نائب المستشارة الألمانية: تركيا شريك صعب
٦ مارس ٢٠١٦يتوقع أن يمارس الاتحاد الاوروبي الاثنين (07 مارس آذار) في بروكسل ضغوطا على أنقرة لمساعدته في السيطرة على أزمة المهاجرين التي تهدد وجوده وترجمت الأحد بمأساة جديدة اودت بحياة 25 شخصا في بحر إيجه.
وبموازاة ذلك يبدي الاتحاد استعدادا لمساعدة اليونان التي يصل إليها المهاجرون من تركيا وتتوقع وصول مائة ألف منهم بحلول نهاية اذار/مارس.
وسيعقد ممثلو الدول الـ 28 غداء عمل الاثنين مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، بينما يحدث وصول 1.25 مليون طالب لجوء انقساما غير مسبوق داخل الاتحاد.
ومن جهته أعرب زيغمار غابريل نائب المستشارة الألمانية عن عتقاده بأنه لا بديل في أزمة اللاجئين عن التعاون مع تركيا. وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، قال وزير الاقتصاد الألماني مساء اليوم الأحد :" بطبيعة الحال نحن معتمدون على هذا التعاون". وتابع زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا أنه بدون دعم تركيا على سبيل المثال في تأمين الحدود الأوروبية فإن أعداد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا وأوروبا "ستواصل الزيادة بصورة مأساوية". في الوقت نفسه، اعترف جابريل بأن تركيا "شريك صعب، وهذا ما رأيناه مباشرة في الاستيلاء على صحيفة مناوئة للحكومة".
أجواء صعبة تسبق القمة
وتأتي هذه القمة الطارئة، وهي الثانية في أقل من أربعة أشهر، في أجواء من الخلاف بين تركيا والاتحاد الاوروبي القلق ايضا من قمع وسائل الاعلام المعارضة للرئيس رجب طيب اردوغان.
وقالت مصادر دبلوماسية إن داود اوغلو سيصل إلى بروكسل مساء الاحد "ليعد للقمة" عبر لقاءات أبرزها مع المستشارة انغيلا ميركل. كما يعقد لقاء ثلاثي يضم أوغلو وميركل ورئيس وزراء هولندا التي ترأس الاتحاد الأوروبي.
وقبل مغادرته اسطنبول، اكد المسؤول التركي ان بلاده قامت بـ"خطوات مهمة" في اطار احترام الجزء المتعلق بها من "خطة العمل" التي توصلت إليها مع الاتحاد الاوروبي في تشرين الثاني/نوفمبر بهدف الحد من تدفق المهاجرين الذين يغادرون السواحل التركية بالآلاف متوجهين إلى الجزر اليونانية.
وقضى 25 مهاجرا على الاقل بينهم عشرة أطفال الاحد بغرق مركبهم قبالة تركيا:
وبعد جولة في البلقان واليونان وتركيا، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك الجمعة إنه "لمس توافقا اوروبيا (...) على استراتيجية شاملة يمكن ان تساعد، اذا طبقت، في الحد من تدفق" المهاجرين.
كما انتقد نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل التصرف المنفرد لدول البلقان في التعامل مع أزمة اللاجئين. وفي تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة غدا الاثنين، قال غابريل الذي يشغل كذلك منصب وزير الاقتصاد إن "البعض في ألمانيا فرح سرا أن دول البلقان عرقلت تدفق اللاجئين عن طريق إغلاق حدودها وقيامها بهذا العمل السيء نيابة عن ألمانيا".
وتابع زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا واصفا مثل هذه الطريقة "بالساخرة" وأضاف أن هذا الأمر "لن يجدي على المدى الطويل، فاللاجئون يبحثون لأنفسهم عن طرق أخرى، وسيتحول البحر المتوسط مرة أخرى إلى قبر جماعي في النهاية".
شكوك حول تعاون تركيا
ويبقى اقناع انقرة بتنفيذ الوعود التي قطعتها في تشرين الثاني/نوفمبر عبر تطبيق اتفاق اعادة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في تركيا اعتبارا من الاول من حزيران/يونيو. وقال توسك "يمكن خفض التدفق بعمليات اعادة واسعة وسريعة" للمهاجرين غير الشرعيين.
وانتزعت انقرة مكسبا كبيرا لقاء تعاونها في أزمة الهجرة هذه هو تعليق التأشيرات المفروضة على المواطنين الاتراك ربما اعتبارا من الخريف، وتحريك عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، إلى جانب ثلاثة مليارات يورو من المساعدات للاجئين السوريين البالغ عددهم2.7 مليون في هذا البلد.
والاحد، علق الرئيس التشيكي ميلوس زيمان المعروف بتصريحاته الحادة "ليس ذلك سوى مال مهدور"، معتبرا ان "تركيا ليست قادرة ولا مستعدة للقيام بأي شيء حيال المهاجرين".
وبعد لقاء داود اوغلو، ستعقد الدول الـ 28 قمة غير رسمية في محاولة لاضفاء مزيد من الانضباط الجماعي داخل الاتحاد. وترفض دول أعضاء عدة تطبيق خطة توزيع 160 ألف لاجىء داخل الاتحاد، التي تم التوصل إليها في ايلول/سبتمبر للتخفيف عن اليونان وايطاليا.
م.س( د ب أ، أ ف ب )