كأس ألمانيا رهان كلوب الوحيد لإنقاذ سمعة دورتموند
٨ أبريل ٢٠١٥عاش المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني يورغن كلوب لحظات عصيبة في مباراة فريقه أمام هوفنهايم ضمن ربع نهائي كأس ألمانيا. كلوب لم يهدأ له بال طيلة المباراة. فبعد أن كان فريقه متقدما بهدف دون مقابل، سجل فريق هوفنهايم هدف التعادل ثم تقدم بهدف ثاني، قبل أن يعادل أوباميانغ لدورتموند ويطلق بعدها زميله سيباستيان كيل رصاصة الرحمة على هوفنهايم بتسجيله هدف الفوز في الوقت الإضافي بالدقيقة 107. وبعد هذا الهدف أطلق كلوب العنان لفرحته وعانق اللاعبين الموجودين على دكة البدلاء قبل أن ينزل إلى أرض الملعب وينقض فرحا على مسجل الهدف، عميد الفريق السابق سيباستيان كيل.
سبب التفاعل الكبير ليورغن كلوب مع النتيجة ليس هو الفوز على هوفنهايم أو التأهل لدور نصف نهائي كأس ألمانيا فحسب، وإنما أيضا التوقيت الذي جاء فيه هذا الفوز. فدورتموند تعثر كثيرا هذا الموسم، كما أنه خرج من منافسات دوري أبطال أوروبا، لذلك حظيت مباراة هوفنهايم بأهمية كبيرة بالنسبة لكلوب، فالهزيمة فيها كانت تعني توديع المنافسة على أي لقب هذا الموسم وربما كان سيكون لها أثر أيضا على مستقبل كلوب مع الفريق.
أما الفوز والتأهل لنصف نهائي كأس ألمانيا فترك الباب مفتوحا أمام كتيبة كلوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والمنافسة على الظفر بالكأس، الذي سيسمح لدورتموند بالعودة مجددا للساحة الأوروبية من بوابة الدوري الأوروبي. وإذا تم ذلك فسيعتبر أفضل هدية لجمهور الفريق الذي ظل وفيا له رغم النتائج السلبية التي تكبدها. وبعد انتهاء مباراة فريقه أمام هوفنهايم قال كلوب في حوار مع القناة الألمانية الأولى (ARD) "لقد غابت عنا الفرحة في الفترة الأخيرة لذلك لم أقوى على امتلاك نفسي من شدة الفرح بعد انتهاء المباراة" وأضاف كلوب، بأن فريقه لم يهتز رغم تأخره في النتيجة وقدم كرة قدم هجومية أعادت البسمة للجماهير التي حضرت المباراة.
سيباستيان كيل منقذ كلوب
ولم يكن هدف الفوز الذي سجله سيباستيان كيل في شباك هوفنهايم هدفا عاديا سواء من حيث الطريقة أو من حيث التوقيت، فهو جاء في وقت متأخر من عمر المباراة وسمح لدورتموند بالفوز والتأهل لنصف نهائي البطولة. كما أنه الأول لسيباستيان كيل في كأس ألمانيا منذ 15 عاما وسجله بطريقة جميلة، حيث سدد كرة قوية بقدمهاليسرى على بعد 25 مترا لم تترك أي حظ لحارس مرمى هوفنهايم في التصدي لها.
وعن هذا الهدف قال كلوب في اللقاء الصحفي "أعمل مع كيل منذ سبع سنوات ولم أكن أدري أنه يمكنه التسجيل بهذه الطريقة". وأضاف كلوب، بأن تسديدة القائد السابق للفريق حررته شخصيا وحررت الفريق ككل من ضغط الموسم، وهو ما جعله يرفع القبعة لكيل احتراما له.
ويحظى كلوب بتقدير كبير بين لاعبي وجماهير نادي دورتموند، فبالرغم من النتائج المتعثرة التي حصدها الفريق في الدوري الألماني هذا الموسم ظلت إدارة الفريق وفية لمدربها الذي فاز معها بلقب بونديسليغا عامي 2011 و2012 بالإضافة إلى الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2013 . ومدد كلوب، الذي يعتبر أفضل مدرب في تاريخ دورتموند عقده مع الفريق في أكتوبر 2013 لعامين إضافيين بعد أن كان العقد الأول ينتهي في صيف 2016. وعن قيمة كلوب في الفريق، قال رئيس النادي هانس يواخيم فاتسكه :" نحن سعداء لتواجد واحد من أحسن المدربين في ألمانيا على رأس إدارتنا الفنية وهو الأفضل والأصلح حاليا لدورتموند".
الساحة الأوروبية
ونجح كلوب في مرحلة إياب بونديسليغا من الصعود بفريقه إلى المركز العاشر وإبعاده عن مناطق الخطر. وأمامه سبع مباريات قبل انتهاء منافسات الدوري الألماني لتحسين ترتيب الفريق وربما الصعود للمركز السادس المؤهل لتصفيات الدوري الأوروبي. فكلوب ومعه جماهير النادي لا يمكنهم تصور الفريق خارج المسابقات الأوروبية بعد أن ظلوا لمواسم عديدة ينافسون على ألقابها.