فيسترفيله يطالب بتمكين فرق الإغاثة من الوصول إلى القصير
٢ يونيو ٢٠١٣نقلت وزارة الخارجية الألمانية عن الوزير غيدو فيسترفيله اليوم الأحد (الثاني من يونيو/حزيران 2013) قوله إنه على النظام السوري أن بوقف إطلاق النار في مدينة القصير السورية فورا كي تصل المساعدات الإنسانية إلى هناك. كما طالب فسترفيله النظام السوري بأن يضطلع بالتزاماته وفقا للقانون الدولي وأن يعمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية "الأمر الذي يجعل وقف إطلاق النار أمرا ضروريا ".
وطالب الوزير المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا "بوقف دوامة العنف" وشدد الوزير في دعوته للحكومة السورية وقوات المعارضة على "حماية واحترام حياة ومصالح المدنيين". وأشار فيسترفيله إلى أن الهجوم الذي شنته قوات الحكومة السورية على مدينة القصير تسبب في وقف عمليات الإمداد بالمياه والمواد الغذائية وأوضح أنه لم يعد بالإمكان تقديم رعاية طبية بالمدينة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف أعلنت في بيان لها نشر اليوم الأحد عن وجود مئات الأشخاص من أصحاب الإصابات الشديدة في مدينة القصير السورية بلا رعاية طبية. وناشدت اللجنة الدولية أطراف الصراع تمكين أفراد الإغاثة من الوصول إلى المصابين دون شروط مسبقة مشيرة إلى أن هناك متطوعين من الهلال الأحمر السوري على استعداد للقيام بهذه المهمة. وتتعرض القصير فى محافظة حمص لهجوم يشنه الجيش النظامي السوري بدعم من مقاتلي ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية منذ 19 أيار/مايو الماضي.
المعلم: سنسمح بدخول القصير بعد الانتهاء من العمليات العسكرية
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعلن في اتصال هاتفي اليوم الأحد مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن السلطات السورية ستسمح بدخول الصليب الأحمر إلى مدينة القصير في وسط سوريا "فور انتهاء العمليات العسكرية" فيها، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقالت الوكالة إن المعلم "تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ظهر اليوم جرى الحديث فيه عن الوضع في مدينة القصير". وكان الأمين العام بان كي مون دعا السبت المتقاتلين في القصير إلى تحييد المدنيين وإفساح المجال أمامهم لمغادرة المدينة. ووجهت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير ووقف المعارك لإجلاء الجرحى، مشيرتين إلى أن "هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة إلى عناية طبية عاجلة" في المدينة.
ونفذ الجيش السوري النظامي الأحد سلسلة غارات على مدينة القصير التي يحكم الطوق عليها مدعوما من ميليشيا حزب الله الشيعية اللبنانية. واستهدفت الغارات خصوصا الأحياء الشمالية في المدينة وبعض البساتين وقسما من قرية الضبعة شمال المدينة التي لا تزال بين أيدي المعارضة السورية المسلحة.
اشتباكات بين المعارضة المسلحة وحزب الله اللبناني
من جانب آخر ذكرت مصادر أمنية لبنانية اليوم الأحد إن عددا من المقاتلين قتلوا في اشتباك وقع الليلة الماضية في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا بين مقاتلين من ميليشيا حزب الله الشيعية وقوات من المعارضة السورية. وذكر مصدر أن 15 شخصا قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الحدودية النائية والوعرة.
وامتد الصراع الدائر في سوريا منذ عامين إلى جارتها الصغيرة وهزت المعارك مدينة طرابلس في الشمال وسقطت صواريخ على سهل البقاع وجنوب بيروت. ويقاتل مقاتلو حزب الله في صفوف الجيش السوري النظامي لطرد المعارضة من مدينة القصير الحدودية في حين انضم مقاتلون سنة من لبنان لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
خبير ألماني: على الغرب الاستعداد لإنشاء منطقة حظر جوي
وأمام حالة التصعيد في الحرب بسوريا أعرب الخبير الأمني الألماني فولفغانغ ايشينغر عن اعتقاده بأن المؤتمر الدولي المزمع عقده بشأن السلام في سوريا في مدينة جنيف مهدد بالفشل. وفي كلمة له بمجلة "فوكوس" الألمانية الصادرة غدا الاثنين، قال ايشينغر الذي يترأس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن إنه من أجل إعطاء فرصة لهذا المؤتمر لابد وأن يقتنع طرفا الصراع في سوريا بأن مؤتمر جنيف هو خيارهم الوحيد والأفضل.
وتابع ايشينغر حديثه قائلا إنه على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العمل بشكل مشترك للاستعداد لإنشاء منطقة حظر طيران "في حال خلت مفاوضات نظام الأسد في جنيف من الجدية". واتهم ايشينغر الأوروبيين بالتردد محذرا من الخطر الذي يحيق بأوروبا في حال تخليها عن دورها كمشارك في عملية السلام. وأوضح ايشينغر أن "الأرض المحروقة" التي كان ساسة أوروبيون حذروا منها "أصبحت حقيقة واقعة على الحدود الخارجية لحلف الناتو بعد عامين من التردد الغربي".
م. أ. م/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)