قطر وبطولة العالم لكرة القدم الأولى في الشتاء
٢٥ نوفمبر ٢٠١٨في الوقت الذي تستعد فيه ألمانيا في الشتاء لاستقبال أسواق عيد الميلاد الأولى، تجري في قطر الاستعدادات لأكبر بطولة عالمية في كرة القدم. فبعد أربع سنوات ستُقام المباراة الافتتاحية في العاصمة القطرية الدوحة. وإلى ذلك الحين يتوجب إنهاء عمل البناء في الملاعب وتشييد بنى تحتية لاستقبال مئات الآلاف من الزوار وإيجاد الظروف الرياضية للحفاظ على قوة المنافسة حتى يوم انطلاق البطولة العالمية.
سنعمل على إيجاد الظروف المواتية
في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 سيدوي صوت الصفارة لانطلاق مباراة كرة القدم الافتتاحية، وفي حال بيع جميع التذاكر، فإن الملعب سيحتضن 86.250 متفرجا، وتفيد التقديرات المتفائلة أن 1.5 مليون متفرج من كافة أنحاء العالم سيزورون قطر. ففي شبه الجزيرة الممتدة على مساحة 11.600 كلم مربع على الخليج الفارسي بسكانها الذين يصل عددهم إلى نحو 2.7 مليون نسمة ستمتلئ رحاب البلاد، علما أن حركة السفر خلال بطولة العالم ستركز على العاصمة الدوحة التي ستُقام فيها ثلاثة ملاعب، والملاعب التسعة المتبقية ستكون موزعة على مدن في الجوار. وكل هذه الملاعب لها ارتباط بنظام نقل ميترو يكون مركزه الدوحة. ويتوقع المنظمون أن يستعمل 60 في المائة من الزوار قطار الميترو للتنقل إلى الملاعب. ويُتوقع أن تصل تكلفة بناء الملاعب الاثنا عشر بين 2.87 و 4 مليارات دولار. وتكلفة الاستثمارات العامة لتنظيم البطولة العالمية تُقدر بخمسين مليار دولار.
الانتقادات الموجهة لبطولة العالم في قطر
كما هو في السابق تلوح في الأفق اتهامات الفساد عند منح بطولة العالم في ديسمبر 2008 لروسيا وفي 2022 لقطر. في ذلك الوقت تساءل الكثيرون كيف يمكن منح البطولة العالمية لبلد مثل قطر الذي ليس له تقليد في كرة القدم وبه ظروف مناخية صعبة. كما أن انتقادات منظمات حقوق الإنسان بسبب الظروف الصعبة التي يعمل فيها العمال الأجانب في ورش بناء البطولة العالمية لا تنقطع إضافة إلى الوضع السياسي المتوتر في منطقة الخليج. فمنذ 2017 يتم محاصرة قطر من قبل دول الجوار العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة التي تتهم قطر بدعم الإرهاب في المنطقة. ومؤخرا أعلن رئيس تنظيم البطولة العالمية، حسن الذوادي بصفة مفاجئة أن بعض الفرق سيتم إيواؤها خلال البطولة في إيران، إحدى الدول الرئيسية في نزاع الشرق الأوسط.
عدد الفرق المشاركة
من المبرمج في الحقيقة ان تكون بطولة العالم 2022 في قطر آخر منافسة تضم 32 فريقا، لتتوسع مجموعة الفرق خلال البطولة اللاحقة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك إلى 48 فريقا. إلا أن رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم "فيفا"، دجياني إنفانتينو أوضح في الماضي أنه يأمل في معايشة تجربة "البطولة الضخمة" في قطر. "استعداداتنا تسير حاليا لتشمل 32 فريقا. وكل الاستعدادات ترتكز إلى هذه الحقيقة"، كما قال رئيس لجنة التنظيم الذوادي الذي أكد أن التشاور حول الزيادة في عدد الفرق قائم.
قوة الضيف الرياضية
في قائمة الفيفا العالمية بتاريخ 25 تشرين الأول/ أكتوبر يحتل القطريون المركز الـ 96 بعد الهند وإيسلندا. إلا أن الفريق أثار مؤخرا عناوين صحافة إيجابية، إذ فاز الفريق القطري على نظيره السويسري بهدف لصفر. كما انتزع القطريون تعادلا مع إيسلندا. وهذه النتائج تغذي آمال المتفرجين بأن يكون الفريق المضيف في 2022 قادرا على المنافسة.
الجديد في البطولة العالمية في قطر
بطولة العالم لكرة القدم في قطر ستكون حدثا أوليا في عديد من الجوانب: فلأول مرة يكون البلد المضيف بلدا عربيا. ولأول مرة تُقام البطولة في بلد مسلم. ولم تدر أبدا منافسات في الشتاء الأوروبي خلال البطولات الأوروبية لإحراز كأس العالم لكرة القدم. ففترة اللعب الأخيرة قبل موسم البطولة العالمية ستنتهي في موعد متقدم. وفي المقابل ستكون هناك استراحة طويلة في نوفمبر وديسمبر في البطولات الأوروبية. وحتى المتفرجون عليهم التكيف مع هذه المعطيات الجديدة: فعوض الملابس الخفيفة والمشروبات الباردة ستكون هناك حاجة إلى ملابس دافئة. وقد يحقق أصحاب أسواق عيد الميلاد في ألمانيا بعد أربع سنوات أرباحا كبيرة.
أندرياس ستين ـ زيمونس/ م.أ.م