسيدس بنز، بالنسبة لسياراتها التي تعمل بخلايا الوقود، والتي تأمل الشركة، التي تتخذ من مدينة شتوتجارت مقرا لها، في طرحها بالأسواق في عام 2014. وقالت متحدثة باسم دايملر " درسنا بعمق خيارات استخدام الكربازول"، مضيفة أن العيوب تفوق المزايا في الوقت الحالي. وترى دايملر أن الكربازول لا يعد مناسبا في الوقت الحالي للاستخدام في السيارات التي تعمل بخلايا الوقود.
وتخلت أيضا شركة "بي إم دبليو" المنافسة لها عن هذه التكنولوجيا، بعد دراستها لسنوات. وقال متحدث باسم الشركة، التي تتخذ من ميونيخ بألمانيا مقرا لها، إن " الفكرة تبدو جيدة حقا"، مشيرا إلى أن الأبحاث لا تزال في بدايتها الأولى.
لكن ما يبدو جيدا من الناحية النظرية قد لا يعني بالضرورة أنه سيجدي نفعا في الناحية العملية، وفي هذا الإطار أكد المتحدث باسم "بي إم دبليو" أن "هناك مشكلات كثيرة" تلقي بظلال الشك على ما إذا كان "الكربازول" سيكون يوما ما وقودا لسيارة تطرح في الأسواق.
(ع ب/د ب أ)
مراجعة: يوسف بوفيجلين