قاصرو مخيمات اليونان.. من سيستقبلهم في أوروبا؟
٢٤ أبريل ٢٠٢٠هبطت رحلة جوية تابعة للمنظمة الدولية للهجرة (IOM) في هانوفر يوم السبت الماضي (18 أبريل/نيسان)على الرغم من توقف جدول الرحلات الجوية. كان على متن الطائرة 47 طفلًا وشابًا من مخيمات اللاجئين المكتظة في جزر خيوس وساموس وليسبوس اليونانية.
وقالت مفوضة الهجرة في الاتحاد الأوروبي يلفا جوهانسون في وقت سابق: " هذا نجاح كبير وعلامة تضامن وإشارة إلى إمكانية العمل والتعاون معاً الرغم من أزمة كورونا".
من هم هؤلاء الأشخاص؟
هؤلاء القاصرين ليسوا أيتامًا وإنما هم أطفال ومراهقون انفصلوا عن آبائهم أو أشقائهم أثناء الفرار من بلادهم أو شقوا طريقهم وحدهم إلى اليونان أثناء رحلة الهروب.
وفقًا للاتحاد الأوروبي، تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و 17 عامًا - معظمهم على الأرجح بين 12 و 14 عامًا أغلبيتهم من الذكور، حيث توجد أربع فتيات فقط في المجموعة.
كيف اتُخذ القرار؟
لسنوات طويلة و سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي تتجه نحو طريق مسدود. ويدور خلاف بين وزراء داخلية دول الاتحاد حول مسألة التوزيع العادل للاجئين بين الدول الأعضاء. كان العائق الأساسي تجاه الوصول إلى أي اتفاق مشترك هو دول تحالف فايسغارد Die Visegrad-Staaten (بولندا، جمهورية التشيك، سلوفاكيا والمجر) إضافة إلى النمسا حيث حالت تلك الدول دون الوصول إلى أي اتفاق أو حل.
وحاول "تحالف الراغبين" ("Koalition der Willigen") برئاسة ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ مرارًا اعتماد "حلول إنسانية" عن طريق "الدبلوماسية الهاتفية" – وهو ما يشدد عليه دائماً وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر دائمًا - في مسائل الإنقاذ البحري ، على سبيل المثال. وقال زيهوفر إن التضامن مع الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، كان على رأس الأولويات وأنه لولا هذا التضامن لكانت تلك الدول قد تحملت وحدها العبء أكمله.
ما هي الدول الراغبة في استقبال اللاجئين؟
في بداية مارس/ آذار، وخلال اجتماعهم الأخير في بروكسل، وافق وزراء الداخلية، بإصرار من اليونان، على استيعاب ما يصل إلى 1600 طفل وشاب مريض أو من غير المصحوبين بذويهم من مخيمات اللاجئين المكتظة في الجزر اليونانية.
أرادت عشر دول من الاتحاد الأوروبي إلى جانب سويسرا المشاركة في عملية الإغاثة. أعلنت ألمانيا أنها ستستقبل حوالي 350 شابًاوفرنسا 300 والبرتغال و 250 وفنلندا 175وبلغاريا 50 و أيرلندا 28 ولوكسمبورغ 12. فيما لم تقدم إيطاليا وإسبانيا وليتوانيا وسويسرا حتى الآن أرقاماً محددة.
وحتى الآن، استقبلت كل من ألمانيا ولوكسمبورغ فقط عدداً من هؤلاء الشباب والصغار. حيث وصل لوكسمبورغ يوم الأربعاء الماضي 12 شابا من أفغانستان والعراق. فيما حطت طائرة على متنها 47 لاجئا قاصرا من غير المصحوبين بذويهم، كانوا يقيمون في مخيمات لجوء بجزر يونانية في مطار مدينة هانوفر الألمانية اليوم السبت (18 نيسان/ أبريل 2020).
كم عدد اللاجئين الصغار في الجزر اليونانية وينتظرون التوزيع على أوروبا؟
يقدر عدد الأشخاص المقيمين في المخيمات المكتظة بشكل كامل في الجزر اليونانية ( خيوس وساموس وليسبوس) بأكثر من 40.000 شخص حاليًا يعانون ظروفا صحية صعبة للغاية. حوالي 14000 منهم من الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا وحوالي 2000 منهم من دون دعم عائلي تمامًا.
وهناك عدة أسباب لذلك: إما لأن هؤلاء الأشخاص قد انفصلوا عن آبائهم أو أشقائهم أو أقاربهم الآخرين أثناء فرارهم أو تم إبعاد هؤلاء الأولاد عن أسرهم بقرار من الأسرة خوفاً من تجنيدهم إجبارياً، على سبيل المثال ، في مناطق الحرب ، أو حتى يضمن أحد أفراد الأسرة على الأقل فرصة لحياة أفضل.
من أي دول أتى هؤلاء الشباب والصغار؟
وفقاً للصليب الأحمر اليوناني،فإن أكثر من نصف اللاجئين في المخيمات هم أفغان معظمهم لجأوا إلى إيران قبل سنوات بسبب الحرب مع طالبان. لكن أجبرتهم الأزمة في إيران على المغادرة والاستمرار في الفرار. وغالبًا ما يولد القاصرون وينشأون في إيران وهم يحملون جواز سفر أفغاني.
ثاني أكبر مجموعة هي من باكستان يليهم لاجئو الحرب الأهلية من سوريا والعراق، بالإضافة إلى أشخاص من دول مثل المغرب والجزائر. لكن القليل فقط من هؤلاء اللاجئين - باستثناء السوريين - لديهم فرصة الحصول على حماية في ألمانيا. لهذا السبب فإن الاستعداد لمساعدة هؤلاء المهاجرين يتراجع بشكل ملحوظ وهو ما تشكو منه منظمات الإغاثة، مثل الصليب الأحمر. ويستثنى من ذلك الأطفال والشباب الذين يعتبرون في حاجة خاصة إلى الحماية بغض النظر عن أصولهم.
كيف يتم تحديد من الذين سيتم نقله من اليونان؟
سافرت يلفا جوهانسون مفوضة الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن الملف إلى اليونان عدة مرات بهدف إيجاد طريقة مع الحكومة اليونانية يتم بموجبها اختيار الأطفال والشباب الذين سيتم نقلهم من اليونان وتوزيعهم على الدول الأوروبية.
وفي المخيمات الكائنة على جزر بحر إيجه، تقوم منظمات الإغاثة مثل هيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) بتنسيق تلك العملية.
ما هي أكبر الصعوبات التي تواجه العملية؟
تكمن المشكلة الأكبر في التحديد الدقيق للهويات، لأن معظم الأطفال والشباب ليس لديهم أوراق هوية وعادة لايتم التعامل معهم على أنهم أيتام. لذلك، يجب توضيح العلاقات الأسرية مسبقًا. أو كما يقول وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن: "إننا ننقل أشخاصاً، وليس أكياساً من الأسمنت ".
في هذا السياق ، فإن المسألة الأصعب هي تحديد العمر، فالعديد من اللاجئين يتنقلون منذ فترة طويلة. لذلك من الضروري أن يكون هناك هوية دقيقة وتحري مكثف.
من الذي ينبغي أن يتلقى المساعدة؟
بشكل أساسي، أعلنت معظم البلدان أنها ستعطي مسكنًا جديدًا لمن هم دون سن 14 عامًا والذين يحتاجون بشكل خاص إلى الحماية ويفضل أن يكونوا من الفتيات. ومع ذلك، فإن من تنطبق عليهم هذه الخصائص هم مجموعة صغيرة جدًا إذ إن 93 بالمائة من القاصرين غير المصحوبين من الذكور، وفقًا لمفوضية الاتحاد الأوروبي.
وتبلغ نسبة الفتيات اللواتي انفصلن عن والديهن أو أشقائهن أثناء الرحلة نحو 7 بالمائة فقط. أما من حيث العمر، فإن معظم الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 سنة. وهذا يفسر لماذا يكون الشباب الذين يأتون الآن إلى ألمانيا هم في الغالب من الذكور.
هل يُسمح للقصر فقط بالانتقال؟
تتحدث منظمة أطباء بلا حدود عن حوالي 1000 طفل مريض يقيمون في المخيمات اليونانية وهم في حاجة ماسة للمساعدة الطبية. لذلك وافقت وزارة الداخلية الألمانية على قبول بعض هؤلاء الأطفال مع أسرهم الأصلية، أي الآباء والأشقاء المباشرين. لكن يبدو أن هذا التعهد قد وصل إلى طريق مسدود بشكل كامل بسبب أزمة كورونا، إذ ينطوي الأمر على عقبات بيروقراطية متعددة. وفي الوقت الحالي، يركز المعنيون في المقام الأول على القصر غير المصحوبين بذويهم.
ومع ذلك ، تؤكد مفوضة الاتحاد الأوروبي يلفا جوهانسون، المسؤولة عن الهجرة، أنها لا تزال على اتصال وثيق بألمانيا من أجل نقل أسر لديها أطفال مرضى.
هل يتم اختبار عمل اختبار فيروس كورونا للقاصرين؟
من الواضح أن جميع الأطفال الذين تم نقلهم تم فحصهم طبيًا مسبقًا وكانت نتائج اختبار فيروس كورونا سلبية. ومع ذلك ، فإنهم يخضعون الآن للعزل الذاتي لمدة 14 يومًا ، كما هو الحال مع جميع الأشخاص الذين يدخلون ألمانيا عن طريق الجو.
وتم نقل الأطفال من مطار هانوفر إلى مدينة أوسنابروك وبعدها سيتم توزيعهم على الولايات الالمانية.