قمة دول الثماني: تقارب حول مساعدة إفريقيا واختلاف حول حماية البيئة
٦ يوليو ٢٠٠٥تبدأ اليوم قمة مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى في غلين ايغلز في شمال اسكتلندا. ومن المقرر أن تركز قمة اليوم، وتستمر أعمالها حتى الثامن من تموز/يوليو، على ملفين أساسيين أدرجهما رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الذي يتولى رئاسة مجموعة الثماني هذه السنة على جدول الأعمال، وهما مساعدة إفريقيا ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن تزايد انبعاثات الغازات الضارة.
إجراءات أمنية مشددة
لا تزال السلطات البريطانية تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لقمة مجموعة قمة الدول الصناعية الثمانية الكبرى وأطلقت على التدابير الأمنية اسم "عملية الغبيراء" (شجرة السوربيوس) في إشارة إلى تقليد ينسب إلى الشجرة قدرة لطرد الأرواح الشريرة كما كشف رئيس شرطة تايسايد جون فاين. وقال فاين في مؤتمر صحافي عقده في قرية اوشتراردر القريبة من غلين ايغلز أن تأمين حماية القمة "أهم عملية تنظمها الشرطة في المملكة المتحدة" إذ يشارك فيها حوالي 10600 شرطي جاء ستة آلاف منهم كتعزيزات من إنكلترا ومنطقة ويلز وبتصرفهم رأت الكاميرات الأخرى في نقاط "استراتيجية". وأكد المفوض فاين انه لن "يسمح بأي تحرك يهدد امن العامة والمتظاهرين السلميين أو عناصر الشرطة" مستبعدا أن تتمكن أي مجموعة من تجاوز السياج المعدني المحيط بالموقع. وقد نشرت الصحف البريطانية اليوم على صفحاتها الأولى صورا للمواجهات بين الشرطة وشبان مسلحين بالعصي الأمس في ادنبره.
تقارب حول مساعدة إفريقيا
يبدو أن ممثلي الدول الصناعية الكبري قد حققوا تقدماً ملموساً فيما يتعلق بملف مساعدة القارة السوداء، خصوصاً بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي ينص على إلغاء ديون 18 بلداً فقيراً المقدرة بـ40 مليار دولار ومضاعفة المساعدات المالية المقدمة لها من قبل الدول الغنية. والجدير بذكره بهذا الخصوص هو أن بلير قد زار واشنطن في الأسبوع الماضي حيث التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي وعد بدوره بزيادة المساهمة الأمريكية في المساعدات المالية للدول الإفريقية الفقيرة. وعلى الرغم من وصف الوزير البريطاني غوردون براون هذا الاتفاق بأنه "صفقة جديدة" بالنسبة للعلاقات بين الدول الغنية والفقيرة في العالم نظراً لأنه يساعد الدول الفقيرة على توفير الأموال، المستخدمة في سداد الديون، لغايات الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الاحتياجات إلا أنه خفف أمس الثلاثاء من الآمال بتحقيق خطوات حاسمة في هذا الملف.
ومن جهته أعرب وزير المالية الألماني هانز أيشل عن تحفظه تجاه هذه الخطط "الطموحة" مشيراً إلا أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حول شطب ديون الدول الفقيرة قبل انتهاء اجتماع قمة هذا الأسبوع. ويأتي الموقف الألماني ليتفق مع الموقف الأمريكي المتحفظ تجاه نفس القضية.
خلاف علني حول اتفاقية كيوتو
وفيما يتعلق بملف حماية البيئة خرج التباين الكبير بين الموقف الأوروبي والأمريكي حول سبل وآليات حماية البيئة إلى دائرة الضوء. وفي تصريح يعطي دليلاً واضحاً على مدى عمق الخلاف بين الحليفين البريطاني والأمريكي حول آليات حماية المناخ وأولوية قضية البيئة بصورة عامة قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا يجب أن لا يتوقع "أي امتيازات خاصة في قمة مجموعة الثماني على الرغم من تأييده القوي للسياسية الأمريكية في العراق". ويأتي هذا الموقف الأمريكي الواضح في ظل غياب الوعي بضرورة حماية البيئة في الولايات المتحدة والاعتقاد السائد لدى النخبة الحاكمة بأن إتفافيات حماية البيئة الدولية تضر بالمصالح الاقتصادية الأمريكية، وهو ما يعلل تصريحات بوش التي استبعد فيها أن تربط الولايات المتحدة نفسها في الاجتماع باتفاق ملزم قانونيا بشأن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم تمشيا مع بروتوكول كيوتو لعام 1997 الذي رفضت واشنطن التصديق عليه.
وفي تطور آخر حث المستشار الألماني جيرهارد شرودر زعماء مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى على إرسال إشارة لتهدئة أسواق النفط من خلال القمة. وأشار شرودر إلى أن النفط المعروض في الأسواق كاف وان المضاربين هم السبب في ارتفاع الأسعار مشيراً في السياق نفسه إلى ضرورة رفع الشفافية من أجل تقليص المجال أمام المضاربات. كما أشار المستشار الألماني إلى أن كل زيادة في أسعار النفط بواقع دولار للبرميل تضيف مليار دولار لفاتورة النفط والغاز الألمانية.