قطر – الإمارات: عندما تهاطلت الأحذية من المدرجات
٢٩ يناير ٢٠١٩خاضت الإمارات مباراة، هي الأسوأ لها منذ فترة طويلة، وتعرضت لخسارة قاسية جدا أمام قطر. الحضور الجماهيري كان كبيرا للغاية ووصل إلى أربعين ألف متفرج احتشدوا في مدرجات استاد محمد بن زايد في أبوظبي، وذلك بفضل التذاكر المجانية التي قدمها مجلس أبوظبي للرياضة.
إلا أن الأزمة السياسية والشحن النفسي والخوف من الخسارة أمام قطر في نصف نهائي كأس آسيا، أثر كثيرا على ما يبدو على نفسية لاعبي الأبيض الإماراتي، لينهاروا أمام سيطرة قطرية وصلت حد الاستعراض في المراحل الأخيرة من المباراة.
وبلغ العنابي المباراة النهائية لكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه، في اللقاء الذي طغى عليه الشحن السياسي، بسبب الأزمة مع قطر ومقاطعتها منذ صيف 2017، من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وباستثناء الهدف الأول الذي سجله بوعلام خوخي، فقد أمطرت جماهير الإمارات لاعبي قطر بالأحذية وقوارير المياه بعد الأهداف الثلاثة المتبقية، والتي أحرزها المعز علي، وحسن الهيدوس، وحامد اسماعيل، ليترك لاعبو العنابي المستطيل الأخضر بسرعة إلى غرف الملابس بعد صافرة النهاية.
وبرز ذلك في هذه الصورة التي التقطها مصور وكالة الصحافة الفرنسية:
وعلق مدرب قطر الإسباني فليكس سانشيز على رمي الأحذية بالقول: "ليس وضعا سهلا، لحسن الحظ لم يحدث أي شيء. بعض الأشخاص تصرفوا بطريقة غير رياضية، لكن الأكثرية تصرفت بشكل جيد. أدرك اللاعبون أن الضغط سيكون كبيرا من الجماهير وهذا طبيعي لأننا نلعب ضد الدولة المضيفة".
وأشاد بعض المعلقين القطريين بالروح الرياضية لحارس المنتخب الإماراتي:
فيما انتقد مشجع بارز للمنتخب الإماراتي الأجواء السلبية والأخطاء المتعددة التي وقع فيها الجمهور الإماراتي:
وأمسى المنتخب القطري أول فريق في تاريخ البطولة يحافظ على نظافة شباكه في 6 مباريات خلال نسخة واحدة.
المنتخب القطري أبهر المتابعين بتحقيقه ستة انتصارات متتالية، مع أفضل سجلين هجومي (16 هدفا) ودفاعي، كون حارسهم سعد الشيب كان الحارس الوحيد الذي يحافظ على نظافة شباكه في النسخة الحالية. كما أن المعز علي يتصدر ترتيب الهدافين بثمانية أهداف، معادلا الرقم القياسي في نسخة واحدة والمسجل باسم الإيراني علي دائي، عام 1996، في الإمارات أيضا.
كما برز في صفوف المنتخب القطري نجمه الشاب أكرم عفيف، الذي ما برح يزود زملاءه بتمريرات حاسمة على مدى مباريات البطولة، وفي مباراة نصف النهائي أمام الإمارات كان عفيف صاحب ثلاث تمريرات حاسمة.
واضطر الحكم المكسيكي إلى رفع البطاقة الحمراء في وجه إسماعيل أحمد، بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو لضربه لاعبا قطريا دون كرة.
وأثارت عبارة أطلقها معلق قناة "الكأس" القطرية موجة استياء واستنكار على مواقع التواصل، قبل أن يقوم بتقديم اعتذاره للإماراتيين. حدث ذلك عقب تسجيل حسن الهيدوس الهدف الثالث، حيث قال المعلق العماني خليل البلوشي: "بالشمع الأحمر، حسن الهيدوس، داس عليهم دوس". وبعد موجة انتقاد عنيفة، قدم البلوشي اعتذاره، مغردا عبر حسابه على تويتر، طالبا قبول هذا الاعتذار:
ولكن المعلق الإماراتي، علي سعيد الكعبي، والذي عمل لفترة طويلة في شبكة "بي ان سبورتس" القطرية، رفض هذا الاعتذار، وردّ بالقول:
ولفتت برقية التهنئة بهذا التأهل للنهائي، التي بعثها أمير الكويت لأمير قطر الانتباه، التي قد يرى فيها البعض إشارة سياسية، وخاصة أنها تهنئة بالوصول إلى النهائي، وليست بالفوز باللقب:
ورغم الشحن السلبي الزائد خارج الملعب، إلا أن سير المباراة داخل الملعب اتسم -باستثناء حالة الطرد الوحيدة للمدافع الإماراتي- بالروح الرياضية من لاعبي الفريقين. كهذه اللقطة:
فلاح آلياس