قافلة عسكرية روسية تدخل قاعدة بالقرم وطرد مراقبين دوليين
٨ مارس ٢٠١٤قال فريق صحفي من رويترز في إقليم القرم الأوكراني الذي تسيطر عليه روسيا إن قافلة تضم مئات من الجنود الروس في نحو 50 شاحنة عسكرية دخلت قاعدة قرب سيمفروبول عاصمة الإقليم اليوم السبت (الثامن من آذار/ مارس 2014). ورافق القافلة ثماني عربات مدرعة وسيارتا إسعاف وعربات صهريج محملة بالوقود وغير ذلك من العتاد.
وتقول روسيا إن قواتها الوحيدة الموجودة في القرم هي التي تتمركز هناك بشكل طبيعي ضمن أسطول البحر الأسود التابع لها. وهو تأكيد تصفه واشنطن بأنه من "خيال (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وتقول كييف إن هناك نحو 30 ألف جندي روسي في القرم في حين تقدر وزارة الدفاع الأمريكية عددهم بنحو 20 ألفا. واستولت القوات الروسية على الإقليم الأسبوع الماضي.
وعاد المراقبون العسكريون لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أدراجهم اليوم، فيما كانون يحاولون للمرة الثالثة خلال ثلاثة أيام دخول القرم، بعدما أطلق أشخاص موجودون عند نقطة تفتيش النار في الهواء، وفق ما قال مصدر في هذه البعثة لوكالة فرانس برس. وقال هذا المصدر إن نحو أربعين رجلا يرتدون زيا عسكريا وجهوا أسلحتهم إلى موكب بعثة المراقبين ثم أطلقوا النار في الهواء من دون أن يصاب احد.
من جانبه طلب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إجراء تحقيق حول المسؤولين عن مقتل عشرات الأشخاص الشهر الماضي في كييف خلال عمليات قنص، مشيرا إلى تعذر الاستمرار في "إخفاء" الحقيقة. وقد أدلى لافروف بهذا التصريح بعد الكشف هذا الأسبوع عن محادثة هاتفية بين وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون ووزير الخارجية الاستوني قال فيها هذا الأخير إن المعارضة الأوكرانية للرئيس فيكتور يانوكوفيتش متورطة على الأرجح في هذه الهجمات. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الطاجيكي إن "المعلومات الأخيرة حول هذه القضية المتعلقة بقناصة مزعومين لم يعد ممكنا إخفاؤها".
وأوضح لافروف "حصلت أكاذيب كثيرة استخدمت فترة طويلة لتوجيه الرأي العام الأوروبي في الاتجاه الخاطئ، ووصلت إلى حد التناقض مع الوقائع الموضوعية". ونسبت البلدان الغربية إلى شرطة مكافحة الشغب التي تأتمر من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، القسم الأكبر من أعمال العنف التي أسفرت عن عشرات القتلى في شباط/ فبراير في كييف.
وفي هذه المحادثة الهاتفية التي حصلت في 26 شباط/ فبراير، قال الوزير الاستوني لأشتون كما ذكرت مصادرها في كييف إن "القناصة أنفسهم هم الذين قتلوا أشخاصا من الطرفين" أي من المتظاهرين والشرطة. وقد قتل عشرات المتظاهرين وحوالي 15 شرطيا في أعمال العنف.
إصرار روسي على الالتزام باتفاق السلام
كما قال لافروف إن الحكومة الأوكرانية الجديدة يجب أن تلتزم باتفاق وقعه الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش مع المعارضة مما يشير إلى عدم تغير الموقف الروسي من أزمة القرم. وكان ينص في اتفاق السلام الموقع في 21 فبراير شباط بين يانوكوفيتش وأحزاب المعارضة في ذلك الوقت على تشكيل حكومة وحدة وطنية والتحقيق في مقتل محتجين في كييف.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو "هؤلاء الأشخاص لم يفوا بالالتزامات الخاصة بهم في هذه الوثيقة".
ورغم رفض روسيا للحكومة الحالية في كييف إلا أن نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كراسين التقى اليوم في موسكو السفير الأوكراني في روسيا فولوديمير التشينكو بحسب الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيان انه تم خلال اللقاء "بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات الروسية- الأوكرانية في أجواء صريحة".
وفي القرم دافع سيرغي أكسيونوف رئيس وزراء شبه جزيرة القرم الأوكرانية الموالية لروسيا عن قرار بإجراء استفتاء على انضمام المنطقة إلى روسيا قائلا ا إنه "لا أحد " يمكنه إلغاء التصويت.
وكان برلمان القرم الذي يسيطر عليه نواب منحدرون من أصل روسي قد صوت يوم الخميس لصالح الانضمام إلى روسيا وحدد 16 مارس آذار موعدا للاستفتاء على ذلك مما يصعد من الأزمة.
ويقول زعماء الاتحاد الأوروبي والرئيس الأمريكي باراك أوباما إن خطة الاستفتاء غير قانونية وستنتهك الدستور الأوكراني. لكن أكسيونوف قال إن الحكومة المحلية ستمضي قدما في الاستفتاء.
ع.خ/ م.س (ا.ف.ب، رويترز)