قوات الأسد وحزب الله تطبق على حي الخالدية الرئيسي في حمص
٢٨ يوليو ٢٠١٣سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني على معظم حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط), بعد شهر على بدء حملتها لاستعادة المعاقل الباقية للمعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد. ويسعى نظام الرئيس بشار الاسد إلى السيطرة على هذا الحي الذي اصابه دمار هائل, لعزل الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة لا سيما في حمص القديمة واحكام الطوق عليها, تمهيدا لاستعادة كامل المدينة.
ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص, والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لاكثر من عام.
وفي سياق آخر، دعت المعارضة السورية اليوم الأحد (28 يوليو/ تموز 2013) الأمم المتحدة للتنسيق معها من أجل "زيارة المواقع وإنجاح مهمتها" المتعلقة بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع السوري. وطالب الائتلاف الوطني السوري في بيان "بكشف تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه مع النظام حول إجراءات وخطوات التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الجمعة أنها توصلت إلى اتفاق مع سوريا للتحقيق في المعلومات عن استخدام أسلحة كيميائية بدون أن توضح ما إذا كان مفتشوها سيتمكنون من التحقيق ميدانياً. وتم الاتفاق بعد محادثات "مثمرة وشاملة" أجراها خبيرا الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية انجيلا كاين ورئيس لجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا آكي سيلستروم في دمشق مع المسؤولين السوريين حول التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاع السوري. وأكد الائتلاف "التزامه بتقديم كل التسهيلات الممكنة للجنة من أجل إتمام وإنجاح مهمتها بشكل يضمن لها دخولاً أمناً لمعاينة المواقع".
ومنذ تشكيل لجنة التحقيق الدولية اشترطت الحكومة السورية على أن يقتصر عملها على التحقيق في حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيميائية في خان العسل في ريف حلب في 19 آذار/ مارس وتبادل النظام والمعارضة الاتهام بإطلاقه. إلا أن الأمم المتحدة طلبت السماح لها بالتجول في كل أنحاء سوريا والتحقيق في حوادث أخرى. وسيطر مقاتلو المعارضة الاثنين على خان العسل التي تعد احد ابرز المعاقل المتبقية لقوات النظام في ريف حلب الغربي، بعد معارك عنيفة استغرقت أياماً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة ومقره لندن.
إعدام ميداني لجنود النظام
في سياق آخر أدانت المعارضة السورية قيام جماعات مسلحة بـ"إعدام ميداني" لعشرات الجنود التابعين للقوات النظامية، معلنة عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة. وأكد الائتلاف الوطني السوري وقيادة أركان الجيش السوري الحر في بيان "إدانتهما المطلقة لكل خرق يطال ميثاق جنيف... بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه". وأوضح البيان "فيما يتعلق بالحادثة الأخيرة التي كشفت بعض مقاطع الفيديو المسربة من حلب وقوع ما يبدو أنه إعدام جماعي لعدد كبير من الجنود، فإن الائتلاف يجدد إدانته لهذا الفعل، ويعلن عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة".
وكانت القوات النظامية السورية فقدت عشرات القتلى خلال معركة بلدة خان العسل في شمال البلاد، والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أيام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وقال المرصد في بريد الكتروني "قتل أكثر من 150 عنصراً من القوات النظامية في بلدة خان العسل يومي 22 تموز/ يوليو و23 منه في البلدة ومحيطها"، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء "51 عنصراً اعدموا ميدانياً، بينهم نحو 30 ضابطا وضابط صف". ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية السبت رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ورئيس مجلس حقوق الإنسان حول "المجزرة البشعة التي ارتكبتها عصابة ما يسمى لواء أنصار الخلافة الإرهابية والتي طالت عشرات المدنيين والعسكريين".
وفي تطور لاحق سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على معظم أجزاء حي الخالدية في مدينة حمص بعد شهر من بدء حملتها على معاقل مقاتلي المعارضة في المدينة، بحسب ما أفاد المرصد اليوم الأحد.
ويسعى نظام الرئيس بشار الأسد إلى فرض سيطرته على هذا الحي المحوري الذي أصابه دمار هائل، ما سيمكنه من فصل الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة وإحكام الطوق حولها، تمهيداً لاستعادة كامل حمص، ثالث كبرى مدن سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه". وعرضت قناة "الميادين" الفضائية ومقرها بيروت لقطات مباشرة من الحي، تظهر دماراً هائلاً أصاب المباني وركاماً غطى الطرق المقفرة من أي حركة.
ح.ز/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب)