"كان يلقي بوثائق الرئاسة في المرحاض".. كتاب صادم عن ترامب
٩ أغسطس ٢٠٢٢"رجل الثقة - Confidence Man: صناعة دونالد ترامب وانهيار أمريكا".. عنوان لكتاب جديد مثير يتعرض لعدد من المواقف الغريبة التي وقعت خلال رئاسة الرئيس الأمريكي السابق والمثير للجدل دونالد ترامب.
الكتاب من تاليف الصحافية الأمريكية ماغي هابرمان ويعد الحلقة الأحدث في سلسلة الأزمات العنيفة التي يتعرض لها الزعيم الجمهوري مؤخراً.
يثير الكتاب مخاوف من أن ترامب ربما يكون قد دمر بشكل غير قانوني سجلات ووثائق ذات أهمية كبيرة كان يفترض أن يتم حفظها في مكان آمن.
ويروى الكتاب كيف أن ترامب اعتاد التعامل باستخفاف مع وثائق البيت الأبيض، إذ حصلت هابرمان مراسلة البيت الأبيض في صحيفة "نيويورك تايمز" على صور توضح إلقاء ترامب لوثائق في المرحاض في أكثر من مناسبة، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز".
وعلى الرغم من نفي ترامب للواقعة، تظهر الصور قصاصات من الورق في مرحاضين بخط يده المميز عليها.
وقالت هابرمان لموقع أكسيوس: "كان بعض مساعدي (ترامب) على دراية بهذه العادة، التي كررها عدة مرات". ووفقاً للتقرير، فإن إحدى الصور كانت لمرحاض في البيت الأبيض في حين كانت الأخرى من رحلة خارجية له. وأكدت الصحافية الأمريكية أن المعلومة المتعلقة بالوثائق الرئاسية وصلتها مؤخراً فقط وأنها لم تؤجل صدور الكتاب لإضافتها إليه.
واشتهر الرئيس الجمهوري السابق بتمزيق الوثائق في نوبات غضبه المتكررة، مما أجبر مساعديه على جمع قصاصات كان لا بد من لصقها ببعضها لاحقاً وتقديمها إلى الأرشيف الوطني.
ويمكن أن تنتهك هذه الإجراءات قانون السجلات الرئاسية، الذي ينص على أن هذه السجلات من مذكرات ورسائل وملاحظات وبريد إلكتروني وفاكسات وغيرها هي ممتلكات حكومية يجب الحفاظ عليها.
تزامن غريب
الجدير بالذكر أنه مع عرض الكتاب لقصة إلقاء ترامب بالأوراق الرئاسية في المرحاض، داهمت قوات من مكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي آي" منزل الرئيس السابق في مارالاغو في فلوريدا، فيما أقر ابنه بأن الأمر جاء في إطار تحقيق حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية من البيت الأبيض إلى منتجعه في فلوريدا.
وعملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس سابق من شأنها أن تمثل تصعيداً كبيراً في التحقيق الخاص بالسجلات، وهو أحد التحقيقات العديدة التي يواجهها ترامب بشأن فترة وجوده في المنصب وبشأن أعماله التجارية الخاصة.
وتقول هابرمان خلال مقابلتها مع موقع أكسيوس إن "تخلي ترامب عن الوثائق الخاصة بالبيت الأبيض بهذه الطريقة لم يكن معروفًا على نطاق واسع داخل الجناح الغربي (في البيت الأبيض)، لكن بعض مساعديه كانوا يعرفون".
وتضيف الصحفية: "لقد كان الأمر امتدادًا لعادة ترامب على المدى الطويل المتمثلة في تمزيق المستندات التي كان من المفترض الاحتفاظ بها بموجب قانون السجلات الرئاسية".
وتشير الصور - بحسب خبراء اطلعوا على الكتاب - إلى أن الوثائق تحمل خط يد ترامب المميز ومكتوبة بحبر شاربي الذي يفضله. وفي إحدى الوثائق الممزقة حملت الكتابة اسم النائبة إليز ستيفانيك من شمال ولاية نيويورك، وهي مدافعة عن ترامب وعضو في القيادة الجمهورية بمجلس النواب.
وخلال مقابلة لها على شبكة سي إن إن، قالت هابرمان إن "النقطة تتعلق بإتلاف الرئيس الأمريكي السابق للسجلات التي من المفترض أن يتم حفظها بموجب قانون السجلات الرئاسية، والتي أقرت منذ فضيحة ووترغيت". وأضافت "إن المسألة حساسة للغاية لأن من يعرف ما هي هذه الورقة وما الذي كتب فيها؟ فقط هو من يعرف ويفترض ايضا أن يعرف بمحتواها من كانوا معه".
وكتبت أوليفيا تروي، التي عملت مستشارة لنائب الرئيس السابق مايك بنس، على تويتر: "الرئيس السابق يمزق المستندات ويلقي بها في المرحاض.. أمر منطقي أن يكون المرحاض في البيت الأبيض ممتلئًا دائمًا بالمياه في عهد ترامب".
والنائب الجمهوري السابق جو والش: "يجب أن يكون المرحاض الذي يتدفق منه الماء هو آخر صوت نسمعه على الإطلاق عن رئاسة ترامب. المرحاض المسدود سيظل إلى الأبد صورتي الدائمة لرئاسته".
"علاقة حب" مع الرئيس الكوري الشمالي
ويعرض الكتاب أيضاً معلومات هامة عن استمرار الاتصالات بين الرئيس السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون حتى بعد مغادرة الأول منصبه، وأن ترامب هو الذي أبلغ من حوله بذلك، وقال في إحدى التجمعات في وست فرجينيا: "لقد وقعنا في الحب".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن من بين الأشياء التي سلمها ترامب قبيل مغاردته البيت الأبيض نسخًا من "رسائل الحب" التي تبادلها مع كيم أثناء وجوده في منصبه.
ترامب ينفى "واقعة التواليت"
من جانبه، وصف ترامب القصة الواردة في الكتاب بأنها "مزيفة"، وأصدر بيانًا وصف الواقعة بأنها "غير صحيحة بشكل قاطع ومختلقة من قبل أحد المراسلين من أجل الحصول على دعاية لكتاب معظمه وهمي".
وقال تايلور بودويتش المتحدث باسم ترامب، لموقع أكسيوس: "عليك أن تكون وصلت لدرجة شديدة من اليأس لمحاولة الترويج لكتاب من خلال عرض صور لأوراق ممزقة في مرحاض.. أمر بائس أن يكون ذلك جزءًا من خطتك الترويجية".
وأضاف بودويتش: "نحن نعلم أن هناك عدداً كافياً من الأشخاص على استعداد لتلفيق مثل هذه القصص من أجل إثارة إعجاب الطبقة الإعلامية ، طالما أنه مناهض لترامب".
عماد حسن